في الاصل لم تكن هناك دعوة الى باريس، ولا مواعيد محددة لا في “الاليزيه”، ولا في “الكي دورسيه”، لرئيس التيار العوني جبران باسيل!
وكل ما اثير في الايام السابقة، وما تم تحميله من مواقف وسياسات، لا يغدو كونه محاولات لتعويم رئيس التيار المعاقب اميركيا بتهمة الفساد!
المعلومات تشير الى ان الماكينة الاعلامية للتيار العوني هي من اطلقت إشاعة ان فرنسا تنتظر باسيل لتعمل على مصالحته مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، من اجل تسهيل تشكيل الحكومة. وان فرنسا تقف على خاطر باسيل، ولها مونة زائدة على الحريري لتقنعه بالجلوس مع باسيل، ولو في باريس.
وتشير المعلومات ان باسيل طلب من اللواء عباس ابراهيم، الذي كان يزور فرنسا موفدا من حزب الله، السعي لدى السلطات الفرنسية لتعويم مباردة الرئيس ماكرون عبر مسارين. الاول، وَعد من الرئيس الفرنسي بالسعي لدى الحكومة الاميركية لرفع العقوبات عن باسيل، والثاني، جمع باسيل مع الحريري، بمَونة من الرئيس ماكرون على الحريري.
ما يعني عمليا تعويما كاملا لباسيل سياسيا على المستوى الدولي، من خلال لقاء يجمعه بالرئيس الفرنسي، وداخليا بتسجيل انتصار على الرئيس الحريري، باجباره على الجلوس معه. كل ذلك مقابل ان يعمل باسيل على تسهيل توقيع عمه الهرم على مرسوم تشكيل حكومة المهمة!
ولكن فات باسيل ان ما يطلبه على المستوى الخارجي يفوق قدرة الرئيس الفرنسي، غير القادر على الطلب من الاميركيين رفع العقوبات عن باسيل، بسبب الاجراءات والمسارات القانونية المترتبة على هذا الرفع. كما ان باسيل لا يقدّم ولا يؤخر، في مجريات السياسة الاميركية لا في الشرق الاوسط ولا في الشرق الادنى، وتالياً لا مبرر ليطلب ماكرون من الرئيس الاميركي إصدار مرسوم استثنائي، برفع العقوبات عن باسيل لاسباب تتصل بالامن القومي الاميركي!
اما على المستوى الداخلي، فقد اعتقد باسيل ان باستطاعته ان يتلاعب على السطات الفرنسية ويفرض عليها جمعه بالحريري، وفاته ان الحريري يتقدم عليه باريسياً، وان فرنسا تبحث عن حل للازمة اللبنانية وليس عمن يسجل انتصارات وهمية.
ماكينة التيار العوني، حسب ما أشارت المعلومات عملت على «تزحيط » عدد من الصحفيين الذين اعتبروا ان خبر زيارة باسيل الى باريس سبق اعلامي، قبل ان يتحققوا منه من مصدره! وان نسج الهوامات والخيالات والتهيؤات بشأن موعد مع وزير الخارجية الفرنسي لو دريان ومن ثم مع الرئيس ماكرون، لا يتم التعاطي معه بهذا الاستسهال- خصوصاً إذا كان المصدر هو التيار العوني.
تبرّأ من وساطة ابراهيم
وتضيف المعلومات انه وفي ضوء رفض السلطات الفرنسية مطالب باسيل، بادرت ماكينة التيار العوني من جديد الى بث التبريرات التي تحفظ ماء وجه باسيل. حيث اعلن التيار انه في الاساس لم يكن هناك دعوة لزيارة فرنسا، وان باسيل ابلغ السلطات الفرنسية انه حاضر لزيارة بايس فور دعوته للزيارة!
اما ما هو اخبث، فما جاء في بيان التيار، من ان باسيل لم يطلب وساطة من أحد، في إشارة الى اللواء عباس ابراهيم، وان علاقة باسيل بفرنسا مباشرة وليست في حاجة الى وساطات! علما ان نشر شائعة زيارة باسيل الى فرنسا وتحديد موعدها يوم الاربعاء في الخامس من الجاري، وتضمنها لقائين مع وزير الخارجية والرئيس الفرنسي، بوساطة من اللواء ابراهيم، حصل قبل يومين. وفي حينه، لم ينفِ اي مصدر في التيار وساطة ابراهيم او عدم توجيه اي دعوة لباسيل لزيارة باريس.
وتشير المعلومات ان باسيل وبعد تبلغه رفض باريس لمطالبه، اصدر بيان التنكر لوساطة ابراهيم، ورفع سقف موقعه غير الموجود اصلاً!