لعنة خامنئي تلاحق الرئيس سعد الحريري منذ زيارته لطهران في العام ٢٠١٠ (الصوة). في حينه، كان خامنئي يملك أوراقاً قوية في لبنان، وأضاف إليها منذ ٤ سنوات قصر بعبدا وشاغِل القصر.. وصهره! اللبنانيون قاربوا الجوع ولكن ميشال عون « أبو طحين »، (تيمّناً بالأمير بشير الثالث الذي غادر قصر الإمارة وسط استهزاء أهل الجبل. وتقول كتب التاريخ أنه كان « مجرد أمير صوري عيّنه العثمانيون على عكس الأمراء السابقين الذين كان يختارهم أعيان الشعب »!) يريد « الثلث الضامن »، ووزارة الكهرباء المقطوعة، لصهره التافه الذي فاز بكأس أول شخصية يحتقرها اللبنانيون!
ماذا ينتظر الاميركيون، والفرنسيون، لوضع إسم ميشال « أبو طحين » وصهره على قائمة العقوبات؟ هؤلاء أيضاً عيّنهم.. «العثمانيون»!!
*
خلافاً لكل ما اشيع عن تفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية، يبدو ان عملية التشكيل ستطول الى ما بعد رأس السنة المقبل. بعد ان اوعز حزب الله الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بتصعيد شروطه ومطالبه الوزارية، خلافا لمنطق المبادرة الفرنسية التي يتمسك بها الرئيس المكلف سعد الحريري، ما اعاد عملية التشكيل الى المربع الاول، اي الى تاريخ استقالة الرئيس الحريري، في تشرين الاول/أكتوبر ٢٠١٩، استجابة لمطالب الثوار.
الحريري كان وعد بتشكيل حكومة خلال ١٠ ايام من تكليفه، تنتهي هذا الاثنين. وكان وعد ايضا، بالتوجه الى القصر الجمهوري حاملا “مسودة” تشكيلة حكومية يوم الخميس المنصرم، ثم أرجأ الزيارة الى يوم السبت فالى يوم الاحد امس، ويبدو انه لن يزور بعبدا، مع اي تشكيلة في المدى القريب.
المعلومات تشير الى ان باسيل، وعمّه الرئيس عون، وضعا شروطا جديدة على الرئيس الحريري، من بينها، عدد الوزراء. ففي حين يصر الحريري على 18 وزير كحد اقصى، يرفض عون اي تشكيلة حكومية تكون اقل من 20 وزيرا. والسبب يعود الى ان التشكيلة العشرينيةتسمح بتوزير إثنين من طائفة الموحدين الدروز، حيث يصر عون وباسيل على توزير شخصية محسوبة على الامير طلال ارسلان، في مقابل شخصية محسوبة على الحزب الاشتراكي. ما يعني عمليا تأمين باسيل « الثلث المعطل » داخل الحكومة، وهذا ما يرفضه الحريري جملة وتفصيلا.
الى ما سبق، تشير المعلومات الى ان توزيع الحقائب على الوزارات هو ايضا غير محسوم.
ففين حين استثنى الحريري وزارة المال لمرة واحدة، وقرر اسنادها الى شخصية شيعية، يصر حزب الله على الاحتفاظ بوزارة الصحة، ما يعني عمليا ضرب مبدأ المداورة في الوزارات، ويفتح شهية سائر الفارقاء السياسيين على المطالبة بوزارات معينة، أسوة بالثنائي الشيعي. وتحديدا التيار العوني الذي يصر على الاحتفاظ بوزارة الطاقة.
أوامر إيرانية!
المعلومات تشير الى ان لعراقيل المفتعلة وليدة ساعتها، وهي جاءت نتيجة اوامر ايرانية للحزب التابع في لبنان، بوقف وعرقلة عملية تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة، في انتظار انقشاع غيوم المعركة الإنتخابية في الولايات المتحدة، في ظل تقارب نسب التصويت المبكر، واحصاءات التصويت، بين المرشحين الرئيس الحالي دونالد ترامب، وجو بايدن. وتضيف ان ايران ستفرج عن حكومة لبنان لادارة اميركية ستحكم، وليس احتمال « ادارة ذاهبة »، في حال فشل الرئيس ترامب، او « جديدة » في حال فاز منافسه جو بايدن.
وتضيف المعلومات انه في حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فإن الرئيس الحالي دونالد ترامب لن يقبل بسهولة بنتيجة الانتخابات وهو عمل على تعيين 100 محام في مختلف الولايات للطعن في نتيجة الانتخابات. وهذا ما يضع حكومة لبنان في مهب انتظار المحكمة العليا في الولايات المتحدة للحكم في نتيجة الطعن، ما يبقي رئاسة بايدن معلّقة، ومعها حكومة لبنان.
وتشير المعلومات الى انه وفي حال فاز الرئيس ترامب، ولم يطعن منافسه بايدن، فإن الادارة المستمرة لترامب سوف تأخذ استراحة المحارب لتستأنف نشاطها الديبلوماسي والاداري والخروج من معركة الانتخابات الى ما بعد نهاية العام الحالي، وهذا ايضا سيعلق الحكومة اللبنانية على مشجب انتخابات اميركا.
وتضيف المعلومات الى ان رهان الحريري على النفاذ بتشكيلة حكومية قبل الانتخابات الاميركية بالاتكال على الضغوط الفرنسية والدولية، لم ينجح. ففرنسا الحالية منشغلة بمكافحة جائحة كورونا، فضلا عن الاشتباك مع « الإسلام السياسي »، سواء داخل فرنسا او خارجها، في حين ان انشغال الولايات المتحدة بانتخابات رئيسها كان يمكن ان يشكل فرصة لتشكيل « حكومة مُهِمّة » في لبنان لستة اشهر، كانت ستعمل على لجم الانهيار والحد منه.
ولكن ما يسمّى حزب الله فوّت الفرصة التي يتوق لها اللبنانيون بانصياعه لاوامر ملالي طهران!
هذا كلام صحيح : قوى التسلط ومن انتحل صفة الممانعة لا يريد حكومة نظيفة واخر همه مصلحة الناس والوطن هؤلاء يأتمرون بأوامر مشغليهم فقط