حضرات السيدات والسادة في « لقاء سيدة الجبل »
وكل المجموعات والشخصيات المجتمعين تحت عنوان « مبادرة وطنية من أجل برنامج مرحلي مشترك لإنقاذ لبنان… »
تحية مودة وشجاعة،
اولاً- في موضوع سلاح حزب الله،
أ- الطلب الى ايران سحب سلاحها من لبنان وتأمين الدعم العربي والدولي لهذا المطلب وممارسة ضغوطات عربية ودولية على ايران لكي تسحب هذا السلاح وصولا الى الطلب من الدول الصديقة طرح الموضوع في مجلس الامن.
ب- سلاح حزب الله ليس سلاح تحرير الارض، ذريعة مزارع شبعا ساقطة لأن هذا السلاح وبعد عشرين سنة على الانسحاب الأحادي الاسرائيلي لم يحرر ولو مترا واحدا من مزارع شبعا، وصولا الى ان الاتفاق الاخير على التفاوض لترسيم الحدود بحرا وبرا جعل من مزارع شبعا امرا خاضعا للقرار ٢٤٢ اي بالنتيجة للتفاوض بين سوريا واسرائيل.
ج- سلاح حزب الله ليس قوة ردع ولا يحقق توازن الردع، لكن اذا تم تسليم هذا السلاح للجيش اللبناني اي للشرعية عندها يتحول الى جزء من قوة الردع الشرعية. اما بقاء هذا السلاح خارج الشرعية فهو قوة لجر لبنان الى حروب مدمرة تبعا للمصالح الايرانية كما حصل عام ٢٠٠٦ وكما حصل في ذهاب هذا السلاح للقتال ضد الشعب السوري ومطالبه بالحرية والكرامة. كما انه جزء من بؤرة ارهاب تهدد المنطقة كلها وليست محصورة جغرافيا من اليمن الى كل الخليج والعراق وسوريا ولبنان. المنطقة كلها مهددة بعمليات ارهابية لإخضاع هذه البلاد وشعوبها لارادة المرشد الايراني.
د- استعمال هذا السلاح في الداخل اللبناني حصل عدة مرات
– يجب مخاطبة الجزء من الجمهور الشيعي المؤيد لهذا السلاح من خلال عدة اقنية:
اولا– مشروع الامام موسى الصدر الذي يركز على نهائية الوطن والعيش المشترك وهذا نقيض ما يفعله سلاح الحزب والمشروع الايراني، اي مشروع الهلال الفارسي الذي يدمر الاوطان والدول لإلحاقها بهذا المشروع، ومن الواضح ان النظام الايراني من خلال امساكه بالثنائي الشيعي قوض فكر الصدر . لذلك تبرز اهمية اعادة التركيز على مشروع الامام الصدر.
ثانيا– القناة الثانية هي ان سلاح الميليشيا لا يحمي احدا، وكل المشاريع الميليشياوية سقطت في فخ الحرب الاهلية، سلاح الاستقواء يؤدي الى خضوع المؤيدين له الى ردود افعال كارثية، الحماية والضمانة للجميع هي العيش المشترك والدستور ومؤسسات الدولة.
ثالثا– القناة الثالثة لمخاطبة هذا الجمهور هي قناة ايديولوجية، فإيديولوجيا “ولاية الفقيه” ليست من عقائد الشيعة بل هي غريبة عن عقائدهم في لبنان والعالم وهي مفروضة في ايران بقوة الارهاب الذي يمارسه النظام على شعبه وبقوة الاعدامات والملاحقات للمعارضين.
في لبنان يتوجب العمل على انشاء انواع من منتديات يساهم فيها بشكل اساسي رجال الدين الشيعة المتنورون ويساهم فيها الجيل الجديد من العاملين في الشأن الفكري وفِي الشأن العام لتنشط هذه المنتديات في نقاش وشرح مسهب لمدى الاذى والدمار الذي تلحقه نظرية ونظام ولاية الفقيه بالدين الاسلامي اولا وبالتاريخ الشيعي الذي وقف دائما ضد استبداد الافراد وضد حكم الفرد الواحد وضد تأليه او عبادة الأشخاص.
المهم ان تكون النُخَب الشيعية وعلى رأسها رجال الدين المتنورين قادرة على مواجهة ولاية الفقيه وتأكيد ولاية الامة على نفسها، اي اقامة نظم ديمقراطية تعبر بصدق عن شعوبها واسقاط كل هذه الجرائم والحروب التي انتجها تحكم واستبداد شخص واحد بمصير شعوب المنطقة ومقدرات بلدانها.
*محمد عبد الحميد بيضون، نائب ووزير لبناني سابق