ما يتعرض له الزعيم الدرزي، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط يؤكد ان القرار بتصفيته سياسياً قد صدر. فالتعاطف الذي حصده فور الاحداث المؤسفة في قبرشمون الى انحسار.
بداية، وبعد وصف رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجية وزير الخارجية جبران باسيل بأنه “فتنة متنقلة” تعليقاً على ما جرى، جاءت زيارة وفد من “حزب الله” الى “بنشعي” لتحسم تصويت وزير الاشغال يوسف فنيانوس لمصلحة المجلس العدلي اذا اقتضى الامر ذلك.
حركة “أمل” التي لا يستسيغ أي من قيادييها ومسؤوليها “باسيل”، رفعت اعلامها الى جانب اعلام “التيار الوطني الحر”، الأحد الماضي، ترحيباً بجولته في الجنوب اللبناني. ما يؤشر الى ان فشل وساطة الرئيس نبيه بري بشأن جنبلاط، لن يترجم بدعم وزراء الحركة الحليف التاريخي، اذا وصلت الأمور الى التصويت على خيار المجلس العدلي. رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يقف الى جانب جنبلاط، حتى تاريخه، قد يجد نفسه مضطراً الى التخلي عن صديقه اللدود ليعيد الحياة الى الجلسات المشلولة بفضل الثلث الباسيلي المعطل. والا ينفرط عقد حكومته ولا يعود حاجة وطنية في المرحلة الراهنة.
والانحسار تمهيداً للتصفية ليس لغزاً، وتحديداً مع قول الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، بصفته صاحب الكلمة الفصل، خلال مقابلته التلفزيونية قبل أيام، إنه الى جانب حليفه النائب طلال ارسلان الذي اعتُدي عليه وظُلم. وإن مطلب إحالة الملف على المجلس العدلي منصف ومنطقي.
ويبقى الأهم، وهو تصوير نصرالله الخلاف مع جنبلاط كنتيجة مطالبة الأخير بمشاركة بيار فتوش في معمل عين دارة للترابة، ورفض فتوش لذلك. هنا، تكمن الأهمية في تتفيه الموقف السياسي الحاد لجنبلاط، ان بشأن “تحالف الأقليات” وبشأن رفضه “حماية النظام العلوي لدروز سوريا مقابل تأييدهم بشار الاسد” او انتقاده الدائم للتسوية الرئاسية من دون اغفال موقفه الأخير من “هوية مزارع شبعا”، واختزال هذه المواقف التي تنكد على مشروع “حزب الله” المرتبط بمحوره، والاكتفاء بتصوير المشكلة انطلاقاً من الغايات الشخصية. وهذا ما يترافق، غالباً، مع التصفية السياسية في لبنان. لكن اللافت في أمر التصويب على جنبلاط بالشخصي، هو تولي نصرالله الترويج للامر، على غير عادته. وكلنا نعرف ان لدى الحزب ومحوره فرقا محترفة يناط بها استخدام المنابر لمثل هذه الوظيفة.
لذا، ليس مستغرباً إدراك جنبلاط أن أوان تصفيته السياسية قد اقترب. وأن “الحال مش ماشي”. وكأن سؤاله نصرالله “شو عدا ما بدا؟” عتب لا يسعى الى جواب..