هل يمكن أن يكون الحرس الثوري وراء الهجومين.. وأن يكون الرئيس الإيراني ووزير خارجيته لا يعلمان عنهما؟
في الوقت الذي توقع فيه المراقبون وجود علاقة بين الهجومين على الناقلتين النفطيتين في بحر عمان، وبين زيارة رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” إلى طهران، استنادا إلى اتهام طهران بالوقوف وراء الهجومين، وذلك كتصعيد لإفشال زيارة “آبي” الساعية إلى نزع فتيل التوتر في المنطقة والعمل على جمع الساسة الإيرانيين والأمريكيين على طاولة واحدة، فإن هذا التوقع يتماهى مع التصريحات الصادرة عن مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي أكد في لقاء مع “آبي” الخميس إنه يرفض أي حوار مع الأمريكان، مؤكدا أن الرئيس دونالد ترامب “لا يستحق أن يتبادل المرء الرسائل معه”. كما أن هذا التوقع يعزز اتهام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لطهران بالوقوف وراء الهجومين.
وفيما حمل “آبي” رسالة من ترامب إلى القادة الإيرانيين، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الياباني أن بلاده لا تريد تصعيدا في التوتر بالمنطقة، وهو تأكيد قد لا يتلاقى مع تصريحات المرشد الإيراني، وكذلك لا يتماشى مع اتهامات بومبيو. فالهجومان يعتبران أكبر تصعيد منذ بدء الأزمة بين البلدين بعد الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي، وإذا ما تصاعدت الشكوك وتعززت الدلائل بوقوف طهران خلفهما، فذلك يفنّد تأكيدات روحاني.
من جانب آخر، قد يشير ثبوت وقوف إيران وراء الهجومين، إلى مسؤولية الصراع بين غرف اتخاذ القرار في طهران، عن ذلك. ففي ظل تعدد مراكز اتخاذ القرار الإيراني، بين حكومة رسمية تتحمل وضع الخطط والسياسات والاستراتيجيات لمواجهة الأزمات، وبين مؤسسات متشددة نافذة وقريبة من مرشد الثورة وتستطيع اتخاذ قرارات مهمة ذات أبعاد اقتصادية وعسكرية تتجاوز من خلالها الموقف الحكومي، ستتوضح صورة المشهد أكثر فأكثر.
فإذا تمعنّا في النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري لمؤسسة كالحرس الثوري، سنستنتج كيف أنها تملك القدرة على تجاوز السياسات والمواقف الحكومية في سبيل الدفاع عن مصالحها الثورية التوسعية. فهي قد تستغل عدم التوافق بين الحكومة الإيرانية والمجتمع الدولي لتوسيع قوتها الإقتصادية والعسكرية ولتثبيت خططها التوسعية على الأرض. وبالتالي، فإن أي تطور في مهمات نزع فتيل التوتر للجلوس على طاولة المفارضات لن يصب في صالحها.
وفي ظل تجارب الجمهورية الإسلامية في مهاجمة ناقلات النفط في الخليج لتعزيز موقفها السياسي والعسكري أثناء الحرب مع العراق والتي عُرفت بـ”حرب الناقلات”، ثم تهديدات المسؤولين الإيرانيين للدول الخليجية قبل أسابيع قليلة بمنعها من تصدير نفطها عبر مضيق هرمز إذا ما انخفض تصدير النفط الإيراني، وكذلك، وقوع هجومي بحر عمان بالقرب من الأراضي الإيرانية واستهدافهما النفط الإماراتي والسعودي بعد اسبوعين من هجوم آخر استهدف أربعة ناقلات نفط إماراتية وسعودية، فإن السؤال الذي يمكن أن يُطرح هو: هل يمكن أن يكون الحرس الثوري وراء الهجومين في بحر عمان؟ وأن يكون الرئيس الإيراني ووزير خارجيته لا يعلمان عنهما؟.. الإجابة على السؤال ربما تتكشف خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.
fakher_alsultan@hotmail.com
*كاتب كويتي