على الرغم من دخول الديبلوماسية الروسية على خط الدفع باتجاه تشكيل الحكومة اللبنانية إلا أن “الولي الفقيه” وجنراله قاسم سليماني لم يُفرجا عن الحكومة، وسط “سيناريو تبادل ادوار منسّق” بين التيار العوني من جهة ممثلا برئيسه الوزير جبران باسيل، وحزب الله من جهة ثانية.
المعلومات تشير الى ان مراسيم تشكيل الحكومة كانت وشيكة، وانه تم إبلاغ أحد الوزراء المقتَرحين والمتواجد في الولايات المتحدة بضرورة الحضور الى لبنان على وجه السرعة من اجل التقاط الصورة التذكارية للحكومة المرتقبة. وان سائر الوزراء تم إبلاغهم بموعد المراسيم والتقاط الصورة، وأن البيان الوزاري، كان معدّوه شارفوا على الإنتهاء من صيغته المقترحة التي ستنال الحكومة على أساسها ثقة المجلس النيابي.
ثم حدث ما لم يكن في الحسبان، فعادت الامور الى المربع الاول، في إنتظار مبادرة جديدة تنقذ الوضع الحكومة في البلاد.
وتشير المعلومات الى ان الديبلوماسية الروسية نشطت في الاسبوعين الاخيرين على خط تشكيل الحكومة اللبنانية، وان موفدا روسيا وصل الى لبنان بعيدا عن الاعلام، وأبلغ المعنيين بالعرقلة، وتحديدا حزب الله، بضرورة الافراج عن التشكيلة الحكومية.
وتضيف، ان الديبلوماسية الروسية أبلغت الجانب الايراني أيضا، ضرورة وقف العبث يالساحة اللبنانية، وانه ليس في إمكان حزب الله صرف ما يعتبره إنتصارا في سوريا في الداخل اللبناني.
وأشارات المعلومات الى ان الجانب الروسي كان جازما في رسالته الى الايرانيين، حيث أبلغهم صراحة ان من حقق الانتصار في سوريا هو الروس وليس الايرانيين ولا حزب الله ولا الرئيس السوري بشار الاسد. وانه لولا ان تدخلت روسيا، لكانت إيران والاسد ومعهما حزب الله وسائر الميليشيات الايرانية لاقت شر هزيمة.
روسيا “تتفهّم” مصالح إسرائيل في سوريا ولبنان
وأضافت ان الجانب الروسي لا يتعاطى في الشأن الايراني في العراق وتاليا لا يمكن لايران ان تتعاطى في الشأن الروسي في لبنان وسوريا. ففي لبنان مصالح حيوية واستراتيجية لروسيا، وممنوع التلاعب بالاستقرار في لبنان، وممنوع ايضا استدراج إسرائيل الى حرب في لبنان. فضلا عن أننا، في روسيا، تتفهم المصالح الحيوية الاسرائيلية في لبنان وسوريا، وحساسية إسرائيل نحو امتلاك حزب الله أسلحة استراتيجية، تهدد امن اسرائيل. وإذا كنتم، تريدون استخدام، “الكوريدور” عبر العراق وسوريا لتهريب الاسلحة الى لبنان، فإنا نتفهم كل الغارات الاسرائيلية التي ستضرب شحنات الاسلحة، ولن نقوم بردع إسرائيل او الضغط عليها. وتاليا، فإن عليهم الافراج عن التشكيلة الحكومية في لبنان.
وتشير المعلومات الى ان حزب الله أعطى الضوء الاخضر لتشكيل الحكومة من جهة، والضوء الاخضر للوزير باسيل لتعطيلها من جهة ثانية، بحيث تكون إيران وفت بالتزامها تجاه الروس، ويعمل باسيل على تعطيلها من جهة ثانية.
وتضيف ان الحزب اوعز للرئيس نبيه بري، وللواء عباس ابراهيم للقيام بوساطة ومبادرة تلاقي مبادرة الرئيس عون للتشكيلة الحكومية، وتم تجاوز ما سميّ “اللقاء التشاوري” للنواب السُنّة الستة، عبر طرح توزير “جواد عدرا”، بالاتفاق بين الرئيسين نبيه بري، وسعد الحريري.
وتزامناً، اعطي الضوء الاخضر للوزير باسيل ليظهر بمظهر الواقف في وجه حزب الله، والمعترض على توزير “عدرا” ما لم يكن من حصة الرئيس، وتاليا يحتفظ عون وباسيل بما يسمى “الثلث المعطل للحكومة”. ثم اعترض باسيل على توزير الاعلامية مي شدياق من قبل “القوات اللبنانية”، وان باسيل يريد وزارة مقابل تخليه عن “الوزير الملك”، فأصاب باسيل دفعة واحدة القوات اللبنانية، واللقاء الديمقراطي، حين طالبه بوزارة الصناعة، والرئيس نبيه بري، حين طالبه بوزارة الزراعة، و”المردة”، حين طالب بوزارة الاشغال العامة. فقد أراد باسيل أياً من الوزارات السابقة لقاء تخليه عن توزير سنّي من حصته، ما أعاد خلط الاوراق مجدد وأعاد التشكيلة الحكومية الى المربع الاول.