معه حق الأستاذ بشير خضر، محافظ بعلبك-الهرمل، المنطقة التي تتحمّل أكبر قسم من النزوح السوري إلى لبنان! وقد أثار خطابه الشجاع و”المحترم” (قارن كلامه الموزون والمهذّب بكلام وزير التفاهة، البعلبكي أيضاً، “محمد وسام المرتضى”، الملقّب بـ”القاضي”!!) تعاطفَ معظم اللبنانيين! ونحن منهم!
صحيح أن لبنان، كما يقول، تحمّل ما لم تتحمّله شعوب كثيرة أخرى منذ العام ١٩٧٥ وحتى سنة ٢٠٢٣ الحالية!
وصحيح ربما أن راتب محافظ بعلبك بات اليوم أقل مما يحصل عليه بعض “النازحين السوريين” من مساعدات دولية!
وصحيح أن شعب لبنان وصل إلى “جهنّم” التي بشرّه بها الرئيس الذي وصل إلى قصر بعبدا بـ”بندقية المقاومة” المأجورة!
مع تحفّظ واحد:
“جهنم” الـ١٠٠ الف ليرة للدولار لا تنطبق على حزب الإحتلال الإيراني الذي ما زال “حيّاً يُرزّق بالدولار”، ويشتري عقارات البلد بالدولار الذي يملكه وحده، ويبشّر بـ”القرض الحسن” الآتي من إيران ومن كارتيلات المخدرات في كولومبيا!
وهنا، لا بد من وضع النقاط على الحروف:
أولاً، شعار “شعب واحد في بلدين”، هو شعار “أسدي” حقير، وضعه حافظ الأسد في عزّ احتلاله للبنان (“إحتلال” يا فلان “الإعلامي”.. وليس “وصاية”!). وهذا الشعار لا يُلزِم إلا من “اعتنقه” واستفاد منه، أمثال نبيه بري وحسن نصرالله (صاحب شعار “عاشت سوريا الأسد” في ٨ آذار) وزعماء مسيحيين ومسلمين ودروز كثيرين! هذا الشعار لا يُلزِمنا نحن!
ثانياً، ما لا يقوله محافظ بعلبك هو أن شعار “شعب واحد في بلدين” هو ما يطبّقه حسن نصرالله وحزبه الإيراني الذي استفاد من “حاجة بعض الناس” لإقناعهم بالقتال كـ”مرتزقة” عند آل الأسد! حزب حسن نصرالله يطبّق حرفياً شعار “شعب واحد”، حينما يحوّل المواطن اللبناني “البعلبكي الهرملي الجنوبي” إلى عسكري حقير في خدمة نظام قام بتهجير ما يتراوح بين ثلث ونصف الشعب السوري! نظام متّهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية!
ثالثاُ، “الشعب السوري”، مثل الشعب اللبناني “ضحية” لهذا الحلف “الجهنّمي” بين القاتل بشار الأسد، والقاتل علي خامنئي، والقاتل بوتين الذي بات اليوم “مطلوباً” من “محكمة دولية”!
أهون الأمور أن نحتقر النازح السوري، وأن تمنع البلديات خروجه من منزله بعد السادسة مساءً، وأن نقول عنه ما نشاء..! مثلما كان “أهون الأمور” في عصور سابقة، وفي بلدان أخرى، أن يضع قيصر روسيا “كل المسؤولية” على “اليهود” في بؤس شعبه!
ما لا يستطيع أن يقوله محافظ بعلبك هو أن لبنان مثل سوريا يخضع لـ”احتلال إيراني” يدمّره كل يوم ويحوّل شعبه إلى شعب فقير ومعوز ومؤهل للهجرة! مثله مثل النازح السوري!
نحن والسوريين لسنا شعباً واحداً! نحن شعبان في بلدين!
ولكننا، نحن والسوريين، خاضعين لاحتلال حلف جهنمي إيراني وأسدي وروسي!
ولن يعود لبنان كما كان إلا بدحر الإحتلال الإيراني، وحزبِه “الحَرَسي”!