استحقّ هذا الحوار الإيراني القديم أن يُنشَر كموضوع “مانشيت” لأنه يلفت إلى نقطة تجاهلها كثيرون: أن “الإسلام السياسي” (سمّاه أحمد شاه مسعود “الفاشية السوداء” قبل أشهر من مقتله) لا يختلف عن “النازية” الهتلرية، وعن الشيوعية “الستالينية”، و”الماوية” و”الكورية الشمالية” و”شيوعية الخمير الحمر”، وأيضاً عن “البعث” العراقي والسوري- التي تلتقي جميعها في ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”!
من زار معسكر “أوشفيتز” النازي في بولندا سيلاحظ الشبه الصاعق بين كل البشر حينما تقصّ شعرهم! خصوصاً النساء! يتساءل الزائر، أمام صور الضحايا، لماذا يبدون جميعاً كأنهم نسخ عن شخص واحد!! وذلك كان المقصود! في نظر الجندي الألماني الضحايا اليهود “ليسوا بشراً”.. في “زيّهم الأخير” قبل الإختناق في غرف الغاز!
حان الوقت لإضافة “الإسلام السياسي” السنّي (بن لادن “استحلّ” استئصال شيعة أفغانستان “الهزارة”و”الطاجيك”) والشيعي (من فصيلة خميني وخامنئي) إلى قائمة الإيديولوجيات التي تمثّل “جرائم ضد الإنسانية”! ستالين قتل عشرات الملايين بإسم “التقدّم” المحتّم تاريخياً (في مجاعة “الهولودومور” المُفتَعَلة، قتل ستالين ٣ ملايين أوكراني جوعا: “هؤلاء ليسوا بشراً”! “بعث” الأسد وصدام قتل الملايين بإسم “الوحدة العربية”! هتلر أباد عشرات الملايين من أجل رِِفعة “الجنس الآري”!
حكام الإسلام السياسي يقتلون بإسم “الله”! أعداء الله “ليسوا بشراً”! يمكن حتى “التحرش الجنسي” بهم.. قبل إعدامهم!
بيار عقل
*
“محمد مارسهُ! وعلي مارسهُ.. وإلا ستختفي الجمهورية الإسلامية والإسلام!”
الكاتب والباحث الإصلاحي الإيراني “حسن يوسفي إشْكِوَري” (على اليسار في صورة المقال) نشر مقالا في موقع “زيتون” الإخباري، أشار فيه إلى خاطرة ونقاش جرى بينه وبين “عباس شيباني” (على اليمين في الصورة)، حول موضوع التعذيب في السجون الإيرانية.
ويعتبر شيباني، الذي توفى أمس الثلاثاء، شخصية معروفة بين أنصار الثورة الإسلامية الذين عملوا للإطاحة بنظام محمد رضا بهلوي، وأصبح بعد ذلك نائبا في مجلس الشورى الإسلامي في دورته الأولى. وجرى النقاش بين الاثنين، حسب إشْكِوَري، في قاعة المجلس عام ١٩٨١.
قلت (إشْكِوَري): متى ستتحسن أحوال السجون؟
قال: لا بأس، لم تعد هناك مشاكل.
قلت: لا، لم يتم إصلاح الوضع بعد.
قال: مثلا؟!
قلت: الضرب موجود، التعذيب لا يزال موجودا.
قاطعني وقال: حسنا، نعم، هناك ضرب، لكن هل كان من المفترض ألّا يكون هناك ضرب؟
قلت: وهل ضرب السجين مباح؟!
قال: لا، إنه تعزير.
قلت: ألا يوجد في الدستور أن أي نوع من التعذيب لانتزاع الاعترافات ممنوع؟
قال: هذا ليس تعذيبا، إنه تعزير!
قلت: التعزير له تعريفه وشروطه، والغرض منه التأديب وليس انتزاع اعتراف! ألا تقومون بهذا الفعل تحت عنوان التعزير، ولكن للحصول على اعتراف من الشخص ضد نفسه؟
قال: إنها ضرورة يا سيدي! ضرورة!
قلت: ما الضرورة؟
قال: عندما يكون الشخص مسلحا ويقبض عليه ولا يتكلم، من الضرورة أخذ اعتراف منه.
قلت: إن كان هكذا فالأمر أصبح غير ضروري، وهذا يؤكد أن الغاية تبرر الوسيلة!
قال: يا سيدي! إذا لم يفعلوا ذلك فإن الجمهورية الإسلامية ستختفي من الوجود!
قلت: والإسلام سينزل إلى الأسفل!
قال: لا، الجمهورية الإسلامية والإسلام لن يبقيا!
قلت: هل تتذكر أن السيد مشكيني اقترح السماح بـ”الضرب” كاستثناء أثناء جلسة برلمانية مخصصة لمراجعة الدستور بحجة مماثلة؟ لكن آية الله منتظري والسيد بهشتي اختلفا وقالا إن هذا النوع من الضرب، وحتى لو كان مفيدا، فهو قبل كل شيء مخالف للشرع. وثانيا كيف يمكننا أن نعرف بأن هذا الضرب لن يقود إلى نزع الأظافر والحرق ووو..
قال: الفقهاء سمحوا به بل وتم رفعه إلى المجلس الثوري وتم السماح بذلك.
قلت: أولا، ما هو موقف الدستور من ذلك؟ وثانيا، كم نوع من الإسلام لدينا؟
وثالثا، هل استخدم الإمام علي والنبي مثل هذه الأساليب؟ ألا يمكنهما استخدام مثل هذه الأساليب لحماية أنفسهم؟
قال: نعم استعملوه.
قلت: أعطني مثالا واحدا!
قال غاضبا: سيدي، أنا لن أتباحث معك، وأقول إن ذلك ضروري وإلّا فإن الجمهورية الإسلامية ستتدمر!
وبشكل عام أعتقد أن هؤلاء المعتقلين ليسوا بشرا وليس لهم الحق في العيش، ولا إشكال في التعامل معهم بأي شكل من الأشكال! التعزير شيء بسيط!
قلت: هذا كل شيء!
قال: هذا كل شيء!
قلت: هذا كل شيء!
قال: هذا كل شيء!
قلت: وداعا…