قالت مصادر في منظمات دولية عاملة في « عرسال » ان عدد قتلى حزب الله في معاركه الاخيرة في الجرود قارب 90 قتيلا من بينهم 9 قضوا متأثرين بجراح اصيبوا بها خلال المعارك، في حين ان عدد الذين سقطوا في الايام الاولى للمعارك بلغ 82 مقاتلا.
وفي سياق متصل أشارت معلومات الى ان مقاتلي « النصرة » اعدوا العدة للمواجهة مع مقاتلي حزب الله، بعد ان كان امين عام الحزب الالهي ابلغهم بقرب الانقضاض عليهم! فانتشروا في مواقع حصينة، في الجرد الأجرد والمكشوف والمترامي الاطراف، ودافعوا عن مراكزهم الرئيسية التي لم تصل اليها المعارك. كما جهز مقاتلو « النصرة » عدداً من الانتحاريين وكمائن محكمة اوقعوا فيها عناصر الحزب اللهي فكانوا يصطادونهم بالعشرات.
وتضيف المعلومات ان الذين أعلنوا عن رغبتهم بالاستسلام لمقاتلي نصرالله كانوا من الانتحاريين الذين، فور استسلامهم، كانوا يفجرون انفسهم بالجماعة التي كانت تهلل إعلاميا لاستسلام مقاتلي”النصرة” بالعشرات!
وتشير المعلومات ان عدد قتلى جبهة « النصرة » لا يتجاوز عشرين مقاتلا، من بينهم الانتحاريون وتسع جثث لمقاتلين سلمهم الحزب الإيراني لـ”ابو مالك التله” في اطار عملية تبادل الجثث والاسرى بين الجانبين.
لماذا أرسل نصرالله عناصر “التعبئة الحزبية” العديمي الخبرة إلى جرود “عرسال”؟
وتقول المعلومات ان نصرالله، وامام هول الخسائر البشرية، نزع عن محياه ابتسامة السخرية والتقليل من شأن مقاتلي « النصرة »، وراجع حساباته اكثر من الف مرة، بعد ان تكبد خسائر لم تكن في حسابه في عديد قوات « التعبئة الحزبية » التي يتم تدريبها مدة ثلاثة اشهر، وجلهم من الطلاب المتخرجين الجدد.
“أبو مالك” انتصر؟
وتشير الى ان نصر الله حسم امره وقرر التفاوض مع “النصرة” بعد ان تواضع في خطابه الاخير، تواضع المهزوم، “ولم يرفع سبابته”، وأعطى أبو مالك التله كلَّ ما طلبه من شروط، من ضمنها إطلاق سراح موقوفين بتهم الارهاب والاعتداء على الجيش اللبناني ومعهم تاجر مخدرات! فضلا عن تأمين ممرات آمنة بمسافة لا تقل عن 500 كيلومتر من جرود عرسال الى إدلب، بحماية جيش الاسد وقواته، إضافة الى احتفاظه وجماعته بأسلحتهم واوموالهم التي غنموها من مبادلة سجناء الجيش اللبناني واعمال السطو المسلح في الجرود، إضافة الى انسحاب مقاتلي نصرالله من الجرد وتسليمه للجيش اللبناني.
يخرج ابو مالك التله من تله جرود عرسال غانماً ظافراً، ويتعرض حسن نصرالله لهزيمة حوّلها انتصارا مزعوما، وأسقط معه هيبة الدولة اللبنانية بكل مكوناتها.