خاص بـ”الشفاف”
بدأت القصة في “مدينة كميل شمعون الرياضية” في بيروت، في شهر نيسان/أبريل الماضي حيث تم ترتيب “حدث اختباري” شملَ تجنيد المئات من الطلاب، ومن أنصار”نادي النجمة” البيروتي، لإنتاج “فيلم” عن الأجواء التي يمكن أن توفرها مجموعة” ألترا” أثناء مباراة كرة قدم! يُظهر الفيديو مئات المشجعين وهم يهتفون، ويعرضون لافتات، ويطلقون الألعاب النارية.
“الفيديو” أثار إعجاب المسؤولين القطريين الذين كانوا يتساءلون عن كيفية “ملء” المدرّجات الفارغة في “مونديال 2022”! بناءً عليه، عُرضَت على المشجعين اللبنانيين الشباب، شفهياً، صفقة استثنائية: رحلات طيران مجانية، وإقامة، وتذاكر مباريات وطعام، بالإضافة إلى راتب صغير، مقابل جلب بعض ثقافة “الألترا” إلى مباريات كأس العالم في قطر.
وصل المشجعون في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) للتمرن على حركاتهم المصممة وممارسة الهتافات المكتوبة حديثًا.
بالنسبة لـ”الألترا” اللبنانين كان الذهاب إلى كأس العالم حلماً. لكن اللبنانيين لم يكونوا وحدهم: فقد ضمت مجموعة المشجّعين، التي تتألف من حوالي 1500 شخصاً، مصريين وجزائريين وقليلاً من السوريين. وقال أحد الـ”ألترا” اللبنانيين إن المال لم يكن العامل المحفز الوحيد!
وتضيف جريدة “النيويورك تايمز” التي نشرت تقريراً يكشف هذه “الزعبرة” القطرية، أن “كتلة من اللحم والحيوية جلبت الحياة لمباريات الدولة المضيفة في كأس العالم. إنهم أعلى مشجعي قطر صوتاً، لكنهم ليسوا من قطر”!
وتصف الجريدة الأميركية مشهداً ملفتاً:
“قبل لحظات، كان قسم من الحشد – أكثر من ألف شخص، جميعهم تقريبًا يرتدون قمصانًا كستنائية عليها كلمة “قطر” باللغتين الإنجليزية والعربية- يهتف في انسجام تام، في اتجاه أربعة من قادتهم. لكن الرجال فهموا ما كان متوقعًا منهم، واتبعوا الأمر، فسقطوا فجأة في صمت غريب وسط ضجيج المباراة من حولهم داخل “استاد الثمامة”!
وتضيف:
تم نقل “الكابو”، وهو المصطلح المستخدم لوصف “قائد جوقة” الهتافات من مجموعة “الالتراس” الرئيسية في نادي غلطة سراي التركي، نظراً لما تتمتع به من سمعة عالمية. لكن “الألتراس” اللبنانيين يقولون إنهم لم يكونوا بحاجة إلى توجيه!
بعد المباراة الأخيرة التي سيخوصها فريق قطر يوم الثلاثلاء
سيذوب الحشد! “الألتراس القطريون” (غير القطريين) كانوا هنا فقط ليلعبوا دور “مجموعات المشجّعين”! معظمهم سيحزم أمتعته وسيسافر إلى.. لبنان!
لكن قبل ذهابهم، فأنهم سوف يجلبون ضجيجهم مرة أخرى، مع بعض الشعور الحقيقي.