في مثل هذا هذا اليوم قبل 33 عاماً أطلق “الجنرال” حرب “الإلغاء” أو “توحيد البندقية”، لا فرق.
ورفع شعاراً لحربه تلك، في شكل سؤال:
“بدكن الدولة أو الدويلة؟”
رجل فاشل في كل الميادين
حظه يفلق الصخر
في بلاد تضمّ أعداداً من الأغبياء يصدقونه، والمجانين يركضون وراءه، والانتهازيين يقفزون على الدوام يميناً وشمالاً لاقتناص فرصة والفوز بفُتات.
في أوّلتنا وآخرتنا ميشال عون.
لم يُنجز تماماً في سنتي الشؤم 88-90 مهمّة تدمير لبنان، فعاد بعد 15 عاماً وجلس في القصر واستكمل المهمة التي انتدب لها نفسه.
وقبل أن يغادر القصر ولّى صهره على شؤون تمثيل أغبياء ومجانين وانتهازيين ما زالوا يصدقونه ويقبضونه عن جَدّ.
هذا ليس وصفاً منحازاً لشخصية سياسية وحقبة من تاريخ لبنان الحديث.
كلا، إنها شتيمة مقصودة. وليت تربيتي تسمح بتعابير أكثر صراحة.
… ثم أقول ليس الحقّ عليه. ليس الحق عليه وحده.
*
كان الجنرال ميشال عون يعتقد
أن “حرب الإلغاء” سوف تنتهي بعد 7 ساعات.
8 ساعات إذا طوّلت.
سألت ضابطاً كبيراً من أركانه آنذاك، عندما كشف لي هذه المعلومة:
– لماذا، أنتم الذين كانوا يجلسون معه حول الطاولة، لم تخبروه بالواقع؟
أجابني: “أخبرناه… ولكن بطريقة مُلطّفة”.
– لماذا لم تُصِرّوا، أقلّه على التدقيق في موازين القوى؟
لم يردّ الضابط الكبير.
تفرّس في وجهي لحظات. كأنه يفكّر، أو يتأمّل، أو يتذكّر حادثة ما.
ثم أشاح بنظره عني، وقال بحزم : “أنت لا تعرف الجنرال عون”.