ترجمة – “شفاف”:
شعوب البلدان التي تعيش في الأنظمة الشمولية وغير الديمقراطية مجبرة على تحمل الظروف المفروضة عليها طالما أن ميزان القوى الاجتماعية ليس في صالحها.
الجمهورية الإسلامية في إيران، وروسيا بوتين، وجمهورية الصين الشعبية، والتي لكل منها تاريخها وثقافتها وظروفها وطابعها الفكري وتنشئتها السياسية، هي أنظمة شمولية.
الشعوب التي تعيش في إطار الديمقراطيات ليست مضطرة، من ناحية، للتسامح مع مثل هذه الأنظمة، ومن ناحية أخرى، فإن استرضاء حكوماتها لهذه الأنظمة غير مفهوم، بل أن استرضاء الأفكار المناهضة للديمقراطية والتي تنتشر في تلك البلدان غير مفهوم أيضا!
صحيح أن أجهزة الأمن والاستخبارات الغربية واثقة من قدرتها على تحديد هؤلاء الأعداء والسيطرة عليهم، وقد أحبطت العديد من الحركات الإرهابية، لكن الأفكار المتطرفة وأسباب انتشارها باقية.
في الوقت نفسه، عندما آمن الغرب ذات مرة بوعود هتلر وقبِلَ أيضا بتصريحات بوتين بعد ثمانين عاما، فإنه لم يفاجأ فقط بالغزو العسكري لأوكرانيا ولكنه أيضا اعترف بشكل محرج بأن روسيا خدعته. لذا لا يمكن للغرب الوثوق بالأجهزة الأمنية لتلك الدول، ولا يجب أن يغمض عينيه عن أدلة وصور الأقمار الصناعية بشأن التحركات العسكرية والنووية لهذه الدول، وصولا إلى القبول بـ« فتوى » شخص مثل علي خامنئي الذي قطع الإنترنت عن إيران وقتل مواطنيه في أيام قليلة!
لا يمكن أن يقال عن مثل هذه الديمقراطيات إلا التالي:
إذا تمكن الأعداء من ضرب قلب الديمقراطيات، فلابد أن تكون هناك أسباب هيكلية وقانونية، ويجب الاعتراف بها ومعالجتها.
لا تؤمنوا بالناس والأنظمة التي لا ترحم شعوبها! فهي بالتأكيد لن ترحمكم أيضا!
لا تضحِّوا بانتشار الديموقراطية في العالم من أجل مكاسب اقتصادية، وإلا ستفقدون الاثنين!
استرضاء أعداء الديمقراطية، سواء في البلدان الأخرى، أو في داخل البلدان الديمقراطية، عواقبه ليست جيدة. لقد رأيتم هتلر في وسط أوروبا، وستالين وبوتين في أوروبا الشرقية، ورأيتم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس خلف طاولة المفاوضات في فيينا ولكن في واقع الشرق الأوسط ولم تهتموا بذلك!
لذا، لا تدّعون لاحقا، وبسذاجة، أننا خُدعنا مثلما خَدعنا هتلر وبوتين!
*إلاهة بقراط (كاتبة إيرانية)