تملك الدولة اللبنانية، وجيشها الذي يضم ٧٠ ألف عنصراً (تضاف إليهم قوى الأمن الداخلي، وتأييد شعبي “ساحق”) “القدرة المادية”، ولكن تنقصها “الإرادة السياسية”، للتجاوب مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة والجيش اللبناني إلى نزع سلاح حزب الله وإلى حظر مشاركة حزب الله في الصراع في سوريا!
ولو امتلكت الدولة اللبنانية “الشجاعة” اللازمة للتجاوب مع دعوة أنطونيو غوتيريس لاستعادة “السيادة”، وهذه أقل واجبات الدول، فسيكون ذلك “إعلاناً” بعودة “لبنان المستقل” الذي “يستحق” الدعم الدولي والعربي الذي سينقذ شعبه من “المجاعة” التي تحدّث عنها حسن نصرالله في خطابه يوم أمس الأربعاء.
و”بقدرة ساحر” ستعود الليرة اللبنانية إلى الصعود في وجه الدولار الذي يهدد اللبنانيين بالمجاعة.
ردّ حسن نصرالله أمس الأربعاء على “المطالبين بمجيء الامم المتحدة”، ملمحا إلى أن “الأمم المتحدة ليست من يضبط الهدوء على الحدود في الجنوب”، وقال: “إن أي حديث عن استقدام قوات أمم متحدة لضبط الحدود مع سوريا، إنما هو أحد أهداف عدوان تموز 2006، وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به، وهو أخطر من مجرد مراقبة حدود لأن أهدافه خطيرة”.
كلام نصرالله يعني أن “القرار الإيراني” هو الذي يضبط الهدوء على الحدود في الجنوب، وأن إيران “بحاجة إلى ورقة لبنان للتفاوض مع الأميركيين!
أمام لبنان، وأمام ثوّار ١٧ تشرين الأول/أكتوبر بالأخص، أحد خيارين: لبنان المستقلّ المنتمي إلى المجتمع الدولي، والعالم العربي، أو “لبنان الورق الإيرانية” في المفاوضات التي يمسكها خامنئي في مفاوضاته مع الأميركيين.
إما “محوَر النَوَر الإيراني” أو لبنان المزدهر والمستقل العضو المؤسس في الأمم المتحدة!