رفض صفير عروضاً سورية تحقق مكاسب للمسيحيين وتمسّك بمطلب “انسحاب الجيش السوري”
صفير هو صفير! وهو كان البطريرك الماروني رقم ٧٢ الذي يعتبر أن لبنان أمانة في عنق بكركي.. وبأنه استمرار للحويك ولسلسلة من البطاركة منذ ١٦٠٠ سنة.. وصفير أيضاً هو من أمّن الغطاء الكنسي لـ”اتفاق الطائف”.
تأتي هذه الحلقة الأولى من “الذاكرة السياسية” للدكتور فارس سعيد في وقتها، ويجوز لنا أن نضعها تحت عنوان “حتى لا ننسى”! أو “حتى لا نخطئ البوصلة”!
في العام ٢٠٠٠ أيضاً، كان هنالك “فساد” هائل وحاجة كبيرة إلى “الإصلاح”. ولكن البطريرك صفير ورفيقيه سمير فرنجية وفارس سعيد ورفاقهم في “قرنة شهوان” لم يساوموا “إميل لحّود” و”غازي كنعان” على تغيير “مدير عام” أو على محاسبة “مدير عام فاسد”! بل ركّزوا على “حجر الزاوية”، وهو الإحتلال الأسدي للبنان.
“السيادة” قبل “الإصلاح”! هو الدرس الأساسي الذي ينبغي لـ”الثورة اللبنانية” التي انطلقت في ١٧ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٩ أن تدركه: “السيادة الوطنية” قبل “مكافحة الفساد” وقبل “الإصلاح”. ولا حاجة للذهاب بعيداً: فزعيم حزب الله هو من بشّر قبل أسابيع من “الثورة” بخضوع لبنان “لسيدنا وإمامنا علي خامنئي”، وهو من هدّد الثوار قائلاً: “ما فيكم تسقّطو العهد”!
إنسحاب “الحرس الإيراني” هو “حجر الزاوية” لـ”الإصلاح” ليس في لبنان وحده، بل وفي العراق أيضأً. والكفاح واحد في البلدين..!
لكن مع مفارقة يلفت إليها د. فارس سعيد في حلقات نقاش أخرى: أن من يحمل همّ السيادة اللبنانية اليوم لم يعد البطريركية المارونية، بل الشعب الثائر كله.. مع “التنويه” بالدور العظيم لشعب “طرابلس” و”النبطية” و”صيدا” و”بعلبك” “والهرمل” و”اللبوة”.
الآن، “اكتملت الدائرة”، وبات لبنان “همّاً لبنانياً” وليس مسيحياً أو مارونياً! وبذلك، انفتح باب الإصلاح الحقيقي، في مستقبل قريب، للنظام السياسي اللبناني كله!
حلقة أولى يجدر حضورها لكل “ثائر” ولكل معني بـ”الشأن اللبناني”!
الشفاف
*
د