قبل ايام، دأبت قوى الجيش اللبناني على مصادرة كميات من البنزين والمازوت المخزنة في مستودعات خاصة او في محطات الوقود! والزمت قوى الحيش اصحاب المحطات بيع الكميات الموجودة في خزاناتها، في حين تحدثت بيانات الجيش تتحدث عن مصادرة كميات اخرى من دون ان توضح ما الذي يفعله الجيش يالليترات المصادرة؟
٨ ملايين ليتر محروقات مصادرة، أين هي!
اخر بيان للجيش في ١٧ آب/أغسطس جاء فيه: “نتيجة الكشف على محطات المحروقات وعمليات الدهم التي أجرتها وحدات الجيش بتواريخ 14 و15 و16 آب/ أغسطس 2021، تمت مصادرة 4,392,725 ليترا من البنزين، و2,212,140 ليترا من المازوت”. وحتى اليوم، ارتفعت المصادرات الى ما يقارب 9 ملايين ليتر من مادتي البنزين والمازوت.
بيانات الجيش أغفلت ذكر مآل المصادرات، أي أين انتهت. فهل يملك الجيش القدرة على تخزين ملايين الليترات؟
حسب الاصول يجب على قوى الجيش ان تعرض المصادرات بالمزاد العلني، خصوصا ان الجيش يتصرف باوامر من النائب العام، وهذا ما لم يحصل!
كل المصادرات تمت من دون شبهة التهريب، اي ضمن مستودعات وخزانات معدة للتخزين، وليس على معابر التهريب المعروفة من قبل الجيش!
الم يكن الاجدى بقوى الجيش العمل على وقف التهريب الى سوريا بدل مصادرة كميات الينزين والمازوت من منازل ومستودعات تجار في بلد اقتصاده حر؟
الجيش نفسه اباح للمواطنين السطو على ما تبقى من بنزين ومازوت في مستودعات « « التليل » في عكار التي انفجرت بوجه المواطنين المتهافتين على لملمة بقايا الخزان المنفجر؟ الا يجب ان يحاسب المسؤول المتسبب بمقتل عشرات المواطنين نتيجة مصادرة نصف الكمية التي كانت موجودة في الخزان المنفجر، ودعوة المواطنين الى السطو على النصف الآخر، لينفجر المستودع بهم، بغض النظر عن الأسباب؟
مصادر متابعة اعتبرت خطوة الجيش دعائية اعلانية اكثر منها فعلية، خصوصا ان لا احد يعرف ماذا حل بالليترات المصادرة التي لم تسفر انفراجا لا في سوق المحروقات ولا في ساعات التغذية بالكهرباء للمولدات العاملة على المازوت، وبقيت ساعات التقنين القاسي على حالها ولم تتراجع تسعيرة المولدات قيد انملة؟
خطوة الجيش التي قوبلت بالاستحسان من المواطنين في بدايتها، انقلبت عليه في الايام اللاحقة! وبات المواطنون يطالبون الجيش بدهم مستودعات الادوية المفقودة والمخزنة في مستودعات كبار التجارّ أليس الدواء اهم من البنزين؟ الا يتم تهريب الدواء المدعوم، ويتم اخفاء المتبقي للاستهلاك المحلي في انتظار رفع الدعم عنه؟
الجيش مطالب بدهم مستودعات الادوية والزام الصيدليات ببيع مخزونها للمواطنين اسوة بمحطات الوقود!
الجيش مطالب بمصادرة المواد الغذائية المدعومة خصوصا الطحين والخبز، حيث طوابير انتظار المواطنين لا تقل طولا عن تلك الموجودة على محطات الوقود؟
خطوة الجيش، اذا حسنت النوايا، استعراضية وغير ذات جدوى! خصوصا اذا ما صحت الاخبار عن ان كميات من الليترات المصادرة تتم اعادتها لنافذين في حزب الله تحت جنح الظلام، او جهارا في وضح النهار!
خطوة الجيش اذا ساءت النوايا، تكون بايعاز من حزب الله، ليستلم بدوره الكميات المصادرة لزوم تشغيل ماكيناته على اختلافها، وهو ليس بالامر المستبعد في ظل الاختراق الكبير للحزب في صفوف الضباط والعناصر في الجيش منذ نشوء الحزب الإيراني وحتى اليوم.
قبل فوات الاوان قائد الجيش وغرفة عملياته وجميع المعنيين فيه، مطالبون بتوضيح سريع للمواطنين اللبنانيين بشآن مآل المصادرات من البنزين والمازوت، والا فإن الجيش يؤكد انه “فتح على حسابه” إن لم يكون يعمل بالمباشر لصالح حسن نصرالله!