ما يلفت النظر بداية، الاعتراف أن النشيد ليس دينياً خالصاً. بل هو فعل سياسي لمجموعة لا تضع حدوداً فاصلة بين الدين والسياسة، زاعماً أن جذورها تعود الى 14 قرناً ماضية – مع أن التشيع التقليدي الذي يستخدمه كمرجعية أقام حدوداً فاصلة بين الدين والسياسة، وهذا الفصل قائم على فكرة “انتظار المهدي” الذي سيقيم العدل على الأرض – فكيف يستند إلى مرجعية ينقضها؟ وباعترافه، أنه تعبير عن “هوية جديدة تبدو في طور الولادة!!”.
ويستمر في هذا “المنطق” الـ Absurde، فيرجع ولادة هذه الهوية الجديدة التي يبشرون بها إلى السيد موسى الصدر. ونعلم جميعاً خطأ هذا الادعاء بالذات. فبينهم وبين الصدر وورثته التقليديين أو الشرعيين لا يوجد “حيط عمار”، ومهما ارتكبت حركة أمل من موبقات لبنانية المرجع. عدا عن أن إيران متهمة، من عدة مصادر، بجريمة اختفاء الإمام الصدر في ليبيا. فشو “عدا ما بدا” كي يصبح الآن مرجعيتهم؟ فحتى السيد نصرالله “تذكّر” مؤخراً الأئمة والمشايخ الشيعة التقليديين من آل شرف الدين وغيرهم إلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد فضل الله الذي تعرّض لمحاولة اغتيال في عقر دارهم!! وهم كانوا يشيطنون الجميع ولا مرجع لديهم سوى خميني – خامنئي!
كما أن مشروع الصدر مرّ بمراحل عدة، بدأ مقاومة وتسلّح لتحصيل حقوق اعتبرها منتقصة، وبعد تحصيلها انتهى بالاعتراف بالدولة اللبنانية وقوانينها ومواطنيتها. ولقد عين رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى من قبل الدولة اللبنانية، أي بقانون لبناني وليس إيرانياً! وإذا بحثنا عمن شكّل استمرارية لنهج الصدر سنجده عند الشيخ شمس الدين الذي لا يعترف بولاية الفقيه ويقول بـ”ولاية الأمة على نفسها”. فمن أين جاؤوا بانتسابهم الى الصدر ونهجه؟
والشيخ محمد مهدي شمس الدين، الذي أصبح “رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى”، والمسؤول عن سياسته و”إيديولوجيته” إذا أمكن القول، كان على خلاف كبير مع حزب الله وسياساته، مثله مثل السيد فضل لله وإن بشكل متقطع بالنسبة للأخير. وشمس الدين دعا اللبنانيين الشيعة إلى التمسك بعروبتهم ووطنهم وبحدود دولتهم. فكيف ينتمون إلى الصدر والتشيع التقليدي فيكتب: “هذا النشيد هو فِعل سياسي لجماعة من الشيعة شديدة التمسك بأوطانها وفق تقسيمات ما بعد الاستعمار، لكنها في الوقت عينه لا تعترف تماماً بالحدود”!
هل من يفسر لنا هذا النص الإعجازي؟ كيف يتمسكون بأوطانهم، أي بالدولة الوطنية بحسب التقسيم الاستعماري، بما يعنيه ذلك من احترام لسيادتها وحدودها ودستورها، وفي نفس الوقت لا يعترفون بحدود تلك الدول؟ هل الجماعات تقفز في العادة عن الحدود مع سلاحها لتقاتل داخل حدود دول وطنية أخرى تلبية لأوامر مرجعية أجنبية، رغم اعتراض، لنقل نصف الشعب، وبدون موافقة حكوماتها؟
فكيف “تتمسك بأوطانها” إذاً؟ وأين نصرف وطن ووطنية وشعور وطني في هذه الحالة؟؟؟
لكن يبدو أن هذا الدفاع غير المتماسك عن وسيلة إضافية لغسل الأدمغة والإمعان في حفر مأزقهم، نجدهم يبحثون عن غطاء أمام جمهورهم المتململ، كما اللبنانيين بأسرهم، من اتباع سياسات تعطّل الدولة وتسرّع بانهيارها على حساب مستقبل وأمن المواطن الصحي والغذائي والتربوي، الذي يعيش كما نزيل المعتقلات.
لماذا؟ لأن التعطيل والتصعيد ومنع قيام الدولة اللبنانية، يخدم مصلحة إيران، بانتظار ما ستسفر عنه المباحثات الأميركية – الإيرانية.
وأطمئن من يعتبرني “معادية لحزب الله” أن زعم التململ والرفض ليس من عندياتي، بل ينبهنا اليها الصحافي نفسه، عندما ينهر المعترضين من بيئة الحزب: “هذا النشيد هو فعل سياسيّ لجماعة مُقاتِلة، ترى نفسها والعالم بعين دينية – سياسية. هذا نشيد سياسي. وهذه السياسة هي مكوّن أساسي من مكوّنات هويتكم. فلماذا يخجل البعض كلما قال أحد “إنكم تُدخلون السياسة في عقول أطفالكم”، ويردّون تبريراً: لا هذا ديننا”.
معنى ذلك أن البيئة التقليدية لا تقبل خلط الدين والتدين بالسياسة، خصوصاً عندما تكون هذه السياسة مستتبعة لإيران المتصفة بالعداء التاريخي للعرب والعروبة. وهذا ما يؤكده نصرالله نفسه عندما يطلق صفات الهزء والسخرية: على البدو والعاربة إلى ما هنالك!!
يتابع الصحافي: “أجيبوه بأن بلى، هذه سياستنا، وهي ديننا، ونسقيها لأطفالنا من لحظة يولدون، ونعلّمهم الافتخار بهويتهم وطقوسه”!. الفكرة هنا أن “سياستهم دينهم” وليس العكس. الدين مجرد مطية لهم للسيطرة. رحم الله جلال الدين الرومي الذي علمنا “أن غاية الدين السيطرة على النفس، وليس على الآخرين”.
أما الفقرة التي تشير إلى احتقار الجمهور والاستهانة به، فالتأنيب والجزر: “وقاحة بعض السفهاء وصلت إلى حد استعدادهم للاحتجاج على مشاركة الأطفال في الصلاة، إذا كان إمام الجماعة يدعو لمقاومة الأعداء”.
يبدو أن هذه الجماعة المتدينة التقليدية شبعت من انتحالهم صفة التدين وصفة “مقاومة الأعداء” وهم لم يروا من نتائج تهديدات العدو، سوى الفلتان الأمني والفوضى والذل، والجوع والمرض والعتمة. فلم يتبق أمامهم سوى التهديد والوعيد، فهو يكتب محذراً بوصف جماعته: “تمارس السياسة بعقلانية مفرطة، وبجنون متى رأت أن السياف قد عاد ليحصد بقية السيف”.
وكأنه يقول إن على اللبنانيين والشيعة التقليديين انتظار حفلات جنون قادمة؟
سألتني المذيعة في مقابلة على قناة العربية-الحدث، التي يسميها إعلام الممانعة “العبرية”، كيف يمكن للأهل أن يقاوموا عملية غسل الأدمغة هذه؟ لأنهم بالطبع عاجزون عن استبدال تلك المدارس في ظل الانهيار القائم. الإجابة بالتصرف مع الأولاد كما نفعل أمام فيلم يحتوي عنفاً او مشاهد غير بريئة ولا نريدهم التأثر بها. نقوم بمواكبتهم ونشرح لهم أن هذا تمثيل وأنه غير صحيح أو حقيقي. فأئمتنا عرب مركزهم النجف، وليس قم، فلا الخميني ولا الخامنئي هم مرجعياتنا، ولا قاسم سليماني، وجميع قادتهم المعتبرين إرهابيين من معظم دول العالم، أو المدانين من قبل العدالة الدولية، هم أبطالنا.
يتداولون صورة على الواتس أب، عن مجموعة قردة نجحت في ان تحتل سيارة وفشلت في قيادتها، مع تعليق “السيطرة لا تعني النجاح في القيادة”. وإيران كالقردة، احتلت بحسب ادعائها 4 عواصم عربية، وهي الآن من أفشل وأفقر دول العالم. كإيران نفسها.
وعلى عموم اللبنانيين والشيعة، من غير الحزبللاويين، إعمال الفكر والوقوف مع الحق وإلى الجهة الصالحة من التاريخ.
– الاساطير توجد عند جميع الشعوب وفي كل التجمعات البشرية حتى التي لم تنشئ فيها اديان او عقائد معروفة ولكن هذه الأساطير والملاحم كانت تحمل طابع و جوانب إنسانية وأخلاقية كما كان الحال في اساطير بلاد الرافدين من السومريين والاشوريين والفراعنة واليونانيين او الكنعانيين و الملاحم الهندية القديمة وملحمة الياذة و الاوديسا وجلجامش. لكن الاساطير الشيعية بنيت على ضوء الذات الفارسية المسرطنة والمهزومة.. حيث خيبة الامل وعقدة النقص شكّلت كل تاريخهم منذ سقوط الدولة الساسانية التي استمرت لأكثر من أربعة قرون من 224 إلى 651 م ، وحتى يومنا هذا لم تقم لهم قائمة .. لم يخرجوا من حالة الهزيمة واليأس وخلقت لديهم… Read more »
عفوا الام، في إيران، تحمل إبنها “الحسين” (وليس “المهدي”) شهيداً مثل بعض صور العذراء مريم.
يمكن للقارئ أن يستمع إلى فيروز وهي تنشد “ملوك المجوس” على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=uULrz6hovNk. والمقصود طبعاً هم ملوك المجوس الثلاثة الذين قادهم “النجم” إلى مغارة “بيت لحم” ليسجدوا له وليقدموا له الهدايا الثمينة جداً، حسب “إنجيل متى” وحده! أي أن “ملوك المجوس” (“الوثنيين”، حسب المسيحية!) هم الذين أضفوا “الشرعية” على المسيح الذي كان “اليهود” بانتظاره! فلا ننسى أن المسيح نفسه، وتلميذه “متى” كانا يهوديين! ولكن ما علاقة “المجوس” أي “الزرادشتيين” بفكرة “المسيح”، وهي نفسها فكرة “المهدي”. العلاقة هي أن الزرادشتيين، الذين سبقوا اليهودية والمسيحية والتشيّع كان عنهم “منقذٍ يظهر في آخر الزمان؛ ليقضي على جميع المفاسد والسيئات، ويحوّلها إلى خيرات… Read more »
*تحية وسلام للكاتبة المميزة منى فياض.. المقالة هامة وعلمية .. *
المشاكل في ايران ولبنان تحتاج الى حل واقعي فوري وليس حل غيبي..فكرة الامام المهدي تعبر عن حالة اليأس و الاحباط و خيبة الامل والحاجة الى منقذ الذي لم يظهر في احلك الظروف والعصور عند الشيعة
الأنشودة الشيعية المهدوية لن تُفيد الشيعة شيئاً بل تخدعهم