“امرأة حياة حرّيّة”: أوّلُ انعتاقٍ ثوريٍّ أعرفُهُ من طرازِ الثواليثِ الذي افْتَتَحهُ ثالوثُ الثورةِ الفرنسيّةِ المعلومُ “حرّيّة مُساواة إخاء”… وقد نسجَ حزبُ البعثِ في ديارِنا على المنوالِ الفرنسيِّ فخَرَجَ بـ”وحدة حُرّيّة اشتراكيّة” فيما قالت حركةُ القوميّينَ العَرَب “وحدة تحرّر ثار”. وهذه نماذجُ تتَماثَلُ في تَكَوُّنِ كلٍّ منها من ثلاثةِ أهدافٍ أو شِعاراتٍ سياسيّةٍ (اجتماعيّة قوميّة…) أي من تصوُّراتٍ مجرّدةٍ حَصْراً.
وأمّا الجديدُ الذي يأتي بهِ الثالوثُ الإيرانيُّ (الكُرديُّ المَنْشَإ على ما أظْهَرَتْهُ التعليقاتُ أدناه) فهو جَمْعُهُ المرأةَ وهي كائنٌ حِسّيٌّ جدّاً وهي نصفُ البَشَريّةِ وليست، بأيّ حالٍ، مجرَّدَ هدفٍ أو شِعارٍ… إلى الحياةِ التي هي حالةٌ طبيعيّةٌ عامّةٌ يشتَرِكُ فيها البشَرُ وتتجاوزُهُم إلى سائرِ الأجناسِ الحيّةِ أي إلى الغِلافِ الحَيِّ للكَوْكَب… إلى الحُرّيّةِ التي هي هدَفٌ أو شِعارٌ سياسيٌّ اجتِماعيٌّ. وهو إذ يقْرِنُ بالهَدَفِ بشراً أحياءً وحالةً طبيعيّةً يَتّخِذُ الثلاثةَ قِيَماً يَجْمَعُ بينَها، في ما يتعدّى التغايُرَ بينَ طَبائعِها، أنّ كُلّاً منها قيمة.
والجديدُ في هذا الجمعِ بينَ مُتَغايراتٍ هو أوّلاً ما فيه من شِعْرٍ يَبُثُّهُ إقلاقُ المألوفِ من منطقِ الكلام… وهو ثانياً تمجيدُهُ البَشَرَ والطبيعةَ الحَيّةَ بما هما بَشَرٌ وحياةٌ أي بِحِسّيّتِهِما وليسَ بما هُما تصَوُّرانِ مُجَرّدان، مُهّيَّآنِ للتَضْحِيةِ بالأحياءِ الحِسِّيِّين. وهوَ ما تنتَقِلُ عَدْواهُ بالضَرورةِ إلى الحُرّيّةِ التي تعودُ لا تستَغْني، والحالةُ هذهِ، عن حِسِّيّتِها… فلا يسَعُها مُذًاكَ أن تَكونَ حجاباً لهيمنةٍ جديدةٍ أو لفظةً فارغة.
هذا كلُّهُ ثورِيٌّ جِدّاً… بلْ هُوّ مَعْنىً جديدٌ للثورِيّةِ مخالفٌ لتَجْريدِ الثورةِ الفرنسيّةِ المُمَوِّهِ لمُواصَلةِ الاستْغْلالِ والاستِلابِ الحِسِّيَبنِ جِدّاً للبَشرِ. وهو أيضاً مخالِفٌ لمادّيّةِ الثورةِ الاشتراكيّةِ القابلةِ، على ما أظهَرَهُ التاريخُ، للاستِواءِ عَدُوّةً للبَشَر.
إذَن: زَنّ زَنْدَكي آزادي!