(وكالة الصحافة الفرنسية)- جلس مارك إلياهو وضبط صوت آلته الوترية الفارسية المنشأ الكمنجة في ساحة بشمال إسرائيل، لكنّ كثراً من أشدّ معجبيه موجودون في إيران التي لا يستطيع زيارتها.
-انبهار-
وعندما كان طفلاً ، انتقل إلياهو مع والديه اليهوديين إلى إسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .
وتأثر إلياهو بالجو الموسيقي في عائلته إذ أن والده ملحّن وأمه عازفة بيانو، وبدأ العزف على الكمان الكلاسيكي طفلاً قبل أن ينتقل إلى أثينا في سن المراهقة لدراسة الموسيقى التركية واليونانية.
وفي اثينا، تعرّف إلى موسيقى الكمنجة. وقال “كانت المرة الأولى أسمع فيها بأذنيّ هذا الصوت الذي يتردد في داخلي إلى الأبد”.
انبهر إلياهو بموسيقى هذه الآلة، واكتشف لاحقًا أن جده كان يعزف عليها.
زسرعان ما انتقل إلى أذربيجان لدراسة العزف على هذه الآلة الموسيقية مع الأستاذ أدالات فازيروف ، قبل أن يعود إلى إسرائيل في أوائل العشرينات من عمره عازماً على تقديم حفلات في مختلف أنحاء العالم. وأصدر حتى اليوم أربعة ألبومات وعزف في أكثر من 50 دولة. لكنه يقدم أكبر عروضه في تركيا.
وقال “في تركيا أشعر أنني في بلدي (…) قبل كل شيء لأن أصولي تركية أيضًا في مسقط رأسي داغستان ، حيث تمتزج الثقفتان التركية والفارسية”.
ألّف إلياهو الكثير من أعماله حلال رحلاته، ولكن مع تفشي فيروس كورونا الذي منعه من السفر، أمضى شهورًا في بيته الخشبي الريفي، وانكبّ فيه ععلى تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “طهران”.
يقع استوديو إلياهو على بعد ساعة بالسيارة من الحدود مع لبنان، وهي منطقة تمر في أجوائها الطائرات الحربية الاسرائيلية من طراز “إف 16″.
و لكن رداً على سؤال عما إذا كانت السياسة تلقي بظلالها على موسيقاه ، أجاب إلياهو بأنه لا يتابع الأخبار. وقال”لا أعرف السياسة ، ولست مرتبطًا بها على الإطلاق،أنا داخل عالمي الموسيقي”.
الحب…والتواصل
وشدد على أن تأليفه الموسيقى لمسلسل “طهران” الذي تناول قصة جاسوس إسرائيلي يسعى لتخريب البرنامج النووي الإيراني ، “لم يكن عملاً سياسيًا”. واعتبر أن مهمته “نشر الحب في العالم و… المداواة والتواصل”.
ويبدو أن هذه الرسالة تلقى صدى إيجابياً لدى معجبيه على انستغرام.وكتب أحدهم “أتمنى أن أراك ذات يوم في إيران”.
وليس إلياهو أول فنان إسرائيلي يحظى بشعبية في إيران.
حتى أن المطربة ليراز تشارخي التي هاجر والدها اليهوديان من ايران ، أصدرت ألبوماً يتضمن أجزاء سُجلت سراً في الجمهورية الإسلامية.
لكن العداء بين إسرائيل وإيران لا يزال أحد المحركات الرئيسية للسياسة في كل أنحاء المنطقة ، ويبدو أن ثمة فرصة ضئيلة لأن يعزف أي موسيقي إسرائيلي في طهران قريبًا.
وقال إلياهو إنه “لشرف كبير” أن يعزف لما وصفه بـ”جمهوري في إيران” الذي يلتقي به في حفلاته الموسيقية في تركيا.
وأضاف “إنه لأمر مؤسف للغاية أنني لا أستطيع الذهاب إلى هناك (إيران) ، وأتمنى أن يتغير ذلك يوما ما”.
*
إقرأ أيضاً:
أغنية إيرانية متمرّدة: إذ كنتُ شارباً وعابداً للخمر ما شأنك، إن لم أتُب ما شأنك!
أغنية “عرب كش”: وزارة الإرشاد الإيرانية “قتال العرب” غير مرخّص!