تعليقاَ على إتفاق معراب الأخير، صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:
إذا كان الإتفاق الذي تمَّ بين الثنائي عون ـ جعجع صادقاً في أهدافه ونواياه، بعيداً عن الكيديّة وإقصاء الغير كما العادة؛ وإذا كان همُّه الأول والأخير مصلحة لبنان العُليا، فإننا نؤيده من دون تحفّظ أو إبطاء.
نقول إذا، لأن خبرتنا الشخصية الطويلة والمُرّة مع هذين الرّجُلين، وأحداث الماضي الأليمة المفعمة بالمآسي والمذابح وخيبات الأمل، تجعلنا شديدي الحذر تجاه أي خطوة يقومان بها منفرديْن أو مجتمعيْن. والأسباب عديدة، أهمّها:
۱ـ كلاهما يعتمدان أسلوب الباطنية السياسية، ما يجعل المرء عاجزاً عن التمييز بين ظاهر الكلام وباطنه، وما يُقال علناً ويُضمر سرّاً.
2ـ كلاهما مصابان بمرض العطش المحموم إلى السُلطة والمال ولو على حساب جماجم الناس وخراب البلاد، والتخلّي عن المبادىء والقيَم، وإزاحة كل مَن يقف عائقاً في طريقهما بشتّى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، صديقاً كان أو خصماً.
۳ـ كلاهما جمعا ثروةً طائلة، فأصبحا بين ليلةٍ وضُحاها من أصحاب الملايين بعد أن كانا من أصحاب الدَّخل المحدود، من دون أن يسألهما أحد: من أين لك هذا؟؟؟ بينما الشعب يئنّ تحت وطأة الجوع والعوز، والشباب يهاجر بحثاً عن لقمة عيشٍ أو فرصة عمل.
4ـ كلاهما مسؤولان بالتكافل والتضامن عن حرب الإلغاء المشؤومة ونتائجها الكارثية على لبنان، حيث قضت على كل إنجازات المقاومة اللبنانية وتضحياتها الكبيرة، بدءاً من سقوط المناطق الحُرّة وتسليمها لقمة سائغة للإحتلال السوري، مروراً ببيع سلاح هذه المقاومة إلى الخارج، وانتهاءً بالموافقة على اتفاق الطائف السيىء الذكر.
5ـ وبعد رجوع الأول من المنفى، وخروج الثاني من السجن، لم يتعلما شيئاً من دروس الماضي القاسية، بل عادا إلى التناطح من جديد، وممارسة الكيدية السياسية ذاتها بحقدٍ أكبر، الأمر الذي ادّى إلى ضمور ما تبقى من نفوذٍ “مسيحي” في لبنان والشرق عامةً.
بناءً على ما تقدّم، ولمّا كنا وما زلنا نمثّل ضمير القضية اللبنانية، نعلن بإسم الشرفاء في لبنان عدم ثقتنا بهذا الثنائي الذي ذبح هذه القضية المقدّسة على مذبح مصالحه الخاصة، وبالتالي عدم تأييد احدهما لتولّي قيادة البلاد على قاعدة: مَن جرّب المجرّب كان عقله مخرّب.
وإذا كانت عدالة الأرض غائبة اليوم عن محاسبة كل “الزعماء” المسؤولين عن خراب لبنان، فإن عدالة السماء حاضرة للإقتصاص من كل الذين ألحقوا الأذى بهذا البلد وشعبه، ولو بعد حين.
الإنسان ماضيه، كان يردّد سعيد عقل.
ومَن خرّبها لا يُعمّرها، يقول المثل اللبناني.
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز
في 22 كانون الثاني 2016