ماذا يفعل بوتين في سوريا
المعلومات الغربية تؤكد، منذ أكثر من سنتين، أن روسيا تنوي إقامة « أكبر قاعدة عسكرية » خارج روسيا في.. سوريا. أي أن الوجود العسكري الروسي مرشّح للدوام.
من جهة ثانية، الروس يستخدمون سوريا كـ»ميدان تدريب»! فقد أعلن الرئيس بوتين أن ميزانية القتال في سوريا تأتي من «ميزانية التدريب» في الجيش الروسي!
ويظلّ هنالك جانب ثالث: فحسب جريدة « يديعوت أحرونوت »، الصفقات العسكرية التي تتفاوض عليها إيران مع روسيا هي بقيمة ٢١ مليار دولار! وستصبح هذه الصفقات مشروعة فور رفع الحظر في ١٦ يناير. وهي ضرورية لتحديث معدات الجيش الإيراني التي يعود قسم منها إلى سبعينات القرن الماضي.
وستشمل الصفقات مقاتلات « سوخوي سو-٣٠ »، وصواريخ « ياخونت » الطوافة (بي-٨٠٠) المضادة للسفن. وربما دبابات « تي-٩٠ » التي تستخدمها روسيا في سوريا الآن. كما يتفاوض البلدان حول استئناف بناء دبابات « تي-٧٢ » الروسية في مصانع إيرانية. وهذا عدا صواريخ « إس-٣٠٠ » المضادة للطائرات، التي يُعتقد أن تسليمها بدأ منذ نهاية العام الماضي.
هل أفضل من “حقل الرماية” السوري لعرض “مزايا السلاح الروسي” على الزبون الإيراني الذي سيحصل على اكثر من ١٠٠ مليار دولار فور رفع الحظر؟
٦٠٠٠ جندي
تفيد معلومات مديرية المخابرات العسكرية الفرنسية الفرنسية أن ٦٠٠٠ جندي روسي يتمركزون الآن داخل الأراضي السورية. ولا تبذل روسيا جهداً لتمويه الترسانة الضخمة التي استقدمتها إلى البلاد: ٤٠ طائرة مقاتلة، و٣٠ هليكوبتر هجومية، ودبابات ثقيلة، ومدرّعات خفيفة، وبطاريات صواريخ أرض-جو، إضافةً إلى بطاريات المدافع الضرورية لكل أنواع المعارك البرّية.
وهذا عدا السفن الحربية الروسية التي تمخر عباب البحر قبالة السواحل السورية.
وقد تحدّث مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، « الجنرال ديدييه كاستر »، عن « تضخّم » الوجود العسكري الروسي في سوريا مؤخراً أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي. وأبرز « المآثر » الأخيرة لجيش بوتين، مثل إطلاق صواريخ طوّافة (صواريخ « كروز ») من غواصات موجودة في بحر قزوين، وقصف سوريا بواسطة قاذفات قنابل طويلة المدى تنطلق من روسيا وتلتفّ حول أوروبا ثم تعود إلى روسيا بعد انتهاء مهمّاتها.
وأكد الجنرال « الجنرال ديدييه كاستر » أن هذا العرض للقوة يشكل رسالة موجّهة لحلف الأطلسي » أيضاً.
مسلّحي المعارضة
وحسب جريدة « الكنار أنشينه » الفرنسية، فقد تطرّق مساعد رئيس الأركان الفرنسي إلى مسلحة المعارضة قائلاً أن « هذه الحكات تتّبع سياسة إنتهازية.. فتتحالف أو تتصارع في ما بينها تبعاً للظروف ». وقد امتنع عن الإشارة إلى مسلحين « النصرة » و »أحرار الشام ». وكانت وسائل إعلام فرنسية قد أشارت إلى أن الطيارين الفرنسيين والأميركيين تلقوا تعليمات بعدم التعرّض لهذين التنظيمين. بالمقابل، فإن غارات الطيران الروسي تستهدف الجهاديين الذين لا يتعرض لهم الغربيون. مثل الغارة الروسية ضد « النصرة » في محافظة «إدلب » في ٩ يناير، التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
« داعش » لا تتراجع؟
ناقض الجنرال الفرنسي المعلومات الرائجة المتداولة حول تراجع « داعش ». وقال أن « داعش » قادرة على حشد « ٣٠ ألف مقاتل في سوريا والعراق ». ويعني هذا العدد أنها تملك ما بين ٨٠ و١٠٠ ألف جهادي، إذا أضفنا أعداد العاملين في اللوجستيات والخاضعين للتدريب.
وأضاف أن ١٠٠ شخص، رجالاً ونساءً، ينضمّون إلى « داعش » كل أسبوع، بفضل إغراء « الخلافة غير المادية » حسب تعبيره!
ليبيا:
وبالنسبة لليبيا، أكّد « الجنرال ديدييه كاستر » أنها تشكل « ضحية مثالية لداعش. فهي بلد بدون دولة، تنخره الجهادية الإرهابية، ويمتلك موارد طبيعية كبيرة ».
وتضيف جريدة « الكنار أنشينيه » أن الطائرات الفرنسية والبريطانية تواصل التحليق فوق ليبيا « لتحديد الأهداف » التي يمكن قصفها مستقبلاً. وحيث أن « داعش » تواصل التجنيد والتوسّع في ليبيا الشاسعة المساحة، فذلك يعني أن عدد « الأهداف » كبير جداً..
٤٠٠٠ جهادي روسي
تقدّر الإستخبارات العسكرية الفرنسية أن هنالك ٤٠٠٠ « داعشي » ينطقون باللغة الروسية في صفوف « داعش »، نصفهم يمتلك الجنسية الروسية.
صاروخ « كروز » الفرنسي: مليون دولار للصاروخ
تبلغ كلفة كل صاروخ « سكالب أو جي » الفرنسي الطواف (صاروخ « كروز ») الذي تُطلقه مقاتلات « الرافال » و »الميراج » الفرنسية في سوريا والعراق ٨٥٠ ألف أورو. وقد أطلقت ١٢ من هذه الصواريخ حتى الآن.