أشارت معلومات ان المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري وُضعت في الانتظار حتى جلاء الصورة لدى فريق 8 آذار، الذي يبدو ان المبادرة زعزعت اواصر تحالفه الهش، والذي يسعى حزب الله الى ضبط ايقاعه ما استطاع.
تضيف المعلومات ان حزب “القوات اللبنانية” أدرك منذ خروج ما يسمى “بالمبادرة” الى العلن ان حزب الله لن يوافق عليها، لذلك لم يستعجل فرط َعقد تحالف قوى 14 آذار عموما، و”المَشكل” مع “تيار المستقبل” خصوصا. فالتزمت القوات موقفا سياسيا يرفض تسمية النائب سليمان فرنجيه من حيث المبدأ، من دون ان ترفض البحث في اي مبادرة رئاسية من اي جهة أتت، واحتفظت القوات بحقها في التصرف سلبا ام ايجابا نحو المبادرة.
التيار العوني كان اكثر المتفاجئين والمصدومين بوقوع اسم النائب سليمان فرنجيه على رأسه. وكان اول سؤال عوني: إذا قبل الحريري بسليمان فرنجيه رئيساً، فلماذا يرفض الجنرال عون، وكلاهما من منهج سياسي واحد؟
التيار فتح معركة إعلامية على النائب فرنجيه، حيـّد خلالها حليفه الابرز حزب الله عن المواجهة، باعتبار ان الحزب لم يكلف فرنجيه إلا ما في وسعه، من دون ان يكلفه الاتفاق مع الحريري.
ولكن التيار إكتشف بعد مقابلة النائب سليمان فرنجيه المتلفزة ان فرنجيه كان على تنسيق كامل مع حزب الله والرئيس نبيه بري طوال ستة اشهر! وفي معزل عن حجم التكليف ومداه لفرنجيه، فإن التيار بدأ يحسب حسابات مختلفة، منها ان الحزب قد يسير في اي وقت في اي تسوية على حساب الجنرال عون وتياره، عندما تصل التعليمات من ايران للحزب للسير بتسوية تتسق مع المصالح الايرانية.
تزامنا اشارت معلومات من الصرح البطريركي، ان البطريرك الراعي، سوف يصعد حملته على النواب المقاطعين لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يواصل تصعيده لجهة تسمية النائب سليمان فرنجيه رئيسا، ودعوة القادة الثلاثة للذهاب الى المجلس النيابي لانتخابه، دون إبطاء.
وتشير المعلومات ان الراعي يبني موقفه المستجد، على عاملين إثنين:
الاول الزيارة التي قام بها موفد من قبله الى باريس قبل حوالي عشرة ايام حيث التقى خلالها رجل الاعمال الداعم لترشيح النائب فرنجيه، جيلبير الشاغوري، والذي ارسل طائرته الخاصة الى بيروت لنقل الموفد، كما وانه يضع الطائرة عينها بتصرف البطريرك الراعي ليقوم برحلاته المكوكية حول العالم، حيث رشح ان الشاغوري أقنع موفد البطريرك باهمية انتخاب سليمان فرنجيه.
الثاني، وهو ما اتفق عليه القادة الموارنة الاربعة في بكركي بحضور البطريرك، من ان احدا من بينهم لن يضع فيتو على اي مرشح يحظى بفرصة لانتخابه رئيسا، من دون ان يكون اي طرف ملزما بانتخابه.
وعلى هذا الاساس تشير المعلومات ان الراعي سوف يبدأ حملة تصعيدية على النواب المقاطعين المسيحيين، اعتبارا من الاسبوع الاول من العام المقبل.
وتضيف ان حملة الراعي لن تحقق اي هدف لان مُعطّل انتخاب رئيس للجمهورية ليس اتفاق المسيحيين او اختلافهم بل حزب الله ومن خلفه إيران، لان أوآن التسوية وفق الشروط الايرانية لم يحن بعد، وما سيقوم به الراعي سيعمق الشرخ المسيحي-المسيحي، وسيضع بكركي في موقف فريق من الصراع الدائر على رئاسة الجمهورية.