إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ثمة قصة يروى أن وقائعها حدثت في عهد نبي الله سليمان (عليه السلام)، وفيها أن طائراً جاء إلى نقعة ماء ليشرب، لكنه وجد أطفالاً بقربها، فخاف منهم وانتظر حتى غادروا.
صدفة جاء رجلٌ ذو لحيةٍ طويلةٍ إلى البركة، فقال الطير في نفسه: هذا رجلٌ وقورٌ لا يمكن أن يؤذيني، فنزل إليها ليشرب، لكن الرجل رماه بحجر ففقأ عينه. ذهب الطائر إلى النبي سليمان (عليه السلام) شاكياً، فاستدعى الرجل وسأله: ألك حاجةٌ بهذا الطائر حتى رميته؟
فقال: لا. عندها أصدر النبي سليمان (عليه السلام) حكمه بأن تُفقَأ عين الرجل، غير أن الطائر اعترض قائلاً: يا نبي الله ليست عينه من غرّر بي، بل لحيته هي من خدعتني، لذا أطالبُ بحلقها عقوبة له، حتى لا يخدع بها أحداً غيري”.
أياً كان مصدر هذه القصة، لكنها تبقى معبرة عن واقع عاشه العرب طوال نحو قرن، وأدى بهم إلى الوقوع في براثن حيلة اللحى الطويلة، وتقصير الأثواب، وربما طبع “زبيبة” على جبين زاعمي التديُّن كي تكتمل عدة النصب التي استخدموها من أجل الوصول إلى أهدافهم.
لقد تجرع العرب والمسلمون سمّ التطرف من خلال تلك اللعبة التي أتقنها أتباع جماعات التأسلم الحزبية، وقد انطلت كذبتهم على شريحة واسعة من النُخب في دولنا، خصوصاً الخليجية منها، ما جعلهم يتغلغلون في مفاصل بعض الدول.
طوال قرن كان ذلك السم يتمكن من الجسد العربي حتى أوصلنا إلى بحر من الدم بين أبناء البلد الواحد، أكان في لبنان أو العراق أو سورية وليبيا واليمن، وقبلها الجزائر، وقد ظهرت آثاره القاتلة في مصر بعد الخامس والعشرين من يناير العام 2011، حين سرقت جماعة “الإخوان” تضحيات عشرات الملايين والانتخابات كي تسطو على الحكم.
في هذا الأمر لم يختلف أصحاب المظاهر المخادعة عند السُنة عن متطرفي الشيعة، فكلاهما شرب من ضرع التطرف ذاته، وقد ظهرت أعراض المرض بعد انقلاب الخميني على شاه إيران الذي أوقد نار التطرف في المنطقة، فبدأت تلك الجماعات تعمل على تأطير المجتمعات وفق رؤيتها من خلال تغييرها المناهج التربوية مستترة بتكفير الحكومات والحكام الذين لا يوافقونها في تلك الرؤية، وتصويرهم بأنهم خارجون على الملة والعقيدة.
لم يكن الأمر مختلفاً في الكويت والسعودية عن بقية الدول الأخرى، فـ”الإخوان” الذين وصلوا الى مراكز صنع القرار في الدولتين، فرضوا سلوكاً اجتماعياً أضعف المناعة الوطنية، فبدأنا مثلاً نقرأ عن الاختلافات المذهبية وتكفير الطرفين بعضهم بعضاً، ونسمع فتاوى تتعارض مع أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
كذلك فرضت تلك الجماعات قوانينها الخاصة، لا سيما في الكويت التي تعاني اليوم من ردة كبيرة على تراثها في التسامح والانفتاح، وتكاد تصبح “أفغانستان- طالبان” لكن بدشداشة وغترة وعقال،
وهذا في الحقيقة أساس المشكلات التي تعانيها البلاد حالياً، لأن هذه الجماعة وبعدما أحكمت حصارها على السلطة التشريعية سعت إلى إضعاف السلطة التنفيذية التي للأسف قدمت لها، عن قصد أو غير قصد، كل الأدوات وعلى طبق من فضة كي تمارس عهرها السياسي وتشل البلاد.
لقد كان الطائر حكيماً حين طلب حلق لحية الرجل كي لا ينخدع غيره فيها فيقع في فخ مدعي التدين، الذين ما دخلوا أرضاً إلا أفسدوها.
ألم تجد إلا أن تضع صورة الرجلين اللذين هما أشرف منك وممن أمثالك يا مرجئة العصر
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
كذبت وما امثالك إلا عميل للحكام ياكل على كل مأدبة ويرى بعين الحاكم الظالم وينطق بلسانه
كفى بالمرء جهالة ان يعمم وقد عممت الحقيقة انك من المتأسلمين كما ذكرت ولكن بلون اخر إتقي الله فالموت قريب(للعلم انا لست متحزب ولا اتحزب انما هي الحقيقة التى ارى