عبدالمهدي لرئاسة الوزراء ردّاً على الحلبوسي لرئاسة البرلمان.. هل يعكس ذلك “تنافسا” أم “تفاهما” أمريكيا إيرانيا؟
كذبت الولايات المتحدة رسميا الأنباء التي أوردتها بعض المواقع الإخبارية عن لقاء جرى بين المبعوث الأمريكي إلى العراق برت ماكغورك مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لبحث تشكيل الحكومة الجديدة في العراق.
وكانت بعض المواقع الإخبارية الإيرانية القريبة من الحرس الثوري والحكومة الإيرانية قد ادّعت في الأيام القليلة الماضية بأن المبعوث الأمريكي التقى سليماني. غير أن المتحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد تشارلز كول نفي أي لقاء بين الطرفين. كما نشرت السفارة الأمريكية تغريدة على موقع تويتر، قالت فيه:
The Embassy is aware of false media reports that Special Presidential Envoy Brett McGurk and an Iranian General met to discuss forming a new Iraqi government. The reports are fake news. No such meeting ever happened. – Charles Cole, U.S. Embassy Spokesman
— U.S. Embassy Baghdad (@USEmbBaghdad) September 15, 2018
وكانت المواقع الإخبارية الإيرانية ذكرت، بعد التكذيب الأمريكي، أنها أوردت خبر اللقاء “نقلا عن صحيفة كويتية”! ورغم ذلك، قالت “وكالة انباء فارس” الإيرانية الرسمية إن اللقاء بين ماكغورك وسليماني جرى بصورة سرية يوم الثلاثاء الماضي لبحث تشكيل الحكومة العراقية ووقف أي تصعيد محتمل امريكي-إيراني في العراق.
وكانت صحيفة “الجريدة” الكويتية نقلت الجمعة عن مصادر بـ”الحرس الثوري الإيراني” قولها إن “سليماني التقى ماكغورك سرا لتشكيل حكومة العراق المتعثرة، ووقف التصعيد بين الجانبين”. وذكرت أن اللقاء “تم بناء على طلب ماكغورك، وأكد الجانب الأمريكي للإيرانيين عدم ارتباطه بأي شكل بإحراق القنصلية الإيرانية خلال احتجاجات البصرة، وطلب من الإيرانيين الإيعاز لحلفائهم بتجنّب مهاجمة المصالح الأمريكية في العراق لتفادي أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة ولا تحمد عقباه”.
وحسب تقارير صحافية، فإن عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي الأسبق هو الأقرب لرئاسة الحكومة الجديدة. وقال قيادي شيعي لفضائية “روسيا اليوم” إن “المنافسة كانت بين عبد المهدي وشخصيات أخرى، لكن هناك توافقا كرديا شيعيا سنيا عليه”، مبينا أن “عبد المهدي ينتظر موافقة مرجعية علي السيستاني ليعطي موافقته للكتل السياسية على تسلم المنصب”. وأضاف أن “عبد المهدي أبلغ الكتل السياسية بأنه لا يمكن القبول بالمنصب دون موافقة المرجعية التي قالت أن المجرب لا يجرب”.
وقال مراقبون إن “أجواء اختيار رئيس الوزراء الجديد (وهنا هو عادل عبد المهدي)، ربما لن تذهب بعيدا عن الترتيبات الأمريكية، ما يعني أن واشنطن ردّت على الصفعة الإيرانية المتمثلة بإيصال مرشحها، الشاب السني الذي ينحدر من محافظة الأنبار، “محمد الحلبوسي” إلى رئاسة البرلمان العراقي، وذلك بدفع مرشح موالٍ لها إلى منصب رئيس الوزراء.
لكن مراقبين آخرين يرون في التوافق على منصبي رئيس الوزراء ورئيس البرلمان بأنه لا يعكس إلا التفاهم الأمريكي الإيراني أكثر من أي شيء آخر.