إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
لم تشهد إيران، وبالذات مدينة “قم” المقدسة، تظاهراتٍ احتجاجا على قيام السلطات الإيرانية قبل أيام باعتقال الفقيه السيد حسين الشيرازي، نجل المرجع الشيعي السيد صادق الشيرازي (الصورة أعلاه)، وأستاذ درس “الخارج” في الحوزة العلمية، لأن معظم أنصار ومقلدي المرجع الشيرازي يقيمون خارج إيران، خاصة في العراق وفي دول الخليج. وقد شهد العراق والكويت تجمعات لأنصار الشيرازي أمام القنصلية الإيرانية تخللتها شعارات تندد بـ”الدكتاتورية الدينية”، فيما صدرت بيانات لمقلدي الشيرازي في دول مختلفة تستنكر عملية الاعتقال.
وكانت شهرة السيد حسين قد تصاعدت قبل أسابيع، في داخل إيران وفي خارجها، إثر انتشار فيديو يوجه خلاله نقدا لاذعا لمرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي ولطريقة إدارته للبلاد، إذ قال عن خامنئي بأنه “فرعون العصر”، كما تم تصوير الفيديو أثناء درس للسيد حسين بحضور حشد من رجال الدين الطلبة. وقال مراقبون بأنه من النادر في تاريخ الجمهورية الإسلامية صدور هذا النوع من النقد من قبل رجل دين شيعي ضد مرشد الثورة، مما ترتب عليه تحويل السيد حسين إلى المحكمة الخاصة برجال الدين (دادگاه ویژه روحانیت)، فتم التحقيق معه لساعات، ثم إطلاقه. وبعد ايام من خروجه من التحقيق، سافر إلى الكويت، لكنه ما لبث أن عاد مجددا إلى مدينة “قم”، ويبدو أن عودته ارتبطت باستكمال إجراءات التحقيق. لكن الأوساط القريبة من المرجع الشيرازي تفاجأت من الطريقة الفجة والعنيفة التي تم خلالها مجددا اعتقاله، حيث كان في السيارة مع والده في أحد شوارع “قم”، أي أنه يكن متواريا عن الانظار أو هاربا من التحقيق، الأمر الذي أثار استغراب وحفيظة الكثير من المتابعين.
وقال موقع قناة “من و تو” الإيراني الذي يبث برامجه من الخارج، نقلاً عن أحد مقربي الشيرازي، إن قوى الأمن الإيرانية أوقفت سيارة السيد حسين واعتقلته بعنف وانهالت عليه بالشتائم وألقت عمامته على الأرض ثم نقلته إلى مكان مجهول.
ومعروف عن مدرسة المرجع الشيرازي تمسكها بالتشيع التقليدي، المرتبط في جانب كبير منه بالإفراط في إحياء الشعائر الدينية، خاصة ما يتعلق منها بشهر محرم، ذكرى مقتل الحسين بن علي (الإمام الثالث عند الشيعة) وأهل بيته على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في معركة كربلاء. إذ تحثّ المدرسة اتباعها وعمومَ الشيعة على إحياء الشعائر الخاصة بالمقتل بصورة عنيفة، ومن أشهرها ضرب السيوف على الرؤوس وإدمائها، والمسماة “شعيرة التطبير” التي ما كان من خامنئي إلا أن أصدر فتوى بتحريمها. واعتبر أنصار الشيرازي فتوى خامنئي بمثابة تحدٍّ للشعائر، وانحراف عن رسالة الحسين التي أراد إيصالها عن طريق معركة كربلاء. في حين اعتبر أنصار الجمهورية الإسلامية، تركيز الشيرازي على إحياء الشعائر بإفراط، وبالذات العنيفة منها، بمثابةتحدٍّ لفقه مرشد الثورة ومسعى لإحياء التديّن الخرافي القشري في مقابل التدين الحركي الثوري.
ووصل الأمر بأنصار ولاية الفقيه إلى وصف الشيرازي بأنه يعكس التشيع البريطاني، أو التشيع القائم على مزاعم دعم مالي وإداري من قبل الحكومة البريطانية.
فالشيرازي يشتهر وسط الحالة الشيعية ببناء مئات المراكز الدينية والإعلامية في مختلف دول العالم بهدف نشر التشيع المرتكز على إحياء الشعائر، وعلى نقد دور الشخصيات السنية التاريخية في معاداة مشروع الإمامة. ولعل أشهر هذه المراكز ذلك الذي يوجد في بريطانيا ويشرف عليه الشيخ الكويتي المثير للجدل ياسر حبيب، حيث يتهم أنصار ولاية الفقيه الحكومة البريطانية بتسهيل عمل أنشطة المركز. وضمن أنشطته المختلفة، يركز المركز على التشنيع بأبرز صحابة نبي الإسلام، أي الخلفاء الأوائل الثلاث أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، إضافة إلى عائشة زوجة النبي، حيث يعتقد القائمون على المركز أن هذا النشاط يخدم فرعا من فروع الدين عند الشيعة المسمى بـ”التبرّي من أعداء الله”، بينما يرى أنصار ولاية الفقيه أن دعم الحكومة البريطانية لهذه الأنشطة، يهدف إلى خلق بديلٍ عن التشيع الحركي الثوري الذي تعاديه الدول الغربية، إضافة إلى أن هذه الأنشطة لا تخدم سياسات الجمهورية في التقارب مع بعض الجماعات الإسلامية السنّية لتي تحرّم نقد هذه الشخصيات.
وأخيرا، فإن الفقه المتبنى من قبل مرجعية الشيرازي، يرفض نظرية ولاية الفقيه ويعتبرها سببا لانتشار الدكتاتورية الدينية، فطرح نظرية شورى الفقهاء أو شورى مراجع التقليد كبديل لها. ومنذ إعلان الشيرازيين رفضهم لنظرية ولاية الفقيه، في ثمانينات القرن الماضي، دب الخلاف بينهم وبين أنصار ولاية الفقيه، ووصل إلى حد طرد العديد من أنصار الشيرازي من وظائفهم ومنع أنشطتهم الدينية ووضع محاذير على تحرك مرجعيتهم في “قم” وخارجها.
ويعتقد مراقبون بأن وصف السيد حسين لخامنئي بـ”فرعون العصر”، يرتبط بشكل لا لبس فيه بنقد نظرية ولاية الفقيه من جهة، وبالتضييق الذي يمارسه أنصار ولاية الفقيه على أنشطة وأفراد المدرسة الشيرازية من جهة أخرى..
خل ياخذله غفه الشيرازي التعبان
الخلاف فقط بين سكان القمقم، من لايزال في حالة الكمون و يسكن قعر القمقم و بين من وصل إلى عنق زجاجة القمم من شريعتي أو خميني و خامنئي . كلهم أمة قلقة في حالة الكمون و مقلقة في حالة الظهور.