(تفصيل من لوحة «سجود المجوس» (1423) لجنتيل دا فابريانو.)
*
ترجمة “الشفاف” نقلاً عن مقال كتبه “بيار بريتو” في جريدة “لوموند” الفرنسية
منذ حسابات يوهانس كبلر في القرن السابع عشر، نعلم أن التاريخ النظري لميلاد يسوع على الأرجح غير صحيح، مع فارق يبلغ سبع سنوات.
لولا القرار الاعتباطي الذي اتخذه راهب في القرن السادس، لكنا في الواقع في عام 2031 وليس 2024، وكنا نستعد للاحتفال بالانتقال إلى عام 2032، وفقًا لحسابات عالم الفلك الألماني يوهانس كبلر (1571–1630) التي نُشرت عام 1614 في كتابه
De vero anno quo æternus Dei Filius humanam naturam in utero benedictæ Virginis Mariæ assumpsit
(ويمكن ترجمة العنوان إلى: «حول السنة الحقيقية التي اتخذ فيها الابن الأزلي لله الطبيعة البشرية في رحم العذراء المباركة مريم»).
وبسبب شكّه في التواريخ التي وضعها أسلافه بشأن السنة الأولى، ركّز يوهانس كبلر على «نجم بيت لحم» المذكور في الكتاب المقدس بوصفه الجرم السماوي الذي دلّ المجوس على ولادة يسوع، رغم أن نجمًا في السماء لا يمكنه تحديد موقع دقيق على الأرض.
ويرى كبلر أن هذا «النجم» ليس سوى اصطفاف بسيط لكوكبي المشتري وزحل، يخلق نقطة مضيئة في السماء يمكن للعين المدرّبة ملاحظتها. وبناءً على مسارات الكواكب، حدّد أن هذا الاصطفاف لا يمكن أن يكون قد حدث إلا قبل سبع سنوات من ميلاد يسوع نفسه، أي نحو 12 أبريل/نيسان، أو 3 أكتوبر/تشرين الأول، أو 4 ديسمبر/كانون الأول من سنة –7.
لاحقًا، أكّد البابا بنديكتوس السادس عشر هذه الحسابات، إذ أشار عام 2012 في كتابه طفولة يسوع إلى تاريخ «يجب تحديده قبل ذلك بعدة سنوات»، بنحو «ست أو سبع سنوات». وكان أقل حسمًا من عالم الفلك الألماني، إذ قدّر أن الفارق قد يكون «أربع سنوات» وفقًا «للجداول الزمنية الصينية».
تاريخ اعتباطي يعود إلى القرن السادس
فمن أين جاءت الاتفاقية التي أدت إلى تحديد «السنة صفر» عند الفلكيين؟ يعود الأمر كله إلى القرن السادس وأعمال راهب روماني يُدعى “دنيس الصغير”. فبناءً على طلب من البابا يوحنا الأول، شرع ذلك الكنسي، الذي كان أيضًا عالم رياضيات وفلك، في «إعادة صياغة كاملة لتقسيم الزمن انطلاقًا من الإيمان المسيحي». وقد أقرّ البابا يوحنا الثاني تلك الإصلاحات عام 533.
وداعًا للتاريخ المتغيّر لميلاد المسيح، الذي كان يُحتفل به على مدى قرنين في 19 أبريل/نيسان أو 28 مارس/آذار أو 6 يناير/كانون الثاني. فقد قرر الراهب أن تبدأ السنة المسيحية في 25 ديسمبر/كانون الأول، وهو تاريخ ميلاد المسيح بحسب رأيه، وليس في عيد الفصح الذي يحيي ذكرى قيامة يسوع.
وبما أن القرن السادس لم يكن يعرف استخدام الصفر، فقد جعل “دنيس الصغير” بداية العصر المسيحي في السنة الأولى. لكن الأهم أن أخطاءً في الحساب وإعادة كتابة التاريخ أدت إلى إزاحة سنة ميلاد يسوع؛ إذ يرى مؤرخون أنه وُلد في عهد هيرودس، الذي توفي في… سنة 4 قبل الميلاد!
Jésus serait né en moins 7 avant lui-même, ou pourquoi nous devrions fêter l’année 2032
