أعلن نائب البترون في كتلة القوات اللبنانية طوني زهرا عزوفه عن الترشح للانتخابات النيبية المقبلة، مشيرا من مجلس النواب امس الى ان القرار اتخذ بموافقة حزب القوات.
قرار زهرا تزامن مع الذكرى السنوية لتوقيع ورقة النوايا بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وهي المناسبة التي اعلن فيها رئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل، إن تياره سيدعم الاقوى مسيحيا لرئاسة الجمهورية المقبلة خلفا لعمه الرئيس الجنرال ميشال عون.
المجلس النيابي المرتقب انتخابه في ايار المقبل، هو نفسه سينتخب الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية، خصوصا ان روائح التأجيل التقني للانتخابات النيابية بدأت تفوح ما يعطي المجلس المقبل، ارجحية انتخاب الرئيس المقبل.
قرار زهرا أفسح في المجال امام حزب القوات اللبنانية لتجديد نخبه، طبقا لما صرح به زهرا نفسه، وتشير المعلومات الى ان الانظار تتجه نحو ترشيح الدكتور وليد حرب بديلا من زهرا، وهو من بلدة تنورين في جرود البترون، وقريب للنائب الحالي بطرس حرب، إلا أنه أنتسب مؤخرا الى حزب القوات اللبنانية، وهو يرأس مجلس إدارة مستشفى تنورين الحكومي.
وتضيف المعلومات الى ان الدكتور وليد حرب سيترشح مع الوزير جبران باسيل، عملا بالاتفاق المعلن بين الجانبين على خوض الانتخابات النيابية معا أسوة بالانتخابات البلدية التي جرت الصيف الماضي.
سحب ترشيح زهرا أعاد خلط الاوراق الانتخابية إقتراع في قضاء البترون، وذلك في معزل عن القانون الذي سيتم إقراره، خصوصا ان البترون ستجري فيها الانتخابات وفق النظام الاكثري، سواء جرت الانتخابات وفق ما يعرف بقانون الدوحة، او القانون المختلط، نسبي واكثري، لان الدائرة تضم نائبين فقط، مما يجعلها خارج القانون المختلط.
سحب ترشيح زهرا أثار أيضا إستياءا في صفوف القواتيين في البترون، خصوصا انه بدأ حياته الحزبية مقاتلا في صفوف حزب الكتائب اللبنانية بداية الحرب في العام 1975، ليصبح بعدها مقاتلا وقياديا في حزب القوات اللبنانية، التي خرجت من رحم الكتائب، وهو يعرف جميع القواتيين وهم يعرفونه، وهو القادر على شد عصبهم الانتخابي بما له من صلات مباشرة معهم، في حين ان اي بديل للنائب انطوان زهرا، مهما اختلفت الاسباب، لن يستطيع ان يشكل تلك الرافعة الحزبية للقواتيين، وإن كانوا يعرفون بالتزامهم التام بالقرارات الحزبية، إلا أن شخصية زهرا وعلاقته الطويلة بهم ستترك أثرا على حماش القواتيين.
وفي المقابل فإن ترشيح الدكتور وليد حرب، في محاولة لشق التزام عائلة حرب، بالنائب الحالي والوزير السابق بطرس حرب، قد ينقلب عكسا، خصوصا ان تجربة رئيس البلدية الحالي المهندس بهاء حرب ما تزال ماثلة للاذهان، حين ترشح في مواجهة النائب بطرس حرب في العام 1996، فأثار ترشحه تعاطفا غير مسبوق مع ابن عمه النائب بطرس حرب، ولم يستطع الحصول على أكثر من 300 صوت من ابناء العائلة.
وفي المقابل ايضا، فإن سائر عائلات تنورين لن تجد نفسها معنية بالانتخابات خصوصا حين تتحول صراعا ضمن عائلة حرب، ما يرجح إنكفاء او في احسن الاحوال عدم حماس سائر العائلات للتوجه الى صناديق الاقتراع. من بيت يونس، ومن ينتسب اليهم من الاخصام التقليديين للنائب بطرس حرب.
ترشيح الدكتور وليد حرب، سيجعل من معركة قضاء البترون الانتخابية معركة حامية ودقيقة على طرفي المواجهة، حيث يُرتقب ان يتحالف النائب بطرس حرب مع النائب سامر سعاده، في مواجهة تحالف الدكتور وليد حرب والنائب جبران باسيل.
ويحوز تحالف حرب-سعاده على دعم تيار المردة وحزب الكتائب اللبنانية، والمستقلين من قوى 14 آذار، والذين يرفضون ثنائية القوات التيار العوني، وفي المقابل سيحظى التحالف المقابل بدعم التيار العوني، والقوات اللبنانية.
وفي ظل تقارب الارقام قياسا الى الانتخابات النيابية الماضية فإنه من العسير التكهن بمن سيفوز بنتجية هذه الانتخابات، علما ان بقاء النائب انطوان زهرا مرشحا، كان سيعزز فرص فوزه متحالفا مع الوزير جبران باسيل.