فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هو عملية قيصرية لحمل غير متوقع خارج الرحم. مع ذلك، الانتخابات بمرشحيها سعيد جليلي وبزشكيان، وقبلها المرحلة الأولى، أعادت بعضاً من الروح إلى الحياة السياسية الإيرانية.
مجموعة ملاحظات سريعة:
1- رغم أن الفجوة بين النظام وقطاعات شعبية لم تردم، نجحت مؤسسة الحكم في ايجاد سبب للكثير من المنكفئين للتصويت والارتفاع بالنسبة إلى 50% وهي الأعلى منذ انتخابات 2017 الرئاسية التي بلغت فيها النسبة فوق ال 70%.
2- التيار الأصولي أصبح أمام حتمية مراجعة الانسجام بين شخصياته واتجاهاته المتعددة، رفاهية القرب من مؤسسة الحكم لا تكفي لصناعة رئيس في ظروف انتخابية تشهد منافسة بهذا الشكل.
3- من غير المتوقع أن نرى تحولات سياسية ضخمة على المستوى الخارجي والإقليمي. ربما يساعد فوز بزشكيان وتولي شخصية جديدة وزارة الخارجية ما كان قد بدأ فعلا على مستوى الحوار مع أميركا وتحسين العلاقات مع الدول العربية.
4- بعيدا عن الظروف الاستثنائية للانتخابات ورحيل السيد رئيسي في كارثة تحطم المروحية، هناك تشابه كبير بين سيناريو اليوم وسيناريو 2013 عندما فاز حسن روحاني. سيكون أمام بزشكيان مهمة صعبة لإثبات أنه ليس نسخة اخرى من روحاني لا سيما لجهة العلاقة مع خامنئي.
5- لا داعي للتأكيد مجددا بأن الحياة السياسية الإيرانية قادرة على تلقي الصدمات وإنتاج الصدمات وهذا يحسب لها، فبين صدمة غياب الرئيس ووزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان، وقبلها صدمة الشارع للنظام في احتجاجات مهسا أميني، وصدمة صعود اصلاحي للرئاسة من خارج السياق، يمكن القول علينا دائما توقع اللا متوقع في إيران.
6- لم تردم الهمة بعد بين النظام وقطاعات واسعة من الشعب، ويمكن الاستدلال من نسبة الاقتراع إلى أن نسبة كبيرة من الإصلاحيين لم تشارك في الانتخابات، لا سيما الشباب. كما أن جزء من الأصوليين لم يجد خياره بين المرشحين.
7- هناك مجموعة هي المنفصلين او من يعيشون في فقاعتهم تحت سقف الجمهورية الإسلامية لكن خارجها على كل المستويات وهم فقدوا الاهتمام بالمشاركة لعدم إيمانهم بالنموذج أو معارضتهم اياه بشكل كامل، سيكون أمام النظام مهمة صعبة لاستعادة اهتمامهم لا ولائهم خلال السنوات المقبلة في الطريق إلى انتخابات 2028.
من صفحة علي هاشم على “إكس”