إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
رئيس حكومة لبنان، السيّد نجيب ميقاتي، تحوّلَ إلى ناطق بلسان الحزب الإيراني، مفهوم! ما ليس مفهوماً أن قادة ما يسمّى “الأحزاب السيادية” تحوّلوا إلى “معلّقين على الأخبار”!
قبل نشر خبر “رويترز”أدناه (وموضوعه مصير لبنان بين السلم والحرب المدمّرة) لفَتَ نظرنا التصريح “العنيف جداً جداً” لنائب “نحنا بدنا ونحنا فينا”، السيد فادي كرم، الذي يطالب ّ”التيار الوطني الحر” أن يحسم أمره “إلى جانب طرف الممانعة أو طرف السيادة، إذ لا يمكنه البقاء في “موقف وسطي”!
جبران وأبو الميش عميلان إيرانيان “بكل فخر”. هذا “موقف “وسطي” في قاموس القوات؟
يضيف النائب القواتي السيد فادي كرم أن “هناك اعتراضاً كبيراً على موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشأن ربط الساحة الجنوبية في حرب غزة وتسليم القرار الرسمي اللبناني الى حزب الله”، مؤكداً أن “هذا القرار الغريب سيكون موقع مواجهة لأنه يخدم القوى الممانعة”!
حلوة هذه “المواجهة”.. أي ساعة؟ ووين؟
بيار عقل
*
من ليلى بسام ومايا الجبيلي
بيروت (رويترز) – قال مسؤولون لبنانيون إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران رفضت أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود تضمنت سحب مقاتليها بعيدا عن الحدود لكن الجماعة لا تزال منفتحة على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب خوض حرب شاملة.
وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إن اقتراحا نُقل أيضا لحزب الله بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود. ويترك هذا المقترح مقاتلي الجماعة أقرب كثيرا من مطلب إسرائيل العلني بالابتعاد لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006.
وقال المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي إن جماعة حزب الله رفضت الفكرتين ووصفتهما بأنهما غير واقعيتين. ودأبت الجماعة على رفض فكرة إلقاء السلاح أو سحب مقاتليها الذين ينحدر كثير منهم أصلا من المنطقة الحدودية وبالتالي يعيشون فيها حتى في أوقات السلم.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على “تقارير عن مناقشات دبلوماسية” في رده على أسئلة من رويترز من أجل هذه القصة. ولم يرد متحدثون باسم حزب الله والحكومة اللبنانية بعد على طلبات من رويترز للحصول على تعليقات تفصيلية.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق.
ورغم ذلك قال المسؤولون اللبنانيون الثلاثة إن حزب الله ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع، وهو احتمال أشار إليه قيادي في حزب الله في خطاب ألقاه هذا الشهر.
وقال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته “بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة” لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها.
وأوقفت الجماعة إطلاق النار خلال الهدنة السابقة في الحرب في قطاع غزة التي استمرت سبعة أيام في أواخر نوفمبر تشرين الثاني.
وقال إيلون ليفي وهو متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ردا على سؤال من رويترز خلال إفادة صحفية يوم الأربعاء إن هناك “فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة” لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود.
ولهوكشتين سجل من النجاحات في الوساطة بين لبنان وإسرائيل. ففي 2022، توسط في اتفاق لترسيم حدود بحرية متنازع عليها وهو اتفاق أبرم بموافقة حزب الله من خلف الكواليس.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي تضم حكومته وزراء من حزب الله، إن بيروت مستعدة للمحادثات بشان استقرار منطقة الحدود في الأجل الطويل.
وخلال زيارته لبيروت في 11 يناير كانون الثاني، التقى المبعوث الأمريكي بميقاتي ورئيس البرلمان وقائد الجيش. وقال علنا وقتها إن الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان يفضلون حلا دبلوماسيا للمسألة.
وقال هوكشتين للصحفيين بعد اجتماعه بمسؤولين لبنانيين “أتعشم في أن نتمكن من مواصلة العمل جميعا على جانبي الحدود، من أجل حل يسمح لكل الناس في لبنان وإسرائيل بالعيش في أمن مضمون والعودة إلى مستقبل أفضل”.
* إيران
دخل حزب الله المتحالف مع إيران، وهو رأس حربة “محور المقاومة”، معركة قال إنه لم يتوقعها عندما شنت حليفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول لتشعل صراعا امتد أيضا إلى البحر الأحمر حيث استهدفت الضربات الأمريكية الحوثيين في اليمن بسبب هجماتهم على السفن.
وقال حزب الله إن ضرباته عبر الحدود ساعدت الفلسطينيين من خلال الضغط على القوات الإسرائيلية ودفع عشرات الآلاف من الإسرائيليين للهروب من منازلهم.
وكان لذلك ثمنه إذ قُتل حوالي 140 من مقاتلي حزب الله وما لا يقل عن 25 مدنيا لبنانيا، هذا بالإضافة إلى تسعة جنود إسرائيليين على الأقل ومدني واحد. وتصاعدت شدة الصراع في الأسابيع الماضية.
حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982، هو أقوى الجماعات التي تدعمها إيران وأكثرها نفوذا. ولعب دورا كبيرا في سياسات طهران الخارجية الأوسع.
وقالت مصادر مطلعة على تفكير حزب الله إنه يعلم أن الحرب الشاملة ستكون مدمرة للبنان، البلد الذي يعاني من زعزعة الاستقرار بالفعل بسبب الأزمات المالية والسياسية المستمرة منذ سنوات. كما أن ترسانة حزب الله الضخمة محل خلاف منذ فترة طويلة في البلاد ويقول خبراء إن الجماعة تملك أكثر من 100 ألف صاروخ.
وحتى مع نجاح المقاتلين المتحالفين مع إيران في جر الولايات المتحدة إلى الدخول في عمل عسكري في أماكن أخرى بالمنطقة، وشن إيران لضربات في سوريا والعراق، لا تحبذ طهران أن ترى حزب الله ولبنان يتعرضان لدمار هائل، لأسباب ليس أقلها اضطرارها في السابق إلى دفع فاتورة إعادة الإعمار، وفقا لما قاله مهند الحاج علي نائب مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط، وهو مؤسسة بحثية مقرها بيروت.
وقال وزير الخارجية الإيراني يوم الأربعاء إن هجمات “محور المقاومة” ضد إسرائيل ومصالحها ستتوقف إذا انتهت الحرب في غزة.
* “تهديد وترغيب”
تواجه الدبلوماسية تعقيدات كبيرة، ويتوقع العديد من المراقبين احتمالا خطيرا لتصعيد القتال. وقالت إسرائيل إن جيشها سيتحرك إذا لم تتمكن الدبلوماسية من إعادة الأمن إلى شمال إسرائيل.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الجماعة سمعت “تهديدا وترغيبا”.
التهديد، كما قال نصر الله في خطاب ألقاه في 15 يناير كانون الثاني، كان التحذير من أن إسرائيل سترسل قواتها إلى حدودها الشمالية مع انتقالها إلى المرحلة التالية من حرب غزة.
وأضاف “نحن جاهزون للحرب، لا نخافها، لا نخشاها، لن نتردد فيها، وسنقبل عليها، وكما قلت سنقاتل فيها بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود”.
لكنه لمح أيضا إلى الاحتمالات الدبلوماسية قائلا في خطاب ألقاه في الخامس من الشهر الجاري إن لدى لبنان “فرصة تاريخية” لتحرير الأرض بمجرد انتهاء حرب غزة.
وفُسرت هذه التصريحات على نطاق واسع على أنها تعكس إمكانية التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض لتسوية وضع المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقال أربعة مسؤولين لبنانيين مطلعين على الأمر إن هوكستين ناقش أفكارا تهدف إلى الدفع قدما صوب مثل هذا الاتفاق، لكنه لم يقدم أي مسودة مقترحات. ولم يذكر المسؤولون تفاصيل عن الأفكار.
وأفاد مسؤول إسرائيلي لرويترز بأن الحكومة الإسرائيلية “نقلت الكثير من المطالب” دون الخوض في تفاصيل. وقال المسؤول “بطريقة أو بأخرى، سيعود سكان المناطق الشمالية البالغ عددهم 80 ألف نسمة إلى منازلهم”.
كما شاركت فرنسا في جهود وقف التصعيد. وقال مصدر مطلع على التفكير الفرنسي إن تصريحات نصر الله العلنية التي تشير إلى احتمال إبرام اتفاق حدودي هي “رسائل مباشرة إلى الأمريكيين والفرنسيين”.
وتابع “يقول لنا: الباب مفتوح”.
(شارك في التغطية دان وليامز من القدس وتوم بيري من بيروت وستيف هولاند من واشنطن – إعداد سلمى نجم ورحاب علاء للنشرة العربية – تحرير سها جادو)