وكالة الصحافة الفرنسية-
تعتبر الاقلية الايزيدية ومنذ وقت طويل من الاقليات الاكثر ضعفا في العراق، وتم تسليط الضوء عليها اثر استهدافها بوحشية من قبل تنظيم الدولة الاسلامية حيث دخلت هذه الاقلية في صراع من اجل البقاء.
ونشرت مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان الخميس تقريرا قالت فيه ان الهجمات التي اطلقها التنظيم المتطرف ضد الايزيديين في العراق قد يرقى الى مستوى “الابادة”. وطالبت بالنظر في احالة القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.
ويضاعف تنظيم الدولة الاسلامية من الاعمال الوحشية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
ويقدر عدد الايزيديين في العالم بحوالى مليون ونصف يعيش ثلثهم في العراق. وينتشر آخرون في تركيا وجورجيا وارمينيا، وغيرهم في الشتات، وفق موقع الفاتيكان. ومعظمهم فقراء ويعملون في الزراعة وتربية الماشية.
وكان اكثر من نصف ايزيديي العراق يعيشون في ناحية جبال سنجار في شمال البلاد.
ظهرت الايزيدية في بلاد ما بين النهرين قبل اكثر من اربعة الاف عام. ويقول اتباعها انها اقدم ديانة في العالم وتجد جذورها في الزردشتية. وقد اختلطت على مر الزمان بالمسيحية والاسلام.
والتوحيد هو احد الاسس الثابتة في فلسفة الديانة الايزيدية التي يصلي اتباعها ثلاث مرات الى الله متوجهين الى الشمس. وهم يؤمنون بوجود سبعة ملائكة خلقوا من نور الله وأن “الطاووس ملك” هو رئيس الملائكة.
وينقسم الايزيديون الى ثلاث طبقات دينية لا يجوز التزاوج بينها كما لا يجوز زواج الايزيدي من اتباع الديانات الاخرى. ومن معتقداتهم القديمة تحريم اكل الخس وارتداء اللون الازرق. ويرى الاسلاميون المتشددون في “الطاووس ملك” رمزا لابليس ويتهمون الايزيديين بعبادة الشيطان.
والايزيديون من اضعف الاقليات غير العربية وغير المسلمة في العراق. وبسبب الاضطهاد الذي مورس خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين اضطرت آلاف العائلات على الفرار من البلاد، وخصوصا الى المانيا حيث يقدر عددهم هناك باربعين الف نسمة، وهو اكبر تجمع للايزيديين خارج العراق.
وفي آب/اغسطس العام 2007 تعرض الايزيديون الى هجوم دموي بانفجار شاحنات مفخخة دمر تقريبا قريتين صغيرتين بالكامل في شمال العراق. وقتل اكثر من 400 شخص في هذا الهجوم الوحيد الذي شهدته سنجار بعد الغزو الاميركي للعراق في 2003.
وفي آب/اغسطس العام 2014، دخلت هذه الاقلية في صراع من اجل البقاء بعد الهجمات التي شنها تنظيم الدولة الاسلامية ضدها في جبال سنجار. وخلال ساعات فقط، فر الآلاف عبر الجبال بحثا عن ملجأ في اقليم كردستان العراق. وقتل المئات وربما الآلاف خلال الهجوم او بعد ايام في الجبال.
ووفق منظمة العفو الدولية فان مقاتلي التنظيم المتطرف اعدموا الرجال وخطفوا المئات، وحتى الآلاف، من النساء لبيعهنّ كزوجات للجهاديين او تحويلهن الى جوار.
وبعد وقت قصير على هجمات سنجار اعلنت الولايات المتحدة انشاء تحالف دولي لمحاربة التنظيم المتطرف في العراق. وساعدت الغارات الجوية للتحالف منذ آب/اغسطس القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية على استعادة جزء من الاراضي من التنظيم.
ولم يستهدف تنظيم “الدولة الاسلامية” الايزيديين وحدهم، بل ان عشرات آلاف المسيحيين فروا من منازلهم في العراق في آب/اغسطس بعد هجوم المسلحين الذي يستولون على عدد من المدن والقرى المسيحية في نينوى في شمال البلاد.