المركزية- مع ان مهلة الشهر المحددة لتوقيع الجانب السعودي بروتوكول تسليح الجيش اللبناني من ضمن هبة الثلاثة مليارات دولار شارفت على نهايتها، ولم يبق منها سوى ثمانية ايام، بعدما وقع الجانبان الفرنسي واللبناني عليه في 15 كانون الاول الماضي فان المملكة لم تذيل بعد البروتوكول بالتوقيع المطلوب لتدخل الهبة عمليا حيز التنفيذ ويبدأ مسار تسليم الاسلحة الفرنسية للبنان.
وتقول مصادر سياسية مطلعة على مسار الهبة السعودية لـ”المركزية” ان زيارة وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى المملكة قبل ايام قليلة والتي تزامنت مع وجود الملك عبدالله بن عبد العزيز في المستشفى اثر اصابته بذات الرئة واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين لا سيما ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز ووزراء الداخلية محمد بن نايف والخارجية سعود الفيصل والحرس الوطني متعب بن عبدالله ومساعد وزير الدفاع، تمحورت بمعظمها حول موضوع تسليم الاسلحة الفرنسية الى لبنان والاطلاع على اسباب تأخير التوقيع وضمان تنفيذ الهبة والتعاون الفرنسي – السعودي في مجال التسلح خصوصا ان الطلب السعودي يشكل 40 في المئة من مجمل طلبات الاسلحة الفرنسية في العام 2014، كما ان عقود الاسلحة تشكل ستين في المئة من العقود الضخمة التي وقعتها فرنسا مع المملكة، وقد وقعت السعودية 31 عقدا مع شركات فرنسية عدة عبر الوسيط الفرنسي “اوداس” الذي يقوم بتنفيذ العقود الحكومية التجارية بين المملكة وعشرات الشركات الفرنسية الكبرى والاشراف عليها.
وتشير المصادر الى ان الزيارة الفرنسية المفاجئة للسعودية هدفت الى الاطمئنان الى الوضع الصحي للملك واستطلاع اسباب تأخر المسؤولين في توقيع البروتوكول بعدما ارسلت نسخة منه الى المملكة لتوقيعها منذ اكثر من عشرين يوما، وما اذا كان من مستجدات او معطيات حتمت التأخير، وقد حرص الوزير الفرنسي على استيضاح الموقف بالتفصيل خصوصا اذا ما طرأت تغييرات على مستوى السلطة الحاكمة، علما ان الملك السعودي كان طلب شخصيا الاسراع في توقيع الهبة الخاصة بالجيش اللبناني التي تمت في تشرين الثاني الماضي ووقعها عن الجانب السعودي وزير المال ابراهيم العساف والفرنسي ادوارد غيو مدير شركة اوداس في حضور قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي.
واستنادا الى البروتوكول يفترض ان تدفع السعودية عند التوقيع النهائي 20 في المئة من مجمل الصفقة التي تعمل فرنسا على جدولة برنامج الدفع استنادا الى البروتوكول الموقع بما يضمن حسن تنفيذه وعدم حصول تغييرات في ضوء ما تصفه مصادر المعلومات لـ”المركزية” بهواجس فرنسية من امكان ان تكون الهبة بمبادرة شخصية من الملك من دون قرار حكومي بما يعرضها “للخطر” في حال حصول اي تبدل على مستوى الحكم.
وتضيف ان هذه الهواجس تتصل ايضا بامكان دخول بعض الدول المتضررة من الصفقة على الخط لعرقلة تنفيذ الهبة وفي مقدمها اسرائيل التي اعترضت لدى الولايات المتحدة الاميركية على تزويد الجيش اللبناني بالاسلحة النوعية والثقيلة خشية وصولها الى حزب الله بحسب المزاعم الاسرائيلية، بما يعرض امنها للخطر، خصوصا ان لائحة الاسلحة تتضمن مروحيات عسكرية وعربات مصفحة ومدفعية ثقيلة وزوارق للدوريات ووسائل للاتصالات والمراقبة من بينها طائرات مسيّرة بهدف تحسين قدرات جهاز الاستخبارات وتتضمن الدفعة الاولى المتوقع ان يتسلمها الجيش بعد التوقيع السعودي ثلاث مروحيات غازيل مجهزة بصواريخ هوت واخرى من نوع “بوما” لنقل الجنود اضافة الى عدد من الدبابات.
يذكر ان الجانب الاميركي وفي اطار مساعداته العسكرية سيسلم الجيش خلال الشهر الجاري طائرة ثانية من نوع “سيسنا” على ان يتسلم الثالثة بعد تجهيزها بمعدات تؤهلها تنفيذ مهام استطلاعية وقتالية الى جانب مروحيات “كيووا” الهجومية السريعة الممولة من ضمن هبة المليار دولار السعودية كما الطائرات المقاتلة من طراز “سوبر توكانو” لمهمات الاسناد الجوي للقوات البرية باعتبارها تحمل صواريخ “هلفاير” وقنابل موجهة بالليزر لتدمير تحصينات وآليات مصفحة.