ترجمة وتحرير: مصطفى إسماعيل
بعد كوباني, تدخل هذه المرة منطقة “عفرين” إلى اليوميات، وهي إحدى الكانتونات التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا, وذلك بعد التصريح الذي أدلى به “جميل بايك” الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK وقال فيه: “إذا سقطت “عفرين”، فإن العملية السلمية مع تركيا ستنتهي “.
وضعت “الجزيرة تورك” التطورات الأخيرة في “عفرين” ومحيطها تحت المجهر.
الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني “جميل بايك”، الذي صرح بأن جبهة النصرة تجري تحضيراتها لمهاجمة “عفرين” الواقعة غرب كوباني قال بأن “سقوط كوباني, أو مهاجمة “عفرين” سينهي العملية السلمية في تركيا”، مضيفاً أن لتركيا نفوذاً على جبهة النصرة، وبإمكانها إيقافها، وإلا فإن عملية وقف إطلاق النار بين تركيا وحزب العمال الكردستاني التي بدأت في مارس / آذار 2013 ستفسد.
تصريح مشابه لتصريح بايك أطلقته الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الحرة HDP ” فيغن يوكساك داغ ” يوم الثلاثاء في اجتماع المجموعة البرلمانية للحزب، إذ ألمحت إلى أن جبهة النصرة تجري التحضيرات لمهاجمة “عفرين”, وقالت أيضاً: “بعد خيبة آمال الإرهابيين في كوباني, وعدم وصولهم إلى أهدافهم في تحطيم المقاومة الكردية, يتطلعون اليوم لدخول عفرين”.
إذن, ماذا تشهد “عفرين” وجوارها في الأسابيع الأخيرة؟ وما هي دلالات تصريحي جميل بايك وحزب الشعوب الحرة؟
“عفرين” هي إحدى الكانتونات الثلاث التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في يناير / كانون الثاني 2014 إضافة إلى كانتوني “الجزيرة” و”كوباني”، وهي تتبع إدارياً لمحافظة حلب السورية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية (لواء الاسكندرون).
لا معلومات دقيقة عن البنية الديموغرافية في المنطقة، ولكن بحسب المصادر المتباينة فإنه يعيش في منطقة “عفرين” بين 300 ألف ومليون نسمة.
تبعد “عفرين” عن مركز مدينة حلب التي يحاصرها معارضو نظام الأسد نحو 60 كيلومتراً.
تدار بلدتا نبل والزهراء في جنوب “عفرين” من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري (تدار نبل والزهراء من قبل النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي غير موجود في البلدتين العربيتين الشيعيتين).
على مقربة من خط نبل والزهراء، يتواجد عناصر جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية، والجيش الحر والفصائل المرتبطة به، وعلى مسافة أبعد من الجهة الشرقية هناك الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ).
حزب الاتحاد الديمقراطي يعزز دفاعاته..
في الأسابيع الأخيرة تقدمت “جبهة النصرة” من حدود منطقة “عفرين” أكثر، عبر استيلائها على مناطق واقعة تحت سيطرة جبهة ثوار سوريا المعتدلة، والتي يقودها جمال معروف.
بناء عليه فإن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD قد بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية إلى “عفرين” من الأحياء الواقعة تحت سيطرته في مدينة حلب: الشيخ مقصود, والأشرفية, والخالدية (لا يخضع حي االخالدية لسيطرة حزب PYD).
المجموعات العسكرية الموجودة في المنطقة تتهم حزب الاتحاد الديمقراطي بالتحالف مع النظام، وإظهار مقاومة لحصار حلب من قبل تلكم المجموعات.
بحسب المعطيات الميدانية التي حصلت عليها الجزيرة, فإن هناك تقارباً بين “جبهة النصرة” و”داعش” استناداً إلى تعرضهما للقصف الأمريكي، وهناك توجه إلى التحالف بين التنظيمين لمواجهة “حزب الاتحاد الديمقراطي” المتحالف مع النظام في منطقة “عفرين”.
“عفرين”، وعلى العكس من كوباني، تقع في نقطة بعيدة نسبياً عن المناطق الكردية الأخرى في شمال سوريا, إذ تبعد مدينة “عفرين” عن كوباني نحو 180 كيلومتراً. بناءً عليه، فإن إمكانية إرسال وحدات حماية الشعب للدعم العسكري إلى “عفرين” في حال وقوع مواجهات هناك يبدو ضئيلاً.
يوضح جميل بايك أن لتركيا تأثيراً على جبهة النصرة، ولهذا السبب فإن بإمكانها عرقلة أي هجوم للنصرة على “عفرين”، ولكن لا ارتباط عضوياً بين تركيا وجبهة النصرة.
بعد كوباني, فإن اندلاع المواجهات في “عفرين” قد يتسبب في ظهور أزمة إنسانية جديدة.
وقوع مواجهات عنيفة في “عفرين” سيؤدي إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين على تركيا مجدداً، وتدفق اللاجئين هذه المرة سيكون باتجاه مدينتي “هاتاي” و”كلس” المجاورتين لمنطقة “عفرين”.
والحالة هذه، فإن لاجئي “عفرين” ستوجهون إلى مناطق تركية مغايرة لخط كوباني – سروج، لجهة أن هاتاي وكلس لا تشهدان كثافة سكانية من المكون الكردي في تركيا.
• المصدر : الجزيرة تورك.