خاص بـ”الشفاف”
“مرتا مرتا تسألين عن أمور كثيرة والمطلوب واحد”! قال المسيح. والمطلوب في لبنان (كما في اليمن ودمشق ويغداد) هو كَسر “الفيتو” الذي يضعه أزلام نظام الملالي على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. هنا لب المشكلة، وليس شخص المرشّح! من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية هو “زلمة إيران” حسن نصرالله، فقط لا غير! ولن “تنحلّ”، إلا بأوامر من طهران!
الشيخ أمين جاء خلفاً لشقيقه بشير الذي استشهد بجريمة إرهابية ارتكبها النظام السوري، في ظرف “إحتلال” إسرائيلي حل محله “احتلال” إيراني (ونصرّ على كلمة “احتلال”) اليوم. لم ينجح الشيخ أمين في إخراج نظام الأسد من لبنان (وهذه ليست مسؤوليته وحده، ولكنه، هو، كان الرئيس)، واتسم عهده بالفساد والمحسوبية، وبسقوط “الليرة” العظيمة، وبقيام الجيش باعتقالات غير قانونية وذات طابع “ميليشياوي” وإجرامي في عهده (ملف “المفقودين”). ولعل أكير جريمة ارتكبها الرئيس أمين الجميل مضطراً هي أنه قام بتعيين المخبول ميشال عون رئيساً للحكومة!
الشفاف
*
يواصل الرئيس الاسبق امين الجميل حركته السياسية واضعا نصب عينيه منصب رئاسة الجمهورية، مستفيدا من المبادرة التي طرحتها قوى ١٤ آذار للخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية.
الجميل أعلن عن ان قوى 14 آذار لا تضع فيتو على ترشيحه! في حين ان هذه القوى لم تعلن انها ترشح الجميل، بل أعلنت عن تمسكها بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وعن استعدادها بالاتفاق مع جعجع على التوافق مع قوى 8 آذار على مرشح آخر، من دون ان تعلن ان هذا المرشح هو الرئيس الجميل.
معلومات من داخل قوى 14 آذار قالت إن الجميل، لم “يهضم”، ترشح الدكتور جعجع، معتبرا انه هو الاولى بمنصب الرئاسة وانه يستحق فرصة ثانية في بعبدا. وتضيف انه، وخلال مناقشة مبادرة قوى 14 آذار، وقف الجميل ليقول للمجتمعين انه في حال قررت قوى 14 آذار التخلي عن ترشيح الدكتور جعجع فعليها ان تتبنى ترشيحه هو للرئاسة.
الجميل أضاف :”ان نواب كتلة التنمية والتحرير”، برئاسة نبيه بري رئيس المجلس النيابي يؤيدون وصوله الى بعبدا، وكذلك نواب جبهة النضال الوطني، برئاسة النائب وليد جنبلاط”.
أصرّ الجميل على قوى 14 آذار ان تعلن عن تخليها عن ترشيح الدكتور جعجع وتبني ترشيحه في ما يعتبره مخرجا للازمة الرئاسية. وكاد تصلب الجميل ان ينسف اجتماع قوى 14 آذار، لولا ان تم العمل على تأجيل الاعلان عن المبادرة الى حين إقناع الجميل بأنه والدكتور جعجع بالنسبة الى قوى 8 آذار واحد، وتاليا ما يحول دون إنتخاب جعجع رئيسا هو نفسه ما يحول دون انتخاب الجميل.
وقال المجتمعون للجميل، إذا كنت واثقا من ان نواب بري وجنبلاط سينتخبونك رئيسا للجمهورية فلا حاجة للمبادرة إذا. بل ليبلغنا هؤلاء بأنهم على استعداد لانتخابك، ونحن سنتوجه فورا الى المجلس النيابي للاقتراع.
الا ان الجميل رد “بسذاجة”: كيف لجنبلاط وبري ان يؤيدوا وصولي الى الرئاسة طالما انني لست مرشحا؟ وتاليا يجب على قوى 14 آذار ان تعلن عن ترشيحي اولا ليعلن بري وجنبلاط تأييدهما!
وتشير المعلومات الى انه في اجتماع ضم الرئيس السنيورة والرئيس الجميل، قال الجميل للسنيورة:” لو ان قوى 14 آذار تبنت ترشيحي لمنصب رئيس الجمهورية، لكنا تجاوزنا ازمة الرئاسة، ولكانت قوى 14 آذار أوصلت رئيسا الى بعبدا!”.
وتضيف ان الرئيس السنيورة أجاب الجميل قائلا:” أنت محق فخامة الرئيس لكانت الاصوات التي حصلت عليها في الدورة الاولى واليتيمة للانتخابات تجاوزت تلك التي نالها الدكتور جعجع بأربعة أصوات هي أصوات نواب الكتائب”!