ليس في الموضوع “شماتة”. فـ”مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”. لاحظ “الناس جميعاً”! وحينما يسقط ٦٠٠ أو ١٠٠٠ شاب، ومواطن، لبناني في حرب سوريا، فتلك خسارة للبنان كله، عدا المصيبة التي ألمّت بأهلهم.
شيوخ التعصّب والظلامية يقودون الناس، والوطن، إلى كارثة يدفع ثمنها “الناس جميعاً” في لبنان!
الشفاف
*
كلّنا شركاء زوّر الصور: قتلى حزب الله أقلّ من 1000
فرح جهمي
جرت العادة أن نصدق ما يقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لا سيما بعد المفاجآت التي وعد بها ونفذها خلال وبعد حرب تموز 2006. أعلن السيد نصر الله في مقابلة تلفزيونية ان عدد الشهداء في المعارك الجارية في سوريا الى جانب نظام الاسد هي أقل من ألف، بقوله: “بعض صحف 14 آذار قالت إن 600 مقاتل من حزب الله قتلوا بالغوطة وهذه أمانيهم”، وتحدّث عن 200 لا أكثر.
إلا ان التطورات الجارية في المنطقة والاخبار المغلوطة التي يتم تناقلها عبر وسائل الاعلام توقع في الحيرة، وتترك الامور مفتوحة امام التصديق والتأويل.
موقع “كلّنا شركاء” نشر خبرا يقول إنّه وثّق بالصور 1000 “شهيد” للحزب في سوريا، وقال إنّه سينشر صورهم وأسمائهم. و”جنوبية” نقلت عنه، مع نقل رابط الخبر، حرصا على عدم تبنّيه. وبعد نشر حلقات متتالية، تبيّن أنّ الصور ليست دقيقة. لهذا نعيد تصويب الأمر بالسطور الآتية، حرصا على مصداقية الموقع والأمانة مع قرّائنا.
بعد نشر الحلقة الاولى من قبل المعارض السوري ايمن عبد النور على الموقع المذكور، تبين لنا، بالعين المجرّدة، تكرار بعض الصور، كما بالنسبة لصورة القائد الميداني حسن مرعي، التي نشرت أكثر من مرّة من زوايا مختلفة. وهناك اختلاف حول صورة الشهيد الملقب بـ”أبو تراب”. فمرة عرّف “كلنا شركاء” عنه على أنّه “القائد علي حمود”، ومرة ثانية على أنّه “علي شبيب محمود”.
وفي الحلقة الثانية، تم نشر عدد من الصور والاسماء لشهداء قضوا في العمليات العسكرية ضدّ العدو الاسرائيلي في الجنوب قبل التحرير عام 2000 ومن بينهم صورة الشهيد محمد علي وهب، الذي استشهد في موقع الدبشة عام 1996. وفي الحلقة الثالثة قام الموقع بالاعلان عن استشهاد أطفال عمرهم (15 سنة) ومن بينهم الشهيد جهاد حمود، والحقيقة أنّ هذا الشاب استشهد في حرب تموز 2006 أيضا.
هذه المغالطات افقدت موقع “كلّنا شركاء” مصداقيته، على الأقلّ في هذا الموضوع، لكن في مواضيع أخرى أيضا. وبدا أنّ التحقيق الذي ادّعى “توثيق” 1000 صورة ليس إلا عملية تزوير.
لكن إذا تم التدقيق أكثر تبيّن ان الاخطاء التي اوردها الموقع لناحية الاسماء وتواريخ استشهادهم برزت أيضا بالجمع بين الشهداء: إبراهيم قانصو وعباس ريحان وحسين حبيب، إما في الصورة او في الاسم، لكن في المحصلة ثلاثتهم سقطوا في سوريا دفاعا عن مقام السيدة زينب (ع).
الموقع نشر ما يقارب الـ300 صورة حتى الآن، وتم توثيق عدد كبير من المقاتلين اللبنانيين من الجنوب والبقاع، الذين سقطوا في المواجهات المتنقلة في سوريا. ورغم الاخطاء والتكرار الذي وقع فيه الموقع السوري، إلاّ أنّ الاكيد أنّ ما يقارب الـ 80 % من الاسماء والصور التي نشرها موقع “كلنا شركاء” عبر ثلاث حلقات من أصل عشرة، هي لشبان قضوا في تلك المعارك، وتم تشييعهم الى مثواهم الاخير في بلداتهم الجنوبية أو البقاعية أو في بيروت.
ربما لن ينجح المعارض السوري في توثيق 1000 “شهيد” لحزب الله سقطوا في سوريا بعد انتهاء الحلقات العشرة، لكنّ الأكيد أنّ العدد تجاوز 600 ويتّجه بسرعة نحو 1000. وسقطات “كلّنا شركاء” تحمل في طيّاتها تأكيدا أنّ الرقم، وإن لم يصل إلى 1000 بعد، إلا أنّه بات قريبا جدّا منه.
“جنوبية”: قتلى حزب الله أقل (قليلاً) من ١٠٠٠!
طبعا طبعا كمثل اصحاب الكهف والذين لم يحسم امرهم كم عددهم….فإذا كان الإله المزعوم غير متأكد كم كان عددهم فهل سيعرف ربيب ايران والفكرة الحسينية الخيالية عدد قتلاه في سوريا دفاعا عن الظالم؟؟
“جنوبية”: قتلى حزب الله أقل (قليلاً) من ١٠٠٠!
وفسر الماء بعد الجهد بالماء. يعني اذا لم يكونوا ألفا فهم تسعمائة وفي طريقهم ليكونوا ألفا أو أنهم سيكونون ألفا بالفعل مع نهاية نشر التقرير. وما خفي والآتي أعظم وأشد.