زار وفد من ١٤ آذار قطاع غزة حيث التقى رئيس الحكومة المقال اسماعيل هنيه ناقلا تهنئة قوى 14 آذار لهنية ولحركة حماس وسائر فصائل الممانعة في قطاع غزة بصمودهم في وجه العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع.
ضم الوفد النواب جمال الجراح امين وهبه وطوني زهرا وعدداً من الاعلاميين.
زيارة الوفد الى غزة أثارت جدلا في الاوساط اللبنانية عامة وقوى 14 آذار خصوصا، في ضوء المواقف المعلنة لحركة حماس.
التبريرات جاءت من نوع ان حماس تستحق التهنئة على خروجها من محور الممانعة السوري الايراني لتدخل من جديد في الحضن العربي، وتحت المظلة المصرية في ظل نظام حكم الاخوان المسلمين. وتمضي التبريرات الى إن زيارة الوفد هي لتشجيع سائر الحركات والفصائل العربية المرتمية في حضن الممانعة السورية الايرانية الى الخروج من تحت عباءة ولاية الفقيه للدخول في الحضن العربي.
وفي التبريرات ايضا ان زيارة غزة والتضامن مع اهلها ليست حكرا على طرف لبناني دون الآخر، وتاليا فإن قوى 14 آذار تتضامن مع القطاع على طريقتها، وهي وإن لم تلبِ دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لعقد جلسة نيابية للتضامن مع قطع غزة في مواجهة العدوان، فإنها، أي قوى 14 آذار، تختار على طريقتها شكل التضامن مع غزة واهلها، في معزل عن محاولات الرئيس نبيه بري إستدراج قوى 14 جلسة للتضامن مع غزة لكسر مقاطعتها للحكومة اللبنانية.
إلا أنه فات قوى 14 آذار، وحسب ما رأت مصادر في هذه القوى، أن حركة حماس لم تقم باي خطوة للتراجع عن ممارساتها السابقة عندما كانت لاعبا رئيسيا في محور الممانعة السوري الايراني. وتاليا فإن حماس وقادتها لم يقوموا الى الآن، على الاقل، بمراجعة علنية وإعتذار للإساءات التي تسببوا بها للقضية الفلسطينية اولا وللقضايا العربية ثانيا، وإدخال إيران كلاعب رئيسي، على الساحة السياسية العربية، من باب قضية العرب المركزية.
وحماس، التي أقسمت على الكعبة الشريفة، نكثت وعدها قبل صياح الديك، وحماس إنقلبت على جميع الاتفاقات التي عقدتها مع السلطة الوطنية الفلسطينية، كما انها إقتطعت قطاع غزة واسترهنته خلافا للارادة الوطنية الفلسطينية اولا والعربية ثانيا. كما عملت حماس وتعمل على تقويض مقومات السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، ولا تختلف في ممارساتها عن ممارسات حزب الله اللبناني، حيث انها توافق على إجراء إنتخابات إذا كانت تؤمن لها الفوز بأغلبية المقاعد النيابية، وترفض الانتخابات إذا كانت النتائج لغير صالحها. وحماس هي من استمر في التحرش بإسرائيل الى ان استقلت بقطاع غزة، واصبحت تلاحق مطلقي الصوريخ على اسرائيل عندما استتب لها الامر في القطاع.
هذه “الحماس” هي التي توجه اليها وفد قوى 14 آذار بالتهنئة. فجاءت الزيارة إرتجالية في الاسباب والنتائج ورد فعل محلي على الرئيس نبيه بري غير محسوب النتائج، فهل تم استمزاج رأي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الزيارة، وهل يستحق محمود عباس ان تبادله قوى 14 آذار بتعاطف مع حماس؟