رفض سماحة مفتي راشيا الشيخ الدكتور احمد اللدن، أن يلجأ مسلمون غاضبون الى الرد على انسان ليس له علاقة بأمر الفيلم المسيء للإسلام مشيرا الى ان هذا الامر مرفوض فالانسان الذي اساء هو في نيويورك وليس من العدل ان يتحمل عبء الرسالة والرد عليها انسان يعمل في سفارة من السفارات. وبشكل اوضح ما علاقة السفير بهذه الاساءة وايضا، ومن حيث المبدأ والعدالة المطلقة لايصح على الاطلاق الرد على غير المسيء.
كلام المفتي اللدن جاء في خلال حوار إجراه معه هادي جبالي.
ـ اسالك بداية عند ماتراه من اسباب تقف وراء ردود الافعال العنفية من قبل
المسلمين في مواجهة اي قضية واخرها قضية الفيلم المسيئ ؟
هذا ليس رد العالم الاسلامي برمته، انما هو رد بعض الشرائح في هذا العالم. وما يجب اخذه بعين الاعتبار، ان هناك شرائح مثقفة قادرةعلى ان تتلقى ببرودة اعصاب وهناك الشباب المتدينون الذين لا يمكنهم تلقي مثل هذه الرسائل المسيئة دون ان تكون ردة فعلهم قوية للغاية والتي نتفهمها ولا نستغربها على الاطلاق في حال نظرنا الى الموضوع من جانبيه جانب المرسل وجانب المتلقي على حد سواء. واما من ناحية المرسل، فهذه ليست الرسالة الاولى وهناك العديد من الرسائل ومنها حرق المصاحف في الشوارع ومن قبل راهب هدد وفعل. وفي الارض المحتلة يتم التعدي على الناس والمساجد وتكتب شعارات مسيئة على جدرانها هذا بالاضافة الى الرسوم المسيئة للرسول والافلام. اما من ناحية المتلقي فاذا لم تكن عنده ردة فعل عنيفة عندما وصلته الرسالة المسيئة الاولى، فهذا لا يعني انه يستطيع ان يتحمل الى ما لا نهاية وان يتلقى دائما مثل هذه الرسائل ببرودة اعصاب.
وهنا اتوجه الى المجتمع الغربي الذي بنى ثقافته وحضارته على الحرية لاقول له انا حر عندما اعتنق هذا المبدأ وهذا الدين، فهل تسمح لك حريتك ان تنال من ديني؟ هذا من جانب، ومن جانب اخر فانت لا تنال من ديني بطرق موضوعية او عن طريق ابحاث علمية وثقافية بل عبر رسائل مسيئة ومستفزة. واذا كانت بعض الشرائح في الجانب الاخر لا تمتلك ذلك البعد الثقافي والحضاري، فتلك هي النتيجة. وهنا تجدر الاشارة الى ان هناك من يكتبون في علم العقائد وينتقدون ونعرفهم وغالبا ما يكون هناك رد منا ورد مضاد منهم، وهكذا تسير الامور بسلام. ومن هنا نتوجه لمن يبعثون بتلك الرسائل بالقول اذا كان مطلوبا العمل على ان يكون رد الفعل حضاريا، فان ذلك لن يتحقق دون العمل على ان يكون الفعل حضاريا. ومن المهم التذكير بان للعنف اشكال. فهو قد يكون لفظيا وقد يكون ثقافيا، وما نراه اليوم من ردات فعل عنفية فانها لاشك تاتي ردا على فعل عنفي ثقافي.
ـ وماذا عن الانتقام العبثي والذي يستهدف ابرياء ؟
من حيث المبدأ ارى ان الرد على انسان ليس له علاقة امر مرفوض. فالانسان الذي اساء هو في نيويورك وليس من العدل ان يتحمل عبء الرسالة والرد عليها انسان يعمل في سفارة من السفارات. وبشكل اوضح، ما علاقة السفير بهذه الاساءة؟ وايضا ومن حيث المبدأ والعدالة المطلقة لا يصح على الاطلاق الرد على غير المسيء! وحتى الرد على المسيء، يجب ان يكون حضاريا. وهنا، ولو عدنا الى زمن النبي نجد ان كثيرا من الناس تناولوا الاسلام بطريقة مسيئة وقد استطاع ان يناقشهم بالعقلانية، فحول موقفهم وكذلك عقولهم وقلوبهم من موقع الى موقع. ومن هنا، علينا ان نكرس هذا المفهوم عبر تاسيس مراكز للدراسات في نيويورك تعمل ليس على نشر المقالات والادلاء بالتصريحات، بل للعمل على تقديم الاسلام تقديما حضاريا يساهم في تعديل الصورة التي انتجها استهداف البرجين والذي اثار الكثير من الناس في امريكا، وكان هو سبب المشكلة ومنطلقها ومن هذه البيئة المنفعلة يخرج اليوم هذا الفيلم المسيء
ـ ما هو تصوركم للاسباب والدوافع وكيفية المواجهة ؟
من المهم جدا البحث لمعرفة من بعث ويبعث الينا بهذه الرسائل المسيئة، وما الهدف من ورائها, ومما يظهر ان هناك بعض الناس الحاقدين والذين ذهبوا من مصر هم الذين خططوا لهذا بالتعاون مع بعض اليهود في امريكا، وهم من استدرجوا العالم الاسلامي للوقوع فيما وقع فيه. وعليه يجب ان يدرس العمل من كافة جوانبه لمعرفة الشرائح الثقافية التي شاركت في انتاجه والخلفيات والاهداف، على ان يكون الرد بكافة الوسائل الثقافية المتاحة. وقد يكون انتاج فيلم مقابل احد هذه الردود وهذا الامر يجب ان تضطلع به جهات فاعلة كدور الافتاء والازهر وكافة الجهات الدينية الاسلامية. اما بالنسبة للجماعات التي تعاونت مع الصهاينة الحاقدين، فعلينا الانتظار حتى تتوضح الصورة وحينها يتم تحديد الرد المناسب لها .
ـ وماذا عن الجماعات الاسلامية في لبنان والتي لم تسجل لها تحركات حتى
الان؟
هناك بعض الجماعات التي تنادت لكي تقيم اعتصامات هنا وهنالك وبالتاكيد فان كل ذلك سيكون باسلوب حضاري بمعنى ان يتم طرح وجهة النظر بكل دقة وموضوعية ودون الافتئات على احد. وهنا اعود لأذكر بضرورة التركيز على اصل الظاهرة التي انطلقت من نيويورك وعن السبب ولماذا خرجت من هذه البيئة بالذات، كما يجدر بنا التركيز ايضا على بعض سمات المجتمع الغربي الذي من اهم عناوينه الحرية ولماذا تختطف بهذه الطريقة وتصبح مسيئة للاخر. فنحن نفهم ان الحرية في ان يتمكن اي انسان ان يعبر عن نفسه ولا يسيئ احد اليه ولكن ان تكون حريتك على حساب حرية الآخر وان يكون معتقدك وحرية معتقدك على حساب حرية معتقدي فهذا الامر الذي يجب ان يعالج.
ـ العنف باشكاله المختلفة بدا ينعكس خوفا من ردات الفعل العصبية عند
الاقليات في العالم العربي فكيف يمكن تشكيل الاطمئنان عندهم؟
مما لفتني وسرني جدا ان
بين من خرجوا الى الشوراع في مصر واقاموا نوعا من الاعتصامات ردا على الفيلم سيء الذكر كان هناك بعض من غير المسلمين بل من الاقباط، وهذا دليل ومؤشر على وعي عميق عند الكثير من فئات وشرائح مجتمعاتنا في العالم العربي او في الشرق. وهنا اود ان اقول بان هناك الكثير من الدراسات والكتب التي يجب التركيز عليها والمتعلقة بواقع الاقليات في الشرق، واذكر الكاتب جورج قرم الذي قدم رسالة دكتوراه في الغرب وفيها تحدث عن الاقليات وكيف وصلت الى حقوقها في الشرق. وهناك كتاب صدر حديثا في مصر حمل عنوان الاسلام في عيون غير المسلمين كما اذكر الدكتور احمد محمد الحوفي الذي كتب عن التراث الروحي وعن مدح النبي من قبل الشعراء المسيحيين. فاذاً، نحن نمتلك مرتكزا ثقافيا نستطيع ان نستند اليه لبناء واقع ثقافي جديد، كما نستطيع ان نقدم الكثير من الجماعات التي تساهم في التواصل القوي بين المسجد والكنيسة وبين رجال الدين مسلمين ومسيحيين والذين يصلون الى قواسم مشتركة، علما ان هناك تصريحات تصلنا من داخل الارض المحتلة تؤكد ان الاستهداف واحد ومن طرف واحد للمسلمين والمسيحيين على حد سواء. واذا ركزنا على بعد التواصل وجعلنا منه منبعا ثقافيا ومستندا لبناء معنوي وحضاري نستطيع ان نقول اننا في مأمن من ردات الفعل العصبية والعقول الضيقة. ومما يجب ايضا ان نضع الاخرين في اعتبار ان المسلم الذي يقوم بالعنف يقر بذلك بانه مظلوم ومقهور. فهو لايستطيع ان يستفيد من الانظمة الدولية ومما نراه ان كل الشعوب لها الحق في ان يكون لها وجود في الامم المتحدة ويمنعون هذا الحق عن الفلسطينيين. فامريكا تعارض حتى ان تكون فلسطين عضو غير مكتمل العضوية وهذا مثال عن العنف السياسي الذي يمارس علينا يوما بعد يوم
ـ فيلم مسيئ حرك العالم الاسلامي برمته بينما لم تحركه المجازر التي ترتكب
يوميا بحق المسلمين في سوريا لماذا برايك؟
مفارقة تدعو للاستغراب فقد اصبح خبر مقتل مئات الناس يوميا خبرا عاديا.
وهنا يقول البعض بان احد اهم النجاحات التي حققها النظام انه استطاع ان يجعل خبرا بالغ الفظاعة خبرا عاديا في نشرات الاخبار. وهذا ان دل على شيئ فانه يدل على الى تراجع ثقافي عند الكثير من الفئات التي تنتفض لموضوع ثقافي ولا تنتفض لموضوع اجرامي واقع على الارض! فلذلك فان الشخصية البالغة الحساسية عندنا على الموضوع الاسلامي يجب ان تحس بموضوع اراقة الدماء على الارض اضعاف ما تحسه بذاك. وهنا لابد من ذكر ما يحصل في اركان شرق آسيا وكيف ان المسلمون يطردون من بيوتهم وهناك فعل عنفي يقع على كثير من الناس في بيوتهم وفي ارزاقهم وممتلكاتهم ويقتلون وتهدم مساجدهم ورغم ذلك العالم لم يتخذ موقفا قويا مما يحدث، لا بل هو صامت تجاه ما يرتكب من فظائع وفي فلسطين عندما يقع العنف على الفلسطينيين لا يتاثر به احد لكن حين يقتل شخص يهودي واحد في الارجنتين تتحرك الامم المتحدة ويتحرك المجتمع الدولي ومن هنا يظهر ان الفعل ورد الفعل قضية واحدة يجب ان تعالج من كافة جوانبها.
ـ الاستهداف ليس مقتصرا على المسلمين فالمسيحيون يستهدفون من حين الى
اخر وكثيرا ما تمت الاساءة الى المسيح ولكن يمر الامر بسلام ولا ينتج
عنفا ما السبب برايك؟
هذا السؤال يستبطن وكان هناك رد فعل حضاري عند المسيحيين وليس هناك رد فعل حضاري عند المسلمين، ومن حيث المبدأ لايمكن ان تكون هذه مسلمة ونبني عليها. اما بالنسبة للتعرض للسيد المسيح، فلا يمكن ان يتم ذلك من قبل مسلم. فمن يسيء الى المسيح، يكفر ويخرج من اسلامه اما اذا حصل ذلك وبغض النظر عن الجهة فلماذا لا تكون هناك ردات فعل نافرة فذاك يعود الى ان المجتمع المسيحي، والاصح المجتمع الغربي، ليس فيه تلك البصمة القوية على النظام او على الحلف او ما الى ذلك. وكما هو معلوم فهناك حقيقة تتمثل بقدرات مادية قائمة على الارض، ولو نظرنا الى من يهيمن على العالم لوجدنا انهم من يدينون بالمسيحية والمجتمع المهيمن عليه والمغلوب على امره هو المجتمع الاسلامي. ومن هنا لا نستطيع ان نوازن ولا نستطيع ان نقيس الفعل ورد الفعل بميزان مطلق، والاصح ان نزين بميزان الواقع. ومن هنا لا يمكن ان نقول بان ردة الفعل هناك حضارية تدل على وعي كبير وردة الفعل عند المسلمين عنفية تدل على عدم الوعي.
ـ كيف تقرأ زيارة البابا بنيدكتوس السادس عشر الى لبنان؟
التواصل والحوار امر مطلوب على الصعيد الديني وعلى الصعيد المذهبي على حد سواء، وعلى مستوى الطوائف والاديان. ومن هنا نقول ان هذه الخطوة وهذا التوجه سيكون له ردات فعل ايجابيةـ واذا كان هناك نبتة خوف يراد لها ان تسقى بهذا العنف حتى تقوى، فمثل هذه الزيارة تزرع نوعا من الاطمئنان عند الاقليات مع اننا نحن لا نحب على الاطلاق ان يكون منبع هذا الاطمئنان من هذه الزيارة او من غيرها، بل ان يكون منا نحن وان يشعر الاخر بانه مطمئن لان جاره يحبه وهو يحب جاره، فهذا هو المطلوب. ومن هنا، فهذه خطوة على الطريق الصحيح والجدير ذكره ان المراجع الدينية العربية والمحلية كلها تثني على هذه الزيارة التي ستكون لها ثمرات جيدة وتصب عافية على هذا الوطن المعذب خاصة في الموضوع الطائفي والمذهبي
اجرى الحوار
هادي جبالي
مفتي راشيا: الردّ على فيلم مسيء لا يكون باستهداف سفير بريء
الاساءة لاحد المساجد في الحفة من جوال احد الشبيحة
http://www.youtube.com/watch?v=_g9TWPBYUyM
محمد مرسي: حرمة سفير امريكا أكبر من حرمة الكعبة
http://www.youtube.com/watch?v=v3hnk_qniOw
مناف طلاس: “النظام السوري قد يلجأ الى استخدام الأسلحة الكيمياوية.”
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2012/09/120910_tlas_clip_final.shtml
http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-19549304
مناف طلاس: المخابرات الفرنسيه أخرجتني من سوريا
http://www.youtube.com/watch?v=33bbx6KXCBk
الإبراهيمي يصل سوريا مع مقتل 146 شخصاً
http://www.youtube.com/watch?v=iBKEZ8D0VNc
واقع بلدة “دير العصافير” بعد انسحاب الجيش منها
http://www.youtube.com/watch?v=butooFwIWQ4
الجزيرة هذا الصباح الجمعة 14_9_2012
http://www.youtube.com/watch?v=jmQJ51ZlIsc
مفتي راشيا: الردّ على فيلم مسيء لا يكون باستهداف سفير بريءقتل السفير الامريكي والاعتداء على السفارات والممتلكات الغربية وغيرها عمل ارهابي واجرامي وهو مبرمج ضد الشعوب العربية والاسلامية وذلك باستخدام الجهلة منهم لاعطاء فكرة سيئة عن الاسلام. ايهما اسوأ مايفعله النظام السوري السرطاني الخبيث الارهابي بقيادة بشار الاسد السفاح الارهابي وبدعم من النظامين الايراني الفارسي الصفوي الحاقد والروسي المافياوي من مجازر وقتل للاطفال والنساء والشيوخ وتدمير للمدن بسكانها ام فيلم مسيء للرسول الذي يمكن ان يعترض عليه وذلك بطرق قانونية وسلمية؟مالكم كيف تحكمون؟ لماذا هذا العنف ولماذا لم تتحرك مظاهرات مليونية ضد قتل 30 الف انسان بريء في سوريا تطالب… قراءة المزيد ..
مفتي راشيا: الردّ على فيلم مسيء لا يكون باستهداف سفير بريءThis is the ABSOLUTE Right answer to the Incident. We should React as CIVILIZED people, not like BEASTS. The Ignorance of Reaction, had more HARM to Islam and to the Profet. Now they gave the Syrian Regime another Steroid Injection, to kill more Muslims who desperately believe of the Profet. They are attacking the wrong people and Interests, while the Director is Originally Israelis. Why they do not attack the Israelis Embassies, why the Americans, British and Germans. It is Clear Al Qaeda behind these Hostilities, and the people doing… قراءة المزيد ..
مفتي راشيا: الردّ على فيلم مسيء لا يكون باستهداف سفير بريءالسفير يمثل حكومته التي مارست الإهانات المتتالية بحق الإسلام والمسلمين من غير “الإرهابيين” المزعومين. لم يتعرّض الليبيون لبعض الصحفيين الأمريكان في ليبيا, ألم يسأل أحد نفسه لما؟ وقتل المسلمين والإعانة بالسلاح على قتلهم هو أعظم بدرجات من الإساءة للرسول, ويجب الإنتقام من رموز الإرهاب الأمريكي وأوكاره أينما صودفت, حتى يركنوا إلى احترام المسلم والعربي ولو بالقوة وبلغة الإرهاب الذي ابتكروه ومارسوه على شعوب العالم الثالث . فهم بحاجة إلى نفطنا ولسنا بحاجة إليهم أبداً ويمكننا العيش على التمر وحليب الإبل لو اضطر الأمر, أما هم فلا يمكنهم تحريك سياراتهم وطائراتهم… قراءة المزيد ..