تنتهي بعد يومين في الثاني عشر من الجاري المهلة التي أجازتها السلطات اللبنانية لوزراة الاتصالات لتسليم “داتا” الاتصالات الى الاجهزة الامنية من اجل اتخاذ تدابير وقائية للحؤول دون حدوث عمليات ارهابية او اغتيالات، وكشف شبكات العملاء التي تهدد امن البلاد.
قصة “داتا” الاتصالات تشبه “حكاية ابريق الزيت”، إذ أنه فور تسلم القوى الامنية “الداتا” يتم القبض على عملاء، او كشف متورطين في جرائم، خصوصا أن معلومات أشارت الى ان “الداتا”، إضافة الى بيّنات قضائية أخرى، تشكل جزءا من الوثائق التي استند عليها “فرع المعلومات” من اجل اتهام اللواء المتقاعد جميل السيد بالتورط مع الموقوف ميشال سماحة، في نقل المتفجرات من سوريا.
معلومات أشارت الى انه مع إقتراب إنتهاء المهلة الممنوحة للوزارة، بادر القاضي حاتم ماضي الى إصدار مذكرة تسمح بتمديد المهلة الى التاسع عشر من الجاري، وفي يقينه أن أحدا لن يعترض على هذا التمديد، خصوصا أنه يتزامن مع زيارة قداسة البابا الى لبنان وينتهي بعد يوم من إنتهاء الزيارة. وكانت المقاجأة ان وزير الاتصالات اتصل بالقاضي ماضي، مستفسرا عن قانونية التمديد الذي تفرد به ماضي، ومتذرعا، بأن قرار التمديد يجب ان يُوقع من قبل القاضي شكري صادر، والوزير نقولا الصحناوي، إضافة الى ماضي، وتاليا لا يمكن تمديد مهلة تسليم الداتا ما لم تحمل المذكرة توقيع الثلاثة. الامر الذي أعاد موضوع “الداتا” الى نقطة الصفر، خصوصا ان القاضي شكري صادر موجود خارج البلاد، وهو لن يعود قبل يوم الخميس المقبل.
المعلومات أضافت ان موقف الوزير الصحناوي، سياسي، وليس قانونيا أو إدارياً. إذ أن دور القاضيين ماضي وصادر، هو استشاري وليس تقريريا، وأن أمر تسليم “داتا” الاتصالات، منوط بالوزير المعني وبرئيس الحكومة، مشيرة الى ان بإمكان الوزير الصحناوي المبادرة الى إتخاذ قرار بتمديد مهلة تسليم “الداتا” منفردا، من دون الحاجة الى القاضيين ماضي وصادر. كما ان بإمكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الإيعاز الى الوزير الصحناوي بتمديد المهلة من دون العودة الى القاضيين، أيضا.
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان إخفاء “داتا” الاتصالات عن الاجهزة الامنية، او تسليمها بعد وقوع الجريمة، كما اقترح العماد ميشال عون، وحصر التسليم بمنطقة الجريمة وجوارها، يشير الى ان القوى المهيمنة على الحكومة تريد الإمعان في كشف البلاد امنيا امام العابثين بالامن والعملاء، خصوصا ان أي تدابير أمنية يتم إتخاذها ميدانيا من اجل ترتيب الحماية لموكب قداسة البابا وتحركاته تبقى ناقصة، ما لم تكن المعلومات التي توفرها “داتا” الإتصالات”، بحوزة الاجهزة الامنية العاملة على تأمين الحماية لقداسة البابا.