“السجون”، مثل “الجيش” و”قوى الأمن” و”القضاء” من مقومات “الدولة”! أي “دولة”! في لبنان، يشارك حزب الله في “حكومة الدولة”، ولكنه يملك “سجوناً خاصة” خارج “الدولة”، ولا تخضع لرقابتها، بل يحتمل أنها لا تعرف عنها شيئاً! لا هي، ولا منظمة العفو الدولية، أو غيرها من المنظمات الدولية الإنسانية! “الضاحية” خارج القانون اللبناني، وخارج الشرائع الإنسانية!
*
البقاع – “الشفاف”
تحدّث “أقارب” كوادر وافراد من حزب الله متورطين بالتعامل مع العدو الاسرائيلي والمخابرات المركزية الامريكية عن تسهيلات توفّرها “قيادة أمن الحزب” لهم لزيارة “الموقوفين بتهمة التعامل” في سجون أقيمت خصيصاً لهم في ضاحية بيروت الجنوبية!
وشرح احدهم عملية انتقاله من بلدته البقاعية لرؤية إبنه الموقوف منذ سنة ونيف. حيث تسلمته سيارة “مفيّمة” من على تقاطع “كاليري سمعان” عمل من فيها على تعصيب عينيه برفق وهدوء، ومن ثم انطلقوا به على مدى نصف ساعة ليجد نفسه وسط شقه في مكان ما من الضاحية لم يستطع تحديده حيث جرت المقابلة مع ابنه.
مدة المقابلة مفتوحة،لا سقف لها من الناحية الزمنية. لكن الاب المصدوم لسقوط ابنه في فخ التعامل وهو الكادر الموصوف و المقاوم الصلب – سابقا – لم يقدر على البقاء طويلا في حضرة ابنه الذي اصابه الهزال الشديد.
وينقل جيران الاب المصدوم عنه قوله “لا يمكن ان يكون ابني عميلا اسرائيليا لولا تسهيلات وفرها اصحاب قرار عسكري وامني داخل الحزب للمخابرات الاسرائيلية والامريكية، ما مكنهم من انشاء “سكك” مفتوحة الى قلب الحزب، وتحديدا الى قلب جهاز المقاومة! وكان الاحرى بقيادة الحزب ان تعيد قراءة ملفات جهاز “السافاك” الايراني الذي تحول عناصره لاحقا الى قيادة الحرس الثوري الايراني في لبنان. وهؤلاء تسلموا كل شيء على مستوى قيادة الحزب وتنظيمه، ونالوا ثقة جمهور حزب الله وبخاصة منهم كوادره المقاتلة والمقاومة، وكانوا يعملون بناء لتوجيهاتهم ويلتزمون اوامرهم حتى الشهادة.
ويضيف الاب المصدوم، على ما نقل اقاربه،: “إبني ضحية غباء وارتهان قيادة الحزب لجهاز امني له مصالحه المتشابكة والغامضة في الشرق الاوسط والعالم. وهذا الجهاز يعمل لمصلحة ايران وليس لمصلحة المقاومة أو لبنان، وعلى السيد حسن نصرالله ان يجيبنا عن سبب الاهتراء الذي اصاب جسم حزب يقال انه “حديدي”. وسأل: عن اي جسم “حديدي” يتحدثون؟ لقد اصبح جسد حزب الله كالغربال جراء نخر المخابرات الاسرائلية والامريكية له! لا بل اصبح ملعبا واسعا للعديد من اجهزة المخابرات العربية والعالمية: “شقفة” للسوري , و”شقفة” للايراني , و”شقفة” للالماني، وووو. .. غيرهم كثر! كل ذلك , لان السيد حسن سلّم ابناءنا لجهاز امني ايراني وضع زورا شعار “زحفا نحو القدس” وعمليا سلمهم لاجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية.
الاب الذي رفض مؤخرا زيارة ابنه على ما نقل اقاربه قال: منذ تمانينات القرن الماضي حتى اليوم وايران ومعها حزب الله “فلقونا” بالزحف نحو القدس . اضاف: هذه كذبة كبيرة تشبه التوازن الاستراتيجي لنظام الاسد ,وشعار تحرير فلسطين الذي رفعته الانظمة على مدى ستة عقود . فتحالف المخابرات الايراني الامريكي الاسرائيلي يعلم ماذا يريد. المشكلة اننا لم نعد نعرف ماذا يريد حزب الله. لقد اعطيناه كل شيء ووثقنا به في البدايات، لنفاجأ اننا ضحية لعبة مخابرات كبيرة، لعبة مخابرات دفعت ببعض ابنائنا الى دائرة العمالة من طريق المخابرات الايرانية، وهي تدفع اليوم ما تبقى منهم الى دائرة الموت دفاعا عن نظام الاسد.
رواية الاب المفجوع , الرافض لسقوط ابنه في فخ العمالة، الداعي الى محاكمته حتى الموت، سأل : لماذا غطى حزب الله عمالة القيادي في التيار الوطني الحر فايز كرم؟ ولماذا يسكت عن سيد كرم، الجنرال عون، المشهود دوره زمن الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 عنما كان ينسق مع المخابرات الاسرائيلية حصارها للعاصمة بيروت؟ انا، يتابع الاب على ما روى اقاربه، اطالب باعدام ابني ان كان يستحق ذلك، لكني لن اسامحهم عن سكوتهم عن اطلاق سراح كرم ، وعن فتح ابوابهم لتدخل منها مخابرات العالم اجمع .
وختم: انهم يخطفون الطائفة الشيعية، انهم يخطفون لبنان.
يعتقلهم في سجون خاصة بـ”الضاحية”: أهالي المتّهمين بـ”التعامل” ماذا يقولون؟ الحرب الأهلية السورية عديد ممن يقرأ لي يسخر مني لحديثي عن أسلوب المقاومة المدنية الذي يسمى عند البعض أسلوب اللاعنف، فيضحكون ويقولون ماذا يقول جلبي عن كارثة سوريا الحالية، وقتل النظام المعارضة؟ حتى قفز الرقم إلى عشرين ألف شهيد مما دفع المعارضة دفعا حثيثا للتسلح ونشوء الجيش الحر الذي يقاتل مع كتابة هذه الأسطر في كل زاوية في سوريا، ويخوض ما أطلق عليه (أم المعارك) في حلب؟. الحرب في عمومها ظاهرة صعبة التفسير متعددة العناصر ولكنها شر يكرره أولاد آدم منذ أيام ابن آدم الأول الذي سفك وسفح الدم الحرام.… قراءة المزيد ..