خطر الاغتيالات قائم! رغم أفتضاح بعض تفاصيل العمليات التي استهدفت، وكانت ستستهدف، شخصيات وازنة من الصف الاول في قوى الرابع عشر من آذار. هذا ما أكدته مصادر أمنية متابعة في معرض تقييمها لمرحلة ما بعد انتهاء الجولة الثانية من جلسات “الحوار الوطني”، وما تلاها من انفلا ت أمني في مناطق لبنانية عدة وبخاصة بيروت.
وتسند معلوماتها الى تفاصيل دقيقة اصبحت في حوزة اجهزة امنية لبنانية. وتشير في الوقت عينه الى صفعة قوية تلقتها الجهات المخططة والمسهلة للتنفيذ نتيجة افتضاح أمرها خلال الاعداد لمحاولة اغتيال الرئيس فؤاد السنيورة. وحذرت من أن الخطر ما زال قائما، والنوايا لم تتغير أو تتبدل، رغم انكشافها على ايد اجهزة استخبارات عربية وأجنبية ولبنانية.
فهناك ما يشبه الاصرار على الدخول في هذا المسلسل لانه، من وجهة نظر الجهات المخططة، هو “المفتاح” الذي، اذا ما نجح، يقلب موازين القوى في لبنان الى غير رجعة!
من هنا، تتابع المصادر، ان ما نشهده من انتشار بؤر توتر هنا وهناك قد لا يكون سوى ملهاة تستغل في لحظة معينة للانقضاض عبر عملية اغتيال تطال شخصية كبيرة، وربما اكتر!
وعليه، فإن الجهات التي كشفت محاولات الاغتيال في طور اعدادها، أو قبل ساعات من الشروع بتنفيذها، أو طابقت ما عندها بالوقائع والمعلومات والاستنتاجات التي تكشفت بعيد محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، لم تتلقّ اية تطمينات، أو اشارات ايجابية، تقول بأن منتجي ومعدّي المسلسل تراجعوا عن مغامرتهم! “العكس صحيح”،تتابع المصادر، “هناك من بدأ يتحفنا بالحديث عن جبهة واحدة ستقف في وجه “الاطلسي وامريكا وتركيا وووو”، جبهة ممتدة من ايران مرورا بنظام آل الاسد وحزب الله وصولا الى السيد احمد جبريل! ما يعني ان لبنان دخل المرحلة الأكثر حساسية على هذا الصعيد. فالارض “نضجت”، والغطاء السياسي في اعلى جهوزية له منذ تفجر الثورة السورية. و قوى ما يعرف زورا بـ”الممانعة” أكملت انتشارها الميداني في طول البلاد وعرضها.
لذلك، تنبّهوا! فمرحلة الاغتيالات لم تُطوَ، ويبدو انها لن تطوى سوى بمتغيرات جذرية في البعد الاقليمي.