النظام السوري ليس حريصا على انهاء قضية المخطوفين اللبنانيين الشيعة. فخطف مدنيين عائدين من زيارة مرقد الامام الرضا (ع) في مشهد، من قبل جهات في المعارضة السورية او محسوبة عليها، فرصة لهذا النظام لتلطيخ صورة الثورة التي تنشد الحرية وتعلي من قيم حقوق الانسان والعدالة والديمقراطية.
أخطأت المعارضة السورية ليس في خطف مدنيين فحسب، بل في محاولة تبريرها هذه العملية وادراجها في سياق رد الفعل من قبل بعض مجموعاتها على جرائم النظام السوري. كما ان محاولة نسب المخطوفين او بعضهم الى حزب الله لا يقلل من حجم الارتكاب، اذ لم يعد خافيا ان من اختطُفوا كانوا عزّلا لا يحملون السلاح، ولاهم في وارد القيام بأي عمل عدواني ضد الشعب السوري أو ضد اي طرف آخر سواء كانوا مؤيدين لحزب الله او غيرذلك.
أخطأت المعارضة السورية بمجرد التعامل مع هذه القضية باعتبارها قضية قابلة للاستثمار والاستغلال السياسي، ولم تنتفض رموزها على هذا الارتكاب الذي لا يليق بقيم الثورة وشهدائها الذين سقطوا وهم يدافعون عن حقهم بالتعبير وعن كرامتهم الانسانية. فالثورة السورية ليست ملكا شائعا لبعض العصابات والمهربين، يسعون الى مصادرة التضحيات والآلام والثورة من اجل مكاسب رخيصة تنال من كرامة الشعب وتضحياته.
أخطأت المعارضة السورية ايضا في عدم اعلان انحيازها الحاسم، بلا لبس وبدون تردد، الى المخطوفين اللبنانيين الشيعة ضد الخاطفين ايا كانوا. لاننا نعتقد انها تتحسس اكثر من اي طرف آخر، معنى وألم الخطف الذي يعانيه السوريون من قبل فئة صادرت النظام والمؤسسات والشعب والارض لعقود من الزمن ولا تزال.
أخطأت المعارضة السورية حين حاولت ان تقايض عملية اطلاق المخطوفين اللبنانيين الشيعة بتنفيذ النظام السوري عددا من مطالبها، وهو سلوك مرفوض في المبدأ، ومرفوض من اللبنانيين والشيعة منهم تحديدا. فاللبنانيون الشيعة ليس النظام السوري، او رئيسه بشار الاسد، الجهة الصالحة للتحدث باسمهم في لبنان او في هذا المشرق العربي. والمعارضة السورية في المجلس الوطني وسواه مطالبة بأن تتفادى هذه السقطة، اي التعامل مع الشيعة باعتبارهم فئة متضامنة مع النظام السوري او متطابقة معه: هذا ليس صحيحا. وان كان عملا دؤوبا يريد البعض ان يرسخه عبر حماية “النظام” بتترسه الطائفي وتنسيب الشيعة اليه.
فهذا النظام الذي يمارس القمع والاستبداد ومصادرة السلطة لا يمثلهم وهم لا يتماهون معه. وسلوكه يستهدف هذه الجماعة وتاريخها وتراثها كما يستهدف تماما بقية الجماعات والافراد. والمسلمون الشيعة هم بالضرورة ضد اي ظلم يرتكب بحق الانسان، لا بل هم منحازون بحكم العقيدة الى المظلوم. وهم الى ذلك منحازون الى الشعب السوري وخياراته في التحرر من الاستبداد.
المعارضة السورية يجب ان تبذل جهدا مطلوبا وملحاً لتساهم في تظهير هذا الانحياز لدى الشيعة الى خيارات الشعوب والاضاءة عليه دون التوقف كثيرا عند مسؤولية الآخرين. وهو جهد يتركز بالدرجة الاولى في فهم هذا الالتباس الذي يتورط فيه الكثيرون عفوا او عن سوء نية من الشيعة ومن خارجهم. ف”الشيعة” عموما ليسو مع نظام بشار الاسد، هم مع موقف الاسد الداعم للمقاومة التي يمثل حزب الله ركيزتها في لبنان وليس اكثر من ذلك. وان يقدرون هذه المساعدة (غير المجانية) لا يعني ذلك مطلقا انهم يعطون “النظام” شهادة براءة مما ارتكب ويرتكب بحق الشعب السوري. فالوجدان الشيعي لا يمكن ان يتحمل عبء هذا القتل والدم والظلم للشعب السوري ولاعبء تأييد نظام استبدادي وقاتل.
من هنا فإن المعارضة السورية، ولأن الآمال معلقة على الثورة في احداث التحول التاريخي في سورية ومحيطها، ولأن الدماء التي يدفعها الشعب السوري هي الثمن الذي لا يعوضه الا تحقيق حلم السوريين بنظام يحترم انسانيتهم وتاريخهم ومواطنيتهم والحرية، هذه المعارضة وبكل تلاوينها مطالبه، وبنفس الزخم الذي تقاوم فيه استبداد النظام السوري، ان تقاوم محاولاته كلها الساعية الى مصادرة الشيعة اللبنانيين بابتزازهم وتخويفهم وخداعهم بأنه (أي نظام الأسد) حبل سرة المقاومة الذي سينقطع بزواله. المسؤولية في مواجهة هذا التحدي هي للكبار الكبار وسورية التي ابدعت الثورة، هي قادرة على ان تبدع المثال وتجاوز الفخ المذهبي المنصوب. وقضية المخطوفين اللبنانيين الشيعة وان كانت سقطة للمعارضين، فان معالجتها لا تستقيم الا بالتمسك بقوة بربيع دمشق وربيع العرب.
alyalamine@gmail.com
كاتب لبناني
البلد
“الشيعة” ليسوا مع الاسد
وما ادراك انها المعارضة الوطنية السورية من فعل ذلك ، اذا كان الاسد ولعها في طرابلس ويخطط للبقاع عن طريق الخونه اللبنانيون فهل تصعب عليه ان يخطف بعض كوادر حزب الله ليعطيه الضوء الاخضر لتأديب لبنان الذي يقف مع الثورة ثم ان جل الشيعة مخدوعين بالأسد نظرا لأنه نصيري شيعي طائفي ومع ايران والعراق لتكوين الهلال الشيعي وايران تستخدمهم لخدمة مصالحها القومية عن طريق الاستغلال الطائفي من اجل مشروعها الظلامي وليس الديني ولكن اكثرهم لايعلمون
“الشيعة” ليسوا مع الاسد هذه المقالة التي نشرتها لي “صحيفة دنيا الوطن” الإلكترونية مشكورة. دنيا الوطن كما أذاق كأس الخطف… “حزب الله” يتذوقة! بقلم:علي ب. أسعد تاريخ النشر : 2012-06-01 كما أذاق “حزب الله” المجتمع الأوروبي والأميركي كأس الخطف بخطف رعاياهم كرهائن في لبنان بحقبة الثمنينات، ها هو اليوم يتذوقه بخطف الزائرين اللبنانيين الشيعة العائدين من الزيارة الدينية في إيران في مدينة “حلب” بعد عبورهم الحدود العراقية إلى الداخل السوري، وما هي إلا عملية مستنكرة تندرج بخانة الإرهاب. عملية الإختطاف هذه التي أصبحت مثل لعبة شبكة الكلمات المتقاطعة لمعرفة هوية الخاطفين ومكان المخطوفين، والتساؤلات حول تواجدهم داخل سورية أم تم… قراءة المزيد ..