الشفاف- خاص
طرحت قضية اللحوم الفاسدة في لبنان من جديد مسألة التداخل بين الامني والاجتماعي، ومدى قدرة السلطات السورية على تحقيق مرادها وأهدافها من خلال الاجهزة الامنية وأتباعها في لبنان.
بطلا قضية بيع اللحوم الفاسدة المعلنان، الاخوان سميح وسليمان الناطور، يملكان مخزنا للحوم المستوردة واللحوم الطازجة في منطقة صبرا. وهما لبنانيان من أصل سوري من مدينة حمص، حصلا على الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم التجنيس الذي صدر في العام 1994 ، كما انهما كانا من أتـباع الاستخبارات السورية في لبنان، ومن مؤيدي حزب الله، حيث رفعا صورة عملاقة لامين عام حزب الله في صدر مخزن اللحو. ويقال انهما كانا من الذين يدعمون الحزب ماليا، الامر الذي سهل لهما فرض تجارتهما حيث يريدان منذ أواسط التسعينات.
يقول أبناء حي صبرا أنه وخلال إجتياح ٧ ايار الذي نفذه حزب الله للعاصمة بيروت، كانت صورة نصرالله لا تزال في صدر المخزن، الى ان قام عدد من ابناء الحي بالتمني على الناطور اخوان ازالة الصورة حرصا على الاستقرار في الحي لان استمرار رفعها يشكل استفزازا لابناء الحي، وقد تحصل ردة فعلا لا تحمد عقباها. وعلى الاثر، ازيلت الصورة العملاقة لنصرالله من المخزن.
مع اندلاع الثورة السورية كان الاخوان ناطور من مؤيدي نظام البعث وشبيحته حتى امتداد الثورة إلى حمص، حيث قتل العديد من اقاربهما. فتحولا الى تأييد الثورة السورية، ما فتح أعين “العسس” السوريين عليهما، الى حد ورود طلب من الاستخبارات السورية بتسليمهما.
معلومات تحدثت عن انه حين دعا الشيخ احمد الاسير، الى التجمع في ساحة الحرية وسط العاصمة بيروت لدعم الثورة السورية، اتخذت القوى الامنية تدابير سير محددة للمتظاهرين لتفتيشهم ومنع ادخال اسلحة الى مكان الاعتصام، فبادر بعض مرافقي الشيخ الاسير الى ايداع اسلحتهم في مخزن الناطور للحوم، الامر الذي وقع تحت أنظار “العسس” فتم ابلاغ الاجهزة الامنية بأن الحجة توفرت لدهم مخازن الناطور بحثا عن اسلحة.
وبالفعل، تحرك جهاز امن الدولة اللبنانية وداهم مخازن الناطور، فلم يجد اسلحة، إلا أنه وجد طريقة ملتبسة لتوضيب اللحوم. فبادر عناصر امن الدولة الى تغطية مداهمته بدعوة جهاز المراقبة في وزارة الاقتصاد، حيث اكتشف مراقبو الوزارة اللحوم الفاسدة، وتم توقيف الأخوين الناطور فورا.
مصادر مواكبة لقضية اللحوم الفاسدة في بيروت تحدثت عن لفلفة مكتشفات أخرى من مخازن اللحوم الفاسدة والمنتهية الصلاحية من دون التشهير باصحابها كما حدث مع الأخوين الناطور
تأديبا لهما على انحيازهما للثورة السورية.