شيّعت مدينة بعلبك اليوم القتيلين محمد عقيد صلح ومحمد نديم بقبوق حيث أمّ المصلين مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد صلح قريب القتيل محمد عقيد الصلح.
ووسط إطلاق غزير للرصاص توجه المفتي الصلح بكلمة أمام المشيعين فقال: ” أهلنا وأحبتنا ، كل من واسانا واستنكر ووقف معنا في زف هذين الشهيدين إلى مثواهما الأخير، نقول لكم ، هذان الشهيدان قد استشهدا في بعلبك، في سلاح الغدر والخيانة، لم يستشهدا لا في قطع طريق، ولا في تجارة محرمة، ولم يستشهدا في سرقة ما، وإننا شهدنا أشدّ الاستنكار من جميع الجهات . ونقول لأهلنا ما زالت أرحام النساء تلد، وإننا نزف شهيدينا إلى الجنة والحور العين بإذن الله”.
وأضاف صلح: “الأمر في عهدة الأمن، وقد قلنا للجميع وإلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، هؤلاء الشهداء لا يؤخذ بعزائهم إلا عندما يكون الجناة في قفص الاتّهام، والجريمة لم تطل عائلة في بعلبك، إنما طالت جميع العائلات في بعلبك، لذلك الجريمة مستنكرة من الجميع”.
يشار الى انه ليل أمس اطلق مسلحون النار على محل الجاني محمد دريد شقير في بعلبك مقابل مخيم الجليل كما استهدف منزله بقذيفة ب 7 في بلدة عدوس، واقدم محجتون على تحطيم محل شقير عند مدخل بعلبك الشمالي المعد لبيع المشروبات الروحية.
وفي تفاصيل الحادث، ان محمد شقير كان على خلاف مع القتيل الصلح. وهو، أي شقير، مطلوب للعدالة بمذكرات توقيف عدة، أبرزها التورط في إطلاق النار على دورية عسكرية في منطقة أبلح ما أسفر عن سقوط اربعة عسكريين قتلى.
و بعد تخفيض السنة السجنية، خرج شقير من السجن، وبدأ ترصد الصلح. وعند الساعة الثانية عشر ليلا من يوم أمس الأول، اطلق شقير النار على سيارة صلح على طريق راس العين بشارة الخوري ما ادى الى مقتل صلح وبقبوق الذي كان متواجدا الى جانبه صدفة.
وفور شيوع الخبر تجمع مئات المواطنين من اقرباء صلح وبقبوق في ساحة ناصر وعند المدخل الشمالي بالقرب من مستشفى الططري وقطعوا الطريق المؤدية الى داخل مدينة بعلبك، فيما حاول البعض اقفال المحلات بالقوة الا ان تدخل بعض الفاعليات حال دون تفاقم المشاكل.
وعلى الفور عقد اجتماع في بلدية بعلبك حضره فاعليات المدينة مخاتيرها وجمعية التجار والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية واصدر المجتمعون بيانا دعوا فيه الى التضامن مع ذوي القتيلين واقفال المحلات والمؤسسات التجارية اليوم كما دعت القوى الامنية الى اتخاذ الاجراءات السريعة منعا لمحاولات الصيد في المياه العكرة.
خلفيات مذهبية
كما تجمع بعض المواطنين عند مدخل المدينة الشمالي وقطعوا الطريق بالاطارات المشتعلة وسط تدابير امنية من الجيش اللبناني الذي انتشر في الاسواق التجارية وعلى مفارق الطرق، فيما عمل بعض الشباب على تحطيم محلات شقير والد محمد.
يشار الى ان الخلافات ذات الطابع المذهبي تتوالى في مدينة بعلبك حيث لا تكاد المدينة تخرج من إشتباكات لتقع في اشتباكات جديدة. وفي حين تندلع اشتباكات المدينة على خلفيات تجارة الممنوعات او جرائم الثأر، فإن البارز مؤخرا هو تزايد التعديات والمشاكل بين السنة والشيعة خصوصا عائلة الصلح من جهة وعائلات زعيتر وجعفر وشقير من جهة ثانية.