بات أركان حزب الرئيس ساركوزي يسلّمون بأنه ما لم تحصل معجزة (من نوع وصول مرشحة “الجبهة الوطنية” إلى الجولة الثانية على حساب فرنسوا هولاند، واستطلاعات الرأي تستبعد هذا الإحتمال) فإن مرشّح الحزب الإشتراكي، فرنسوا هولاند، سيكون الرئيس المقبل لفرنسا. وهذا، ليس بفضل “جاذبية” هولاند، بل بسبب نقمة قسم كبير من الفرنسيين على ساركوزي. وحتى في حال حصول “معجزة”، فاستطلاعات الرأي تعطي الإشتراكيين أغلبية مقاعد البرلمان، مما يعني “حكومة تعايش” برئاسة إشتراكي!
سيذهب نيقولا ساركوزي إلى بيته على الأرجح “بدون ضربة كف”، ولن يهتف له أحد “بالروح بالدم نفديك يا…”!
*
وكالة الصحافة الفرنسية- يعتزم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك التصويت الاحد المقبل لصالح المرشح الاشتراكي للرئاسة فرنسوا هولاند في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، بحسب ما اوردت صحيفة لوباريزيان نقلا عن احد مقربيه.
وقال المؤرخ جان لوك باريه، الذي ساعد الرئيس السابق في كتابة مذكراته، للصحيفة الفرنسية ان “جاك شيراك صادق مع نفسه في اعلانه انه سيصوت لهولاند”.
واضاف باريه “انا ازوره دوما، نتناول الغداء معا. وبعد اربع سنوات من التحادث، اعتقد انني احد اكثر العارفين بما يفكر فيه”.
وتؤكد صحيفة لوباريزيان ان عائلة جاك شيراك، الذي تولى الرئاسة بين 1995 و2007 تعاني انقساما شديدا مع اقتراب الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، وان ابنته كلود وصهره فريديريك سالا-بارو يميلان باتجاه التصويت لهولاند.
في المقابل فان زوجة شيراك برناديت هي من اكبر مناصري ساركوزي، وهي قدمت له دعما قويا وعلنيا.
وكان جاك شيراك، الذي تربطه بنيكولا ساركوزي علاقات معقدة وشائكة، لم يتردد في التصريح امام صحافيين في 2011 انه سيصوت لصالح فرنسوا هولاند. قبل ان يستلحق ما قاله بالتاكيد ان الامر “نكتة كوريزية” (نسبة الى منطقة كوريز في وسط فرنسا).
ويتشارك جاك شيراك (79 عاما) مع فرنسوا هولاند (57 عاما) بان لكليهما جذور سياسية في كوريز، احد ارياف وسط فرنسا.
ويقول باريه ان تصريح شيراك “لم يكن من النكتة بشيء”. الرجلان “لديهما قاسم مشترك في التمسك بالقيم الجمهورية وفي رفض كافة اشكال التطرف والتمييز”، مضيفا انه شخصيا سيصوت لهولاند.
وبمغادرته قصر الاليزيه في 2007، آثر جاك شيراك الذي تدهورت صحته بشكل كبير في السنوات الاخيرة، عدم التعليق على القضايا السياسية.
وشكل تصريحه في 2011 حول التصويت لمصلحة هولاند الاستثناء الوحيد لهذا القرار.