يمكن لقارئ “الشفاف مشاهدة الفيديو التالي الذي يتضمّن شهادة “فرد هوف” أمام لجنة تابعة لمجلس النوّاب الأميركي، مع النقاشات اللاحقة:
http://www.c-span.org/Events/As-Syria-Violence-Continues-Members-Review-US-Policy/10737426274/
*
شهادة “فرد هوف”، المسؤول عن ملف سوريا في الخارجية الأميركية، التي نقل ملراسل “النهار” البيروتية، هشام ملحم، مقاطع كبيرة منها هي بمثابة “إعلان وفاة” النظام السوري الذي أصبح “مثل رجل يمشي وهو ميت”، أي إعلان قفل الباب على كل محاولات “إعادة تسويق” نظام بشّار الأسد كما فعل رئيس حكومة العراق قبل يومين في واشنطن. وكلام هوف هو الردّ على من رأوا في عودة السفير الأميركي إلى دمشق ملامح “صفقة” محتملة مع بشّار الأسد.
النظام السوري “سقط” عملياً، ولكن يبقى السؤال الذي يطرحه الأميركيون والعرب، وشعب سوريا بالدرجة الأولى، هو كيفية “إنهائه” قبل أن يجرّ سوريا إلى الخراب.
*
واشنطن – هشام ملحم:
قال المنسق الخاص لشؤون منطقة الشرق الاوسط فريدريك هوف، المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الاميركية، إن جامعة الدول العربية والمعارضة السورية المتمثلة بـ”المجلس الوطني السوري” تبذلان قصارى جهدهما لتفادي سيناريو الحرب الاهلية التي اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالعمل على نشوبها، وتحدث عن وجود خطة لدى الجامعة “لتوفير اللجوء السياسي المحمي للنظام” في العالم العربي اذا كان هذا الامر ممكناً. ومع انه قال ان هذه المحاولات قد لا تنجح، إلا انه رأى انه يجب ان تبذل.
وشدد خلال شهادة له امام اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب الاميركي على ضرورة “رحيل زمرة الاسد – مخلوف” لانقاذ سوريا من الحرب الاهلية، إلا انه لم يستبعد قبول المعارضة في نهاية المطاف برحيل الاسد من دون محاسبته او محاكمته اذا كان هذا الثمن الباهظ هو الوسيلة الوحيدة لتفادي زج البلاد في حرب أهلية، مع انه وصف هذا الخيار بأنه كريه ويثير الاشمئزاز.
وبدا واضحا من شهادة هوف ان الحكومة الاميركية والمعارضة السورية التي ينسق معها الاخير تجدان نفسهما في سباق مع الزمن للتعجيل في سقوط نظام الاسد من أجل تفادي جحيم الحرب الاهلية، إذ رأى انه “كلما بقي النظام في السلطة ازدادت فرص انزلاق سوريا الى نزاع طائفي دموي، وهذا سيكون كارثيا لسوريا ولجيرانها”. وأكد ان “السرعة (في اسقاط النظام) هي أهم شيء. هذا النظام سيدمر سوريا اذا اعطي الوقت الكافي لذلك”. واتهم نظام الاسد بدفع سوريا الى الحرب الاهلية، قائلا إن “النظام يؤجج الى حد كبير مخاوف الاقليات ويختبئ وراءها”، في اشارة الى مخاوف الاقليات العلوية والمسيحية بالتحديد وايضا الاكراد والدروز “من الذي سيأتي” بعد سقوط النظام.
وخلال أجوبته على أسئلة بعض النواب الذين تطرقوا الى مسألة المقاومة المسلحة للنظام ودور “الجيش السوري الحر”، أفاد ان حكومته لا تريد “عسكرة” الوضع، وان معظم أطياف المعارضة السورية تريد مواصلة النضال السلمي لاسقاط النظام، وهو ما تؤيده حكومته. وقال ان حكومته “تواصل الحض على الامتناع عن المقاومة العنيفة ليس لاننا ساذجون بل لاننا نؤمن بقوة ان الجهود الرامية الى استئصال هذا النظام من الدولة السورية سوف تنجح بسرعة ودون سفك دماء اذا ظلت الثورة سلمية كليا”. بيد أنه اعترف بأن العنف الوحشي ضد التظاهرات السلمية “سيجعل المقاومة العنيفة حتمية، وهو أمر مؤسف”.
وجوابا عن سؤال عن امكانية بقاء النظام على قيد الحياة، قال: “هذا النظام هو مثل رجل يمشي وهو ميت. السؤال هو ما هي الخطوات التالية. من الصعب التنبؤ بالوقت الباقي للنظام، وكلما طال بقاؤه في السلطة بات ذلك أسوأ لسوريا وللمنطقة، لكنني لا أستطيع ان أرى بقاء هذا النظام على قيد الحياة”.
مسألة الأقليات
وأبرز أكثر من مرة ان الرسالة الاميركية الرئيسية الى “المجلس الوطني السوري” والى سائر أطياف المعارضة وهي ضرورة مد اليد الى الاقليات السورية: المسيحيين والعلويين والاكراد والدروز، مشيرا الى ان النظام يختبئ وراء مخاوف هذه الاقليات “وتحديدا المسيحيين والعلويين”. ولاحظ ان هذا الوضع يفسر على الاقل جزئيا الهدوء النسبي للاوضاع داخل دمشق وحلب، نظرا الى وجود هذه الاقليات في هاتين المدينتين، الى الوجود الامني المكثف فيهما. وأوضح ان اتصالاته مع المعارضة السورية ومع اقطاب الجالية السورية – الاميركية تهدف الى “التأكيد ان التغيير آت، وان الولايات المتحدة ملتزمة دعم الاقليات في سوريا في الاضطلاع بدور مهم في مستقبل سوريا”.
واعتبر ان نظام الاسد بعد العقوبات الدولية “بات في مأزق مالي خطير، وأغضب ما تبقى من انصاره بمحاولات لفرض اجراءات حماية غير ذكية. النظام يخسر الاموال، واذا استمر في السلطة، فانه سيصير مسؤولا عن كوريا شمالية في شرق المتوسط“. واستدرك قائلا: “لكننا مصممون على ان لا نسمح بحدوث ذلك”. وفي هذا السياق علمت “النهار” من مصادر موثوق بها ان هوف سيقوم بعد غد بزيارة لاوروبا تشمل محطة في باريس لمناقشة احتمال فرض الدول الاوروبية عقوبات اقتصادية ومالية أقسى على النظام السوري تشمل خطوة عقابية كبيرة أي مقاطعة المصرف المركزي السوري.
ولدى مناقشته دور تركيا، لفت الى تغيير كبير في موقف أنقرة من نظام الاسد، وقال: “وصلت تركيا تدريجياً الى اقتناع لن تتراجع عنه وهو ان بشار الاسد ليس جزءا من الحل، بل هو جزء من المشكلة، وهو يمثل خطرا قوميا على تركيا من الصعب تصديقه“. واضاف هوف، الذي يقوم بزيارات دورية لتركيا لتنسيق المواقف معها، ان تركيا توفر الملجأ الآمن لعناصر من “الجيش السوري الحر”، لكن تركيا تؤكد للولايات المتحدة انها لا تسلح هذه العناصر “وليس لدينا أي سبب لعدم تصديق ذلك… وانا واثق من ان تركيا تدرس خيارات عدة وتضع الخطط لحالات الطوارئ استنادا الى عدد من السيناريوات التي يمكن ان تبرز… وأنا لا أعلم بأي خطط قريبة لاقامة مناطق عازلة فوق الاراضي السورية”.
قلق في لبنان
وحول انتهاكات سوريا للاراضي اللبنانية، قال: “اللبنانيون أكثر من قلقين لمضاعفات ما يجري في سوريا على لبنان. هناك لاجئون في شمال شرق لبنان، ويمكن ان يزداد عددهم. وقدرة لبنان على التعامل مع ذلك محدودة، وكذلك قدرة قوات الامن اللبنانية. هذه مسألة أساسية لسفارتنا في بيروت ونبحثها في اتصالاتنا مع مختلف السلطات اللبنانية”.
وأعرب عدد من أعضاء اللجنة الفرعية بمن فيهم رئيسها ستيف تشابوت عن دعمه لحق الشعب السوري والجنود المنشقين عن الجيش النظامي باستخدام القوة لاسقاط نظام الاسد.
فرد هوف: نظام بشّار “رجل ميت يمشي” والأهم سرعة إسقاطه حتى لا يدمّر سوريا فلسفة المسؤولية.. من يَقتُل ومن يُقتَل في سوريا؟ بتاريخ 7 دجنبر، قال بشار الأسد، في مقابلة له مع قناة أجنبية، إنه غير مسؤول عن القتل في بلده، وإنه لا يدير هذه العمليات، فهو رئيس البلد، ولكن ليس رئيس الدولة! والدولة هي التي تقوم بأعمال القتل، ومن يقتل شعبه لا يعدو أن يكون رجلا من عالم المجانين. هذه الإجابة الغبية من رئيس أعمى تجعلنا نضع أمثال هذه الكلمات والتصرفات تحت التشريح النفسي والتفكيك الفلسفي. إنه، فعلا، سؤال جدير بالطرح، فمن يقتل في سوريا.. هل هم أشخاص أم… قراءة المزيد ..