مصادر إيرانية قالت أن تصريحات أحمد نجاد ضد القمع في سوريا لم تكن أكثر من “ورقة” استخدمها نجاد لكي يثبت لخامنئي أنه يملك أوراقاً للمناورة! وتقول المصادر أن خامنئي كان قد أبلغ نجاد قبل حديثه التلفزيوني بوجوب الإلتزام بالخط الرسمي إزاء سوريا، ولكن نجاد تجاهل طلب “المرشد. بدورها تبدو فضيحة “مستر إكس”، التي كلّفت الشعب الإيراني 2،6 مليار دولار بمثابة “ورقة” مضادة يستخدمها خامنئي، أو “الحرس”، للضغط على نجاد تمهيداً لإضعافه أو حتى.. لاعتقاله، حسب بعض المصادر!
وكالة الصحافة الفرنسية-
طلب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء من القضاء فتح تحقيق “نزيه” في عملية اختلاس 2,6 مليار دولار والتي كشفت في النظام المصرفي، ودان اتهامات بعض وسائل الاعلام حول تورط مقربين منه في هذه الفضيحة المالية.
وقال احمدي نجاد في خطاب في اردبيل (شمال غرب) نقله موقع الرئاسة الايرانية ان خصوم الحكومة “يوجهون اتهامات ضدنا من خلال اطلاق حملات مغرضة ما يسمح للصوص الحقيقيين بالافلات” من الملاحقات.
واضاف “اطلب من رئيس السلطة القضائية تعيين اشخاص نزهاء لفتح تحقيق في هذه القضية (…) وكشف المسؤولين عنها أكانوا ينتمون الى السلطة التنفيذية او القضائية او البرلمان او رجال الدين”.
وتأتي هذه التصريحات بعد الكشف مطلع الاسبوع عن عملية اختلاس 2,6 مليار دولار خسرتها سبع مؤسسات مالية ايرانية منها احد اكبر مصارف البلاد.
وقال المسؤول عن السلطة القضائية مصطفى بور محمدي ان هذه الفضيحة تشكل “مثالا على الفساد المالي غير المسبوق” في تاريخ المجمهورية الاسلامية.
وبحسب العناصر الاولى التي كشفتها وسائل الاعلام، فان عملية التزوير هذه نظمها في 2009 ايراني مجهول الهوية اطلقت عليها السلطات القضائية اسم “السيد اكس” ونجح في اختلاس حوالى 28 الف مليار ريال (حوالى 2,6 مليار دولار) على مدى عامين من النظام المصرفي الايراني بفضل كتب اعتماد مزورة يفترض انها صادرة عن بنك صادرات.
والمبالغ التي تم الحصول عليها بفضل هذه الوثائق المزورة سمحت ل”السيد اكس” الذي يبدو انه استفاد من شبكة واسعة من المتواطئين معه، بتنفيذ عمليات عدة مثل شراء احد اهم مصانع الصلب في البلاد.
ونشرت وسائل اعلام ايرانية عدة الثلاثاء رسالة لرحيم اسفنديار مشائي المستشار الرئيسي ومدير مكتب احمدي نجاد طلب فيها من وزير المال تسهيل عمليات “السيد اكس”.
ويتعرض مشائي منذ اسابيع لحملة عنيفة من تيار المحافظين المتشددين في النظام الحاكم في ايران الذي يتهمه بانه يدير تيارا “منحرفا” يهدف الى نسف مؤسسات الجمهورية الاسلامية.
وقال احمدي نجاد الاربعاء ان خصوم مشائي “يوجهون اصابع الاتهام الى الحكومة الاكثر نزاهة في تاريخ ايران” متهما خصومه بشن “حرب اعلامية وسياسية من خلال توجيه الاتهامات ونشر الاكاذيب”.
واضاف “لزمنا الصمت حتى الان (حيال هذه الهجمات) لكن على خصومنا ان يعلموا ان الحكومة لن تسكت بعد الان”.
وفي حزيران/يونيو اكد احمدي نجاد بعد حملة اعتقالات في اوساط مشائي واعضاء في فريقه، ان حكومته تشكل “خطا احمر” يجب على القضاء عدم تجاوزه.
وانتقدت وكالة الانباء الايرانية التابعة للحكومة الاربعاء عدم بث التلفزيون الايراني التابع للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي مباشرة خطاب احمدي نجاد كما كان يحصل خلال جولاته في المحافظات.
ويأتي ذلك لتأكيد تراجع الظهور العلني لاحمدي نجاد وكذلك عدم بث خطاباته بالكامل مباشرة منذ الازمة السياسية الخطيرة في الربيع بينه وبين تيار المحافظين المتشددين في النظام.
احمدي نجاد يطالب بتحقيق “نزيه” في فضيحة “مستر إكس”
ضباع تتناتش فيما بينها، فيما الضُبَيع الأسدي ينهش لحم المدنيين والأطفال السوريين أحياء، وفيما بواهت لبنانية راعية وسليمانية وإلى آخريّة، تعمل عن وعي أو دونه أو عن حسابات يتناتش فيها الجبن والمصلحجية والجهل الممجوج بتورّم الذات، على رمي اللبنانيين أعزلين في كهف الضبع والضُبَيع. ثمة حاجة حيوية فعلاً إلى إعمال السيف بعدد من الرقاب، هنا كما هناك وكما هنالك.