لم تختلف زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى باريس عن زيارته الاخيرة الى الفاتيكان. فقد سمع من المسؤولين في الاليزيه و”الكي دورسيه” ما لم يكن في حساباته، على غرار ما جرى في الفاتيكان قبل ذلك.
فقد أشارت معلومات من العاصمة الفرنسية باريس الى ان الرئيس الفرنسي ساركوزي رفض جملة وتفصيلا موقف بطريرك الموارنة المتناظر مع موقف وزير خارجية سوريا لجهة إثارة مسألة “الأقليات” في الشرق، والمسيحيين من بينهم تحديدا، بعد سقوط بشار الاسد. وسمع الراعي من الرئيس ساركوزي ما مفاده أن إثارة هذه الوساوس في غير محله، ولا يمت بصلة الى الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية من ربيعٍ آت. واقترح الرئيس الفرنسي على البطرك الراعي ان يقلع عن الاستمرار في إثارة هذه المسألة لأنها غير موجودة أصلا إلا في مخيلة من يسعى الى الإبقاء على “الستاتيكو” الحالي في الشرق الاوسط.
وتوجه الرئيس الفرنسي الى البطريرك الماروني بالقول: الاجدى أن يقف المسيحيون الى جانب الشعوب المطالبة بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وفي مقدمهم الشعب السوري، بدلا من التباكي على نظام ديكتاتوري يتداعى.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن من المهم ان يدرك المسؤولون في لبنان ان اي إعتداء جديد على “اليونيفيل” سيعني حُكما إنسحاب هذه القوات كلها، وليس الفرنسية فقط، بحيث يترك لبنان ليواجه مصيره مع المجتمع الدولي.
كما حرص الرئيس الفرنسي على إبلاغ البطريرك الماروني أن على الحكومة اللبنانية أن تدفع موجباتها للمحكمة الدولية بالكامل وأن تتعاون معها، أيضا تحت طائلة المواجهة مع المجتمع الدولي.
جوبيه: درس في الديمقراطية وحقوق الإنسان
في الكي دورسيه لم يكن حظ البطريرك الراعي أفضل منه في الاليزيه، حيث استفاض وزير الخارجية الفرنسي ألآن جوبيه في شرح اهمية معاني الديمقراطية وحقوق الإنسان للبطريرك الراعي من دون أن يفسح له المجال للدفاع عن بقاء نظام الاسد الذي خبره الفرنسيون جيدا منذ أيام الرئيس السابق جاك شيراك.
مراقبون في باريس اعتبروا ان الراعي الذي توهم أن في إستطاعته تغيير الموقف الفرنسي من نظام الاسد بحجة ان هذا النظام يحمي المسيحيين عاد من زيارته الباريسية بخفي حنين، وسمع في دوائر القرار الفرنسي موقفا صلبا لا تراجع عنه نحو العمل على إسقاط نظام الاسد.
“الراعي” ضد “الربيع العربي”: “هذه إبادة شعوب وليست ديمقراطية ولا إصلاح”!
الراعي أبدى تخوفه من نظام متشدد في سورية وساركوزي أبلغه اقتناعه بنهاية نظام الأسد