في فيلم “المصير” للمخرج المبدع يوسف شاهين، يتلقى “المغني” الذي قام بدوره الفنان محمد منير، طعنة موجهة الى حنجرته، كان الهدف منها اسكات صوته عن الغناء، لأن الغناء حرام كما أفتى فقهاء الظلام . هم أنفسهم الذين أفتوا ببطلان مؤلفات المفكر ابن رشد وأمروا باحراقها وعلى ضفتي المتوسط.
ربما يعتبر فيلم “المصير” مصير العالم العربي في القرن العشرين والقرن الذي يليه، وليس فيلما يؤرخ لسيرة مفكر عظيم كابن رشد كما توقع البعض قبيل مشاهدته للفيلم.
بداية الفيلم، ومشهد الاعدام حرقا للمفكر الفرنسي جيرار بروي بأمر من السلطات الكنسية، والتهمة هي ترجمة مؤلفات “الكافر” ابن رشد. وفي لقطة أخرى دالة، يرينا شاهين كيفية تهريب مؤلفات ابن رشد الى أوربا عبر النهر، وبعدها نتابع فرجتنا نحدّق ببلاهة في مصيرنا، حيث يأخذنا شاهين بين الماضي والحاضر وعلى حد السكين.
هي بالتأكيد لحظة فاصلة، ولا مغالاة ان رُسم التاريخ وقيل قبل ابن رشد وما بعد ابن رشد، فالعرب ومنذ مأساة ابن رشد يعيشون مأساتهم، هل نستطيع الاستشراف هنا ونقول حتى ثورة البوعزيزي في تونس؟
المصير الآن يرتسم في الأفق، قوس قزح جميل بألوان زاهية يرسمه وترسمه شابات وشبان قرروا وبارادة لا تلين خلع “الروزنامة” القديمة واعادة كتابة التاريخ من جديد.
لكن قوى الشر وفقهاء الاستبداد بالأمس في حماه انتزعوا حنجرة المغني ورموا جثته في نهر العاصي يريدون لتاريخنا أن يستمر في انحطاطه المريع .
الخبر السعيد والمؤلم أيضا: في ظل عمائهم وفقدانهم للبصر والبصيرة قتلوا شابا بريئا وأخطأوا المغني.
ان استشهد المغني فملايين السوريين يغنون الآن: “سوريا بدها حرية” ونواعير حماه منذ الأزل تدور وتغني وستظل تغني.
وعلي صوتك علي صوتك بالغنا لسه الأغاني ممكنة.
ahmadt400@gmail.com
كاتب سوري
لسه الأغاني ممكنة
I have his song on my computer and will keep on all my computers to listen to forever… Great song regardless.