قتل خمسة اشخاص الجمعة في سوريا حيث خرج الاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين، حسبما افاد شهود عيان وناشطون حقوقيون.
واعلن شهود عيان وناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان 5 متظاهرين قتلوا الجمعة في حمص (وسط) وريف درعا (جنوب) بينهم طفل عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين لتفريقهم، رغم الاوامر الرئاسية القاضية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء”.
واشار المرصد الى ان “الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم” هاتفين بشعارات تدعو الى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام. ولفت المرصد الى ان “قوات الامن لم تتدخل لغاية الان”.
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان “المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي”، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى “ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا”، و “لا للعنف نعم للحوار” و”لا للمادة الثامنة من الدستور” التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا.
ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال ان قوى الامن لم تتدخل “بل اكتفت بالمراقبة والتصوير”.
الا ان الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) زردشت محمد اعلن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “دورية من الامن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا” مشيرا الى ان “قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة”.
ولفت الى ان ذلك تم “بعد الانتهاء من مظاهرة القامشلي التي لم يحتك بها رجال الامن الذين تواجدوا بكثافة في قربها”.
وعدد الناطق اسماء الذين تم اعتقالهم ومن بينهم 3 اعضاء في المكتب السياسي للمنظمة وعضو لجنة مركزية فيها.
ودان الناطق “هذه الاعتقالات بحق النشطاء” مضيفا “يبدو ان الحوار الذي تنادي به السلطات سيكون داخل السجون وليس مع القوى السياسية”.
وفي راس العين، التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، فقد تجمع اكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذين افرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر والى الوحدة الوطنية.
واشار برو الى ان سعدون القى كلمة امام المتظاهرين “حيى فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي واكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة”.
كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها اكثر من 3500 شخص وهتفت “ازادي ازادي” اي حرية باللغة الكردية، بحسب برو.
واضاف الناشط الحقوقي ان “مظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 امتار ولافتة كتب عليها +اريد ان اتكلم بلغتي+”.
ويطالب اكراد سوريا بالاعتراف بخصوصيتهم الثقافية ومكانتهم في الحياة السياسية في البلاد بعد ان حصلوا بداية نيسان/ابريل على حقهم بالحصول على الجنسية السورية بعد نصف قرن من الانتظار والاحتجاجات.