يصر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل على المضي قدما في استقالة وزيري الحزب من الحكومة، مشيرا في حديث مع عدد من الاعلاميين مساء امس الى ان الاستقالة الخطية للوزيرين سجعان قزي والآن حكيم سوف تكون على طاولة رئيس مجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل كحد أقصى، وان لا تراجع عن هذه الاستقالة.
الجميل ذهب الى ابعد من استفالة حزبه من الحكومة الى المطالبة باستقالة الحكومة كي تصبح حكومة تصريف اعمال، الى حين انتخاب رئيس للجمهرية، فتذهب غير مأسوف عليها، كما ان استقالة الحكومة سوف تدرأ الضرر الذي تتسبب به للبلاد، خصوصا الصفقات والفساد والمحاصصة وتغيير صورة لبنان وجغرافيته.
ولكن ماذا تعني دستوريا استقالة ثلاثة وزراء من الحكومة؟
في الشكل، الدسستور لا يلحظ الحالة التي تعيشها البلاد حالياً، اي حكومة تسيير شؤون الدولة من دون وجود لرئيس للجمهورية، وتاليا فإن استقالة الوزراء ليست خطوة دستورية في ظل غياب الرئيس، الذي تقدم الاستقالة اليه.
في الشكل، ايضاً، إذا استقالت الحكومة، لمن تتقدم بكتاب استقالتها؟ وتالياً، لا يمكن للحكومة الحالية ان تستقيل لان غياب الرئيس يحول دون وضع هذه الاستقالة موضع التنفيذ دستوريا، والقيام بالخطوات اللاازمة لملء الفراغ الذي سيسببه قبول الاستقالة من استشارات نيابية ملزمة لتعيين رئيس للحكومة، الى الاستشارات التي يجب ان يجريها رئيس الحكومة، وصولا الى صدور مراسيم تعيين الحكومة برئيسها والوزراء.
في الميثاقية الدستورية، كانت استقالة الوزير أشرف ريفي كافية لتصبح الحكومة فاقدة الميثاقية، فكيف باستقالة وزيرين من مذهب واحد؟ حيث ان الميثاقية تنص تقول بتشكيل الحكومة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وتاليا إن استقالة وزير من دون وجود إمكانية لتعيين وزير بديل يطيح بميثاقية الحكومة الى اي طائفة انتمى هذا الوزير، مما يعني ان استقالة الوزير ريفي اعطت ارجحية للمسيحيين داخل الحكومة، ومع استقالة الكتائب اصبحت الارجحية للمسلمين بصوت واحد، وتاليا فإن هذه الحكومة اصبحت غير ميثاقية واستقالتها حتمية.
وفي الشكل والمضمون، هل يكون لاستقالة وزراء الكتائب اي معنى، خصوصا إذا كان الوزيرين سيعملان على تصريف الاعمال سواء من وزارتيهما او من مكتبيهما او …..
كل هذه الهواجس، يضعها رئيس الكتائب نصب عينيه وهو أقام ورشة دستورية ليصل الى الخيار المناسب، الذي سيبني عليه مقتضى خطة المواجهة المرتقبة مع الحكومة ومنظومة الفساد التي تتحكم بالبلاد حسب ما قال الجميل.
رئيس الكتائب اعلن ان استقالة الوزراء هي رسالة اولى تفيد ان الكتائب لا تنتمي لطبقة الفساد الحالية، وان الاستقالة ستكون مقرونة بخطة عمل متزامنة مع ورشة حزبية داخلية لمواكبتها تعيد المسار السياسي في البلاد الى وجهته الاصلية بدءا من اولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وتنهض بحزب الكتائب ليعود الى مكانه الطبيعي حارسا للدولة والنظام العام والدستور.