لا تخلو قاعات الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار هذه الأيام من الاجتماعات واللقاءات التحضيرية للمشاركة في إحياء ذكرى انتفاضة الاستقلال في ساحة الحرية وسط بيروت، ولكن الأبرز كان أمس لقاء الأمانة العامة في اجتماع استثنائي للدعوة إلى اللقاء يوم الأحد القادم في الثالث عشر من آذار عند الساعة العاشرة صباحاً، في ساحة الحرية، تأكيداً لرفض وصاية السلاح ودفاعاً عن إنجازات ثورة الأرز. كما ناقشت قوى ١٤ آذار في اجتماع استثنائي آخر موضوع دراسة الهيكلية الجديدة بعد الانتقال إلى المعارضة.
إذاً، بالأمس التقت الأمانة العامة لدعوة اللبنانيين للمشاركة في ساحة الحرية يوم الأحد القادم، الأمانة العام التي حضر اجتماعها النواب، عمّار حوري وسيبوه كالباكيان. والنواب السابقون، فارس سعيد، سمير فرنجية والياس عطالله. كما حضرها كل من آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، نصير الأسعد، نوفل ضو.
ودعا بيان الأمانة العامة اللبنانيين إلى المشاركة في احياء انتفاضة ثورة الأرز في ساحة الحرية، وقال بيان الأمانة العامة، إنه ”إحساساً بالخطر الذي يتهدد لبنان جراء السلاح الخارج عن الشرعية، وتأكيداً على التزام شعب 14 آذار الدفاع عن حرية لبنان وسيادته ونظامه الديمقراطي، وإفساحاً في المجال لأوسع مشاركة في احياء انتفاضة الرابع عشر من آذار من دون تعطيل حياة الناس ومصالحها“.
وأضاف البيان ”تدعوكم قوى الرابع عشر من آذار الى تأكيد التمسّك بمبادىء ثورة الأرز والإلتقاء يوم الأحد في الثالث عشر من آذار عند الساعة العاشرة صباحاً، في ساحتكم، ساحة الحرية، وتؤكّد على أوسع مشاركة رفضاً لوصاية السلاح ودفاعاً عن إنجازات ثورة الأرز، ثورتكم التي كانت البداية في ثورات العالم العربي“.
في المقابل كان مركز الأمانة العامة أمس مثل خلية نحل يعمل طوال الوقت، لتقديم الأفكار والتنسيق من أجل يوم ساحة الحرية، غرفة منسق الأمانة العامة فارس سعيد لا تخلو منذ الصباح، وبعد اجتماع ”الأمانة“ عقدت خلوة تحضيرية لـ ١٤ آذار بعد الأحد المقبل، في السياسة والتنظيم والعلاقة بين مكوناتها، مصدر شارك في الخلوة التحضيرية قال لـ ”المستقبل“ إن ”جمهور ١٤ آذار ليس كله جمهور حزبي بل هو تكوين مختلف من أفراد مستقلين ومجموعات صغيرة ومنظمات مجتمع مدني لهم تاريخهم الطويل في النضال من أجل استقلال لبنان“، ورأى أن هذه المجموعات لها قدرة على التأثير في المجتمع اللبناني، وهي شاركت في انتفاضة الاستقلال في العام ٢٠٠٥ واستمرت بعده كجزء أساسي من جمهور ١٤ آذار ونخبه، ولذلك سيكون لها أيضاً في يوم الأحد المقبل تحركها الواسع ومروحتها الكبيرة في الدعوة والاستنهاض للمشاركة الواسعة في ساحة الحرية، فهؤلاء شركاء لمناصري الأحزاب في صناعة يوم تاريخي آخر من تواريخ لبنان الحديث“.
ولذلك فالهدف كما قال المصدر من الاجتماع الاستثنائي هو دراسة الهيكلية الجديدة المطلوبة لقوى ١٤ آذار بعد الانتقال إلى المعارضة، والتي تعني في وعي ١٤ آذار فكرة الثورة الديموقراطية مما يقتضي تأسيس هذه الهيكلية تطويراً للعلاقة بين ١٤ آذار السياسية و١٤ آذار المجتمعية والشعبية. فالنقاش في الخلوة طال عدداً من الأفكار يمكن ايجازها بالتالي، أولاً وجود قيادة سياسية عامة لـ١٤ آذار تضم قادة التيارات السياسية والشخصيات التي لعبت دوراً بارزاً في حركة الاستقلال.
ثانياً، التأكيد على ضرورة تشكل كتلة نيابية موحدة لكل نواب قوى ١٤ آذار، وتقرر هذه الكتلة بعد رسم آلياتها وتحديد هدفها في أن تكون رأس حربة نيابية تساجل الحكومة المقبلة وتناقش في المجلس النيابي وتقدم المشاريع والقوانين التي تعبر عن مضمون فكر ١٤ آذار.
ثالثاً، تأسيس مجلس وطني واسع لقوى ١٤ آذار واسع ما أمكن، يضم حزبيين ومستقلين وسياسيين ونقابيين ومجتمع مدني وله وظيفة مناقشة ودراسة المشروع السياسي لقوى ١٤ آذار، كما مناقشة القضايا التي قد تحتاج نقاشاً طويلاً، بحيث تؤلف لجنة تختص بمتابعة كل قضية وتصل إلى نتائجها التي ترفعها إلى المجلس الوطني وقيادة ١٤ آذار.
كذلك، تبقى الأمانة العامة كهيئة سياسية وتنظيمية وإدارية، وتتشكل من ممثلين عن الأحزاب وشخصيات وتتبع لها مكاتب مختصة مثل الاعلام والاتصال والدراسات وغيرها. والتوجه أن تتولى الأمانة العامة أيضاً رعاية أي مبادرة مدنية في موضوعات متعددة ومن كافة المناطق، موضوعات مثل العبور إلى الدولة، ومتابعة القرار الاتهامي الذي يصدر عن المحكمة والتفريق بين المتهم وبين المجموعات، وموضوع الدولة المدنية. والهدف من تقديم المساعدة إلى المبادرات المدنية هو القناعة بأن لا حل لمشاكل لبنان إلا بدولة مدنية مستقلة. ويؤكد المصدر أن المطروح بالنسبة لهذه المبادرات والمنابر أن تشترك في مؤتمر سنوي في ١٤ آذار بدعوة من المجلس الوطني وبشراكة مع الأحزاب لمناقشة سبل نجاح هذه المشاريع على المستوى الوطني.
إذا التركيبة المطروحة في الوقت الحالي لقوى ١٤ آذار هي قيادة عليا حزبية ومجلس وطني يراقب ويسائل ويشرّع وكتلة نيابية لها كيان قائم بحد ذاته وأمانة عامة تتولى دور حلقة الوصل بين جميع مكونات ١٤ آذار، تصدر نشرة سياسية أسبوعية ويتأسس في موازاتها وبالعلاقة معها مجلس وطني للشباب والطلاب مع الأخذ بعين الاعتبار التطور التقني والتواصل.
المصدر قال إن هذا الاقتراح جرى التداول فيه، حيث ستجري إعادة قراءة له وسيقدم إلى القيادة السياسية، وكذلك إلى مؤتمر البريستول الذي سيعقد الخميس القادم، الذي سيناقش ورقة سياسية وسيتم تقديم ورقة صغيرة تنظيمية غير نهائية، حيث تستعرض ما ناقشته بشكل عام وتعرض لأفكار عديدة معها.
الأمانة العامة هذه الأيام حركة لا تهدأ، الجميع يحاول أن يجهد بأكثر ما يستطيع للأسبوع المقبل الذي يشهد الكثير من النشاطات والاستحقاقات المهمة، في إحدى الغرف يجلس كل من سمير فرنجية والياس عطاالله يكتبان بياناً أو يستمعان إلى نشرة أخبار ما، فيما كل دقيقتين يدخل أحد الشبان ليستشيرهم بفكرة ما أو تحرك، فيما هاتف ”أبو الزوز“ لا يتوقف عن الرنين، والسؤال عن التحضيرات وكتابة أسماء المدعوين إلى لقاء كوادر وناشطي ١٤ آذار الخميس القادم والتحضيرات للقاء يوم الأحد، أما طوني فله أن يتابع الرسائل الإلكترونية عبر الانترنت كلما وجد نصاً جديداً يرسله للائحة الطويلة من أصدقاء الأمانة ورفاقها. أما القاعة الكبرى كالعادة ”اجتماع رايح واجتماع آت“، أيمن وعبد السلام ونزيه ووليد وكمال وزهوة وشارل ومصطفى وميشال وأنطوان ودانيال ونسيم ومعهم مجموعة كبيرة من الاصدقاء يناقشون صيغة التحرك المدني إلى جانب التحرك السياسي، يفتحون شهيتهم طوال الوقت على رفع السقف السياسي عبر زيادة حجم التحركات المنظمة من قبل المجتمع المدني، يراقبون بفرح التحركات الشبابية في العالم العربي وإيران والتي تشبه حركتهم التي ساهموا بإطلاقها منذ ست أعوام. بالفعل هي خلية نحل نشيطة لا تتوقف الحركة فيها منذ ساعات الصباح الباكرة إلى ساعات المساء المتأخرة.