تدخل مرحلة انتخاب بطريرك جديد للطائفة المارونية مرحلة العد العكسي مع مطلع الاسبوع المقبل، بعد ان اعلن مجلس المطارنة الموعد، وبالتزامن مع حسم البطريرك صفير خياره بأن يكون ناخبا.
ورجحت مصادر كنسية مطلعة ان يكون صفير الناخب الاقوى للخلف.
انتخابات البطريرك الجديد، تتم في ظل موازين قوى، قد تنعكس على المطارنة وخلوتهم الروحية، ابرزها المطارنة الموالون للبطريرك صفير، وأولئك الذين يدورون في فلك التيار العوني والوزير سليمان فرنجية.
المصادر الكنسية اعتبرت ان المطارنة الذين يدورون في فلك عون وفرنجية عددهم ثمانية، يتزعمهم مطران زغرتا سمير مظلوم ومطران القاهرة فرنسوا عيد. ويشار الى ان المسؤول العوني كابي جبرايل يتواجد يوميا بعد ظهر كل يوم في مكتب المطران سمير مظلوم لتنسيق حملته الانتخابية.
والى المطارنة العونيين، رهبانيتان ناصبتا البطريرك صفير العداء هما “رهبنة الرسل” التي يرأسها الاباتي ايلي ماضي، الذي كان طوال عهد الرئيس السابق اميل لحود على علاقة ملتبسة بالصرح البطريركي وعلاقات جيدة مع العميد مصطفى حمدان واللواء جميل السيد، وكان حاضرا الى جانب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في القداس الاحتفالي الذي اقيم للبطريرك صفير يوم السبت الماضي. و”الرهبنة المريمية” التي منها خرج المطران فرنسوا عيد الذي عمل طويلا في دوائر الفاتيكان ضد البطريرك صفير.
المصادر الكنسية اعتبرت ان الانقسام بين موالين لصفير ومعارضين له، اوجد قوة ثالثة من المطارنة تعمل وفق اجندة الفاتيكان وهي تفضل وصول بطريرك لا يعمل وفق اجندة سياسية بل في إطار الثوابت التي اقرها المجمع البطريركي، يكون بطريركا منفتحا ولا يحمل عقدا نفسية تجاه اي فريق سياسي ويحمل خطابا واضحا في ما يتعلق بالثوابت الكنسية في ما يختص بمفاهيم العدالة والسيادة والحرية الاستقلال بوصفها ثوابت لصيقة بتاريخ الكنيسة المارونية وأساس وجودها في لبنان والانتشار الماروني في العالم.
ومع ان مجلس المطارنة يعاني من اختلافات في وجهات النظر بين المطارنة بشأن إسم البطريرك الجديد، إلا أن إتفاقا غير معلن، ومن دون اتفاق يسري بين المطارنة وفيه ان البطريرك المرتقب ايا كان إسمه يلتزم سقف الثوابت الكنسية التاريخية ومقررات المجامع البطريركية‘ إضافة، الى الحؤول دون الوصول الى تدخل الفاتيكان في آلية الانتخابات في حال أخفق المطارنة في التوصل الى انتخاب بطريرك.
وفي هذا الصدد يقول المطران شكرالله حرب ان الفاتيكان تدخل مرتين، وكانت نتائجهما سلبية على الكنيسة المارونية، المرة الاولى عام 1954 حيث عين المطران بولس المعوشي بطريركا. وهذا الاخير عمل على “شخصنة الكنيسة”. والمرة الثانية عندما تم تعيين المطران ابراهيم الحلو مدبرا رسوليا عام 1985، بعد ان اصيب البطريرك خريش بالعجز عن آداء مهامه، وهي تجربة لم تكن ناجحة وانتهت بانتخاب البطريرك صفير خلفا للبطريرك خريش على حياته.
ويرى المطران شكرالله حرب ان البطريرك المنتخب يكون ملتزما وولاءه لمجمع المطارنة الذي انتخبه وليس للفاتيكان الذي عينه، وبذلك تتأمن مصلحة الكنيسة المارونية بشكل افضل.
على هامش الاحتفال الذي اقيم في بكركي أمس
– علق احد النواب السابقين على سخرية صحافي من قوى 8 آذار من ان “عهد البطريرك صفير قد انتهى” بالقول للصحافي “انت مخطئ سيشهد الصرح البطريركي للمرة الاولى وجود “بابا” ماروني هو مار نصرالله بطرس صفير، وبطريركا منتخبا”.
– وللتيار العوني في كل عرس قرص، حيث شهد الاحتفال انسحاب إعلاني للوزير جبران باسيل من الاحتفال محتجا على جلوس رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في الصف الامامي في حين ان مقعد باسيل كان في الصف الثالث، مشيرا الى انه صهر الجنرال ويحب ان يكون موقعه في الصف الامامي. فانسحب معه الوزير فادي عبود متضامنا. اما الوزير يوسف سعاده فاعرب عن احتجاجه على طريقته، بحيث حضر الاحتفال جالسا في الصفوف الخلفية.
ومن مآثر العونيين التنكيل الذي بدأه الاب الياس البواري العوني بالصرح البطريركي حيث إعتبر ان مرحلة صفير انتهت وانه قادر على تصفية حسابات عونية مع الاعلاميين وسواهم ممن لا يستمرئهم!
– كان لافتا حضور فريق عمل الرئيس السابق اميل لحود القداس الاحتفالي على الرغم من ان العلاقة بين لحود وصفير لم تكت في حال جيدة طوال الفترة التي جمعتهما في سدة المسؤولية.